لم يتأخر التعارف بين الأسر المصرية وفيروس كورونا إذ سرعان ما أدرك المصريون حجم الخطر الماثل من الوباء وباتوا على دراية بمعظم ما يتعلق به..فقد كشف تقرير حديث صادر عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، طبيعة هذه المعرفة وأكد أن أكثر من 96% من الأسر المصرية باتت على دراية بأغلب المتاح من معلومات حول الفيروس المستجد، سواء من حيث الأعراض أو سبل الوقاية. هذا التعارف يعنى زيادة وعى المصريين بكل ما يتعلق بالفيروس وإن كان بنسب متفاوتة بين سكان الحضر والريف.. فقد أشار التقرير إلى أن نسبة الوعى بأمور «كورونا» تزيد بين قاطنى الحضر عن نظرائهم فى المناطق الريفية. وذكر التقرير أن أكثر من 95% أكدوا أن «ارتفاع الحرارة» من الأعراض الرئيسية، فيما أكد 76% أن «احتقان الحلق» من أهم الأعراض الرئيسية للإصابة. وحدد 35% «الإسهال» بأنه من الأعراض الرئيسية للإصابة بالفيروس المستجد.
ولفت التقرير إلى تقييم الأسر المصرية للإجراءات التى اتخذتها الحكومة وربطها بإمكانية الحد من تفشى الفيروس الجديد، فاعتبر أكثر من 50% من الأسر المشاركة فى الاستطلاع أن «حظر التجوال» من أهم الإجراءت التى تم اتخاذها بهذا الشأن، فيما أقر أكثر من 42% بأن إغلاق المواقع التى تشهد ازدحاما، كان أفضل السبل للحد من انتشار «كورونا».
وأشار التقرير إلى أن نحو 62% من الأسر المصرية تغيرت أحوالها «العملية»، بمعنى أن الأسر باتت تعمل عدد ساعات أو أيام أقل، فيما توجه نحو 19% من الأسر إلى العمل بدوام جزئى.
وفيما يتعلق بأشكال الاستهلاك، باتت الأسر فى مصر أقل استهلاكا لبعض الأغذية بعينها مثل اللحوم والأسماك والفواكه. كما انخفضت معدلات الاستهلاك فيما يتعلق بالملابس ومصاريف الدروس الخصوصية والبنود الموجهة إلى النقل والمواصلات. ويأتى هذا التراجع تأثرا بالإجراءات الاحترازية والوقائية المعمول بها منذ بداية أزمة «كورونا». وفى المقابل، ساهمت «كورونا» فى ارتفاع استهلاك الأسر المصرية من سلع بعينها مثل «الأرز» و«زيت الطعام» و«البقوليات». ولكن الأهم كان فى تزايد الاستهلاك بالنسبة لسلع الوقاية مثل «الأقنعة الطبية» و«القفازات» والمنظفات والمطهرات.
وأشار التقرير الى أن الأسر المصرية تواجه الأزمات المالية المترتبة على الأزمة الحالية، عبر عدد من الأدوات، فى مقدمتها «تقليص معدلات الاستهلاك»، واللجوء إلى بدائل رخيصة، وكذلك الاعتماد على المدخرات الشخصية، وتنتهى القائمة بالاعتماد على المساعدة من الآخرين.
رابط دائم: