عصفت الانتقادات التى لاحقت جائزة البوكر الدولية فى مجال الأدب، بأحد أركان تقاليدها، والمتعلقة بمنح «ألقاب فخرية» إلى شخصيات عامة بعينها.
الجائزة عانت من الانتقادات التى اعقبت تصريحات نائبة رئيس الجائزة، البارونة إيما نيكلسون، وتسببت بموجة من الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي، والمتعلقة بقضية «المثلية الجنسية»، مما دفع إدارة الجائزة لاستبعاد البارونة وإلغاء بند «الألقاب الفخرية».
نيكلسون عضوة مجلس اللوردات البريطاني، هى أرملة الرئيس السابق لمؤسسة البوكر الراحل، السير مايكل كين، الذى ساعد فى تأسيس الجائزة، وتشغل منصب نائب رئيس مؤسسة البوكر منذ 2009، كما أنها أمينة سابقة للجائزة، عرفت بمواقفها المعادية «للمثلية».
ولا تعد تلك هى العاصفة الأولى التى تسببت فيها البارونة، حيث جذبت معها مؤلفة «هارى بوتر» جى كى رولينج إلى مركز هذا الجدل من قبل، فنيكلسون أحد مؤسسى جمعية «لوموس الخيرية» التابعة لمؤسسة «رولينج».
وإزاء ذلك الجدل أصدر أمناء مؤسسة جائزة البوكر بيانا أكدوا فيه، أن آراء البارونة بشكل عام تعبر عن وجهات نظرها، أنها تقاعدت كأمين للمؤسسة فى عام 2009، ثم أصبحت نائبًا فخريًا للرئيس، وليس لها دورا فى حوكمة أو عمليات المؤسسة، إنها ليست منخرطة فى اختيار الحكام ولا الكتب المدرجة بالقائمة الطويلة أوالقصيرة أو الفائز، إلا أن بيان «البوكر» لم يخفف من وطأة الهجوم، وبرز هاشتاج يطالب بمقاطعة الجائزة #BoycottBookerPrize.
وفى غضون ساعات، وبسبب الهجوم الذى تعرضت له إدارة الجائزة أصدرت «البوكر» بيانا آخرأعلنت فيه عزل نيكلسون بشكل غير مباشر من خلال إعلان إلغاء «الألقاب الفخرية» التى تستخدمها المؤسسة، مضيفة «فى الأيام الأخيرة ، كان هناك بعض الارتباك حول طبيعة الألقاب الفخرية التى تستخدمها المؤسسة، ويعتقد الكثيرون أن هذه الألقاب بطريقة ما ترمز إلى الجوائز، هذا ليس حقيقيا، قررنا اليوم أن هذه الألقاب والأدوار يجب أن تنتهى فورا».
ويبدو أن الجدل سيظل متعقبا، فقد جاءت أزمة نيكلسون لتغطى على جدل آخر تسببت به تصريحات مارك دمازر، الرئيس الجديد لمؤسسة جائزة «البوكر» بالأسابيع الأخيرة، والتى أعلن فيها تأسيسه قاعدة جديدة حول عدم تكرار مقاسمة الجائزة بين كاتبين كما حدث العام الماضي، عندما تقاسمت الجائزة الكاتبتان مارجريت آتوود ووبرناردين إيفاريستو ومناصفة بينهما بعدما تعادلا فى تقييم لجنة التحكيم، مما تسبب فى ردود فعل متباينة بين الكُتاب والمجتمع الأدبي.
ومن المقرر إعلان الكاتب الفائز فى احتفال رقمى فى 26 أغسطس المقبل، وذلك بعد تأجيل الحدث لمدة ثلاثة أشهر بسبب غلق المكتبات والحظر نتيجة لتفشى فيروس كورونا المستجد.
رابط دائم: