رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الـ «تايم» والقصة وراء غلاف «فى عينيها»

كتبت ــ يسرا الشرقاوى
تشارلى بالمر امام اعماله

أن يكون «الغلاف» فى حد ذاته موضوع، أن يكون موجزا بكل ما يمكن أن يقال، و«موجه» إلى كل ما يفترض أن يتحقق، فهذه من حيل الصحافة الباقية، والتى تجادل بها دوما ضد كل نبوءات انقراضها الوشيك. ونجحت مجلة الـ «تايم» فى أن تتقدم المنصات الإعلامية المبدعة فى توظيف «الغلاف» بصورة جيدة، وأن تدهش متابعيها فى كل مرة، وأحدث الأدلة يتمثل فى غلافها «أمريكا يجب أن تتغير»، والذى جاء لوحة فنية من إبداع الرسام الأمريكى ذى الأصول الأفريقية تشارلى بالمر.

غلاف العدد السادس من يوليو المقبل، والمنتظر أن يكون مزدوجا، كان المقصد منه التعبير عن اللحظة التى تعايشها أمريكا حاليا، والتى بدأت بمقتل «جورج فلويد» وتصاعد مطالبات التخلى عن أثقال الثقافة العنصرية، ووفقا لـ دي. دبليو. باين، مدير قسم التصميم بمجلة الـ «تايم»، فإن الهدف من وراء هذه اللوحة كان طرح سؤال أساسي: «هل يمكن لأمريكا تحقيق الفكرة الرئيسية من وراء قيامها؟»، وذلك فى إشارة إلى النشأة الأولى لأمريكا كملجأ للفئات المنبوذة، حيث كان يفترض تحقيق العدالة والمساواة ومبدأ «الفرص الثانية».


فجاءت النتيجة عبارة عن اللوحة التى جسدها الغلاف، ونسختها الأصلية تم تنفيذها بألوان «أكريليك»، وقياسات 30*40، وتصور فتاة صغيرة سمراء تواجه كلا من غياب عدالة الحاضر، والدور التاريخى لأمريكا، وتحمل عنوان «فى عينيها».

يحكى بالمر، مبدع اللوحة التى ارتدت عباءة «غلاف»، أنه طوال سنوات حياته التى قاربت على الـ 60، «تغيرت الكثير من الأمور، فيما بقت أمور أخرى كثيرة على حالها»، وبالمر الذى ولد بولاية ألاباما، وتلقى دراسته فى الأكاديمية الأمريكية للفنون، ومدرسة معهد الفنون فى شيكاجو، يحكى أن حياته كطفل فى الستينيات كانت تسجيلا لمحاولات العائلة المتوسطة السوداء لحماية أبنائها من ويلات العنصرية العرقية.

ويقول بالمر فى وصف الحماية التى تلقاها من والديه، وتحديدا أمه أيرما والكر: «لقد قدما لى الحماية من أسوأ أشكال الكراهية التى يكنها العالم إلى شخص يشبهني، ولكنى الآن أشعر بالقلق على أطفال وأحفادى وأبناء وأخوتى، وإزاء المجتمع الأسود ككل».

وقد انعكس القلق الشديد لبالمر فى اللوحة التى جاءت قوية وآخاذة فى آن واحد، فتوظيفه للزهور يعكس «تيمة» متكررة يعتمدها الفنان الأمريكى منذ وفاة والدته عام 2008، وفى وصفه لتيمة «الزهور»، يقول بالمر: «تجسد الحياة والموت والحب والجمال والبهجة».

من أبرز الأعمال السابقة لبالمر، لوحة «قصته» التى أدرجت ضمن المجموعة الفنية للأديبة و الشاعرة الأمريكية ذات الأصول الافريقية مايا أنجيلو، وكذلك غلاف الألبوم الغنائى الأخير لجون لجند، والذى حمل عنوان «حب أكبر»، و«الملصق» الترويجى لدورة الألعاب الأوليمبية عام 1996، ويقدم بالمر محاضرات دراسية فى مجالات «الرسوم المصاحبة للنصوص»، والرسم بمدارسه المختلفة، ونال بالمر نصيب من الجوائز التقديرية لموهبته.

يقول بالمر «أتمنى أن يعكس هذا الغلاف حجم القلق، رسالتى ليست الحض على كراهية العرق الأبيض، وإنما إعادة إحياء حب العرق الأسود».

ويعمل بالمر حاليا على إعداد مشروع يستهدف الأطفال ويعيد إحياء مجلتهم الشهيرة «ذا براونيز بوك»، باستخدام موضوعات ورسومات من إبداع كتاب وفنانين من ذوى الأصول الافريقية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق