ترك مقعد الوسط فارغا وتطبيق قواعد التباعد الاجتماعى.. استخدام تقنيات حديثة للتعقيم.. تجديد الهواء كل ثلاث دقائق..ارتداء كافة أفراد أطقم الطائرات والركاب الكمامات.. هذه هى السياسات الجديدة التى من المقرر أن تتبعها شركات الطيران فى كل أنحاء العالم مع العودة التدريجية لحركة الطيران العالمية بعد توقف دام عدة أشهر بسبب جائحة كورونا. وتهدف هذه السياسات الجديدة فى المقام الأول إلى إحكام السيطرة على منع تفشى الوباء وسلامة الركاب.
ورغم أهمية تطبيق قواعد التباعد الاجتماعى على متن الطائرات ,إلا أن هذا التطبيق يواجه الكثير من العقبات والصعوبات. فقد حذر تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى» من أن تطبيق «التباعد الاجتماعى» على متن الطائرات سيؤدى إلى ارتفاع أسعار تذاكر الطيران بنسبة قياسية تتراوح بين 43% و54%. وأضاف أن الحفاظ على المسافة الآمنة تعنى أن كل 4 ركاب يحتاجون إلى 26 مقعدا. وهذا يعنى أن الخطوط الجوية ستعمل بـ15% من طاقتها الاستيعابية فقط. وأوضح الاتحاد الدولى للنقل الجوى «إياتا» أن هذه النسبة ستخفض ما يسمى بـ «عامل الحمولة» إلى نسبة 62%. وتعمل الطائرات بشكل عام بـ «عامل حمولة»يقدر بـ80% فيما فوق. وهو العامل الذى يتحدد على أساسه نسبة الربح لشركة الطيران وهو الفيصل بالنسبة للشركات لتحديد ما اذا كانت الطائرة ستعمل أم لا. وشرح التقرير أن قلة عدد الإشغال فى الطائرة سيسهم فى زيادة سعر التذكرة.
فى المقابل ، فإن ارتداء الكمامات مع فحص درجة حرارة وتعديل خطوات عمليات الصعود والهبوط ربما يكون الحل العملى. إلى جانب، تقليل حركة أطقم الطائرة والحد من تفاعلهم مع الركاب، إلا فى الضرورة. نشرموقع «بيزنس ترافلر» المختص بأخبار السياحة العالمية والسفر تقريرا يشدد على أهمية جودة الهواء على متن الطائرة. وأوضح التقرير أن أفضل شركات الطيران فى العالم هى التى تتمتع طائراتها بأعلى جودة للهواء حيث تحتوى الطائرات على فلاتر هواء جزيئى عالى الكفاءه، والتى تقوم بتصفية 99,99% من جزيئات الغبار والملوثات المحمولة فى الجو مثل الفيروسات والبكتيريا. كما أن تلك الفلاتر تعمل على تبديل الهواء وتنقيته كل ثلاث دقائق لضمان أعلى جودة للهواء.
وليطمئن الجميع، فإن الخبراء فى «إياتا» أكدوا أن خطر انتقال الفيروس على متن الطائرت «منخفض» حتى دون اتخاذ الإجراءات الوقائية المشددة. واستندوا فى ذلك إلى تعقبهم لرحلة أقلعت فى يناير الماضى من الصين إلى كندا وكان على متنها 350 مصابا بكورونا ولم يتم الكشف عن أى عدوى على متن هذه الطائرة بعد ذلك.
وتعتبر شركات الطيران من القطاعات الأكثر تضررا من جراء وباء كورونا. وتوقعت المنظمة العالمية للسياحة التابعة للأمم المتحدة تراجع عدد السياح الوافدين عالميا، خاصة أن القيود المفروضة على السفر وإغلاق المطارات والحدود لكبح تفشى فيروس كورونا أغرقت السياحة العالمية فى أسوأ أزمة منذ عام 1950.
رابط دائم: