يبدو أن العالم مقبل على أشكال جديدة من السياحة والسفر والترفيه، بعدما أصابت جائحة فيروس كورونا المستجد السياحة العالمية بالشلل.. ومع دخول نصف الكرة الشمالى موسم الصيف، تحاول الحكومات تنشيط اقتصاداتها السياحية، وذلك اعتماداً على مفهوم «فقاعات السفر» الآمنة التى تطبق إجراءات التباعد الاجتماعى وفق شروط صحية مشددة لمنع تفشى الوباء. الخبراء البريطانيون يؤكدون أن عودة السياحة لا تعنى فتح الحدود أمام الجميع، ولكن فقط للدول التى تعتبر مناطق آمنة، من خلال اتفاقيات مع مناطق مجاورة تسمح بالسفر عبر الحدود دون الحجر الصحى عند الوصول. وهذه الدول لا تحتاج إلى تسجيل صفر إصابات، لتكوين فقاعة سفر، ولكن يجب أن تكون جميع الدول المشاركة بها فى مرحلة مماثلة من الإجراءات الاحترازية عند إعادة الفتح..
وأوصى تقرير صدر الشهر الماضى عن المفوضية الأوروبية بضرورة تطبيق تدابير «فقاعات السفر». وتعد إسبانيا وإيطاليا واليونان والبرتغال من بين الدول التى وافقت على فتح حدودها للمسافرين من داخل الاتحاد الأوروبى، بينما فتحت النرويج والدنمارك حدودهما لبعضهما البعض، تاركين الدول الاسكندنافية الأخرى خارج الخطط الفورية. وخارج أوروبا، تظهر فقاعات السفر أيضًا، حيث يمكن للأشخاص من سنغافورة اختيار مقاطعات صينية والسفر اليها الآن دون الحاجة إلى الحجر الصحى عند الوصول، على أن يخضع المسافرون للفحص، قبل وبعد الطيران، مع استخدام تطبيق يتتبع تحركاتهم فى أثناء الإقامة. وتعد أستراليا ونيوزيلندا من بين أوائل الدول التى ناقشت فكرة فقاعة السفر، وتم الإشادة بالبلدين على تعاملهما مع الوباء.لكن رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن ترى أن بلدها بحاجة إلى التأكد من أنه عندما تنفتح على أستراليا، يمكنها أن تفعل ذلك بثقة، خاصة فى ظل تفاوت معدل الإصابات بين البلدين.ويسهم البلدان بشكل كبير فى صناعة السياحة لبعضهما البعض، حيث يشكل الأستراليون نحو 40%من الوافدين إلى نيوزيلندا، ونحو ٢٤٪ من إنفاق السائحين الأجانب فى نيوزيلندا. فى أستراليا، يشكل النيوزيلنديون نحو ١٥٪ من الزائرين للبلاد، وينفقون ٦٪ فقط مما ينفقه إجمالى السائحين. وتدر السياحة المليارات لأستراليا، وتشكل رابع أكبر صناعة فى البلاد، والتى تلقت ضربة هائلة من تفشى كورونا، لذلك ليس من المستغرب أن يرحب ممثلو الصناعة باحتمال ظهور «فقاعة سفر».
ولأن «فقاعات السفر» هشة، فإن الاشتراطات الخاصة بها دقيقة للغاية، ولذلك فإن الولايات المتحدة بعيدة عنها حالياً، كونها لديها واحدة من أسوأ معدلات الإصابة فى العالم، وهو ما يقضى على فرصها فى الانضمام لأى فقاعة سفر خلال هذه المرحلة، حتى مع كندا، أقرب جيرانها. وتعد حالياً منطقة شلالات نياجرا محظورة على الأمريكيين، حيث تم إغلاق الحدود بين الولايات المتحدة وكندا. واعتبرت مجلة فورين بوليسى إن خطط التوسع فى اطلاق فقاعات السفر، للسماح بعبور الحدود والسفر دون حاجة للحجر الصحى، تعطى أملا فى استئناف السفر والسماح بعودة التجارة والسياحة. بعد أحداث 11سبتمبر، طبقت المطارات حول العالم إجراءات أمان إضافية، ويتوقع الخبراء أن يصاحب الفيروس التاجى التأثير نفسه، ولكن مع التركيز على الصحة، التى تتضمن فحص درجة حرارة الركاب فى المطارات، أو اشتراط اختبارهم لفيروس كورونا قبل صعودهم على متن الطائرات، وهو ما يثير جدلاً حول قضايا يجب حلها، منها توفير الاختبارات السريعة والدقيقة، وتوقيت إجرائها قبل الرحلة لكل راكب. وهذا الأمر فتح الباب لمقترح آخر هو «جوازات سفر مناعية»، وهى بطاقات تفيد تحصينهم ضد الفيروس. ولكن حتى الآن لا يوجد دليل على أن الأجسام المضادة لدى المتعافين ستحميهم من الإصابة مجددا..
رابط دائم: