رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الذبح والحرق عقاب الزوجة النكدية

محمد شمروخ

قالوا إن كثرة «النقار» بين الحبيبين دليل على فرط الحب بينهما، لكن عندما تتحول الحياة إلى جحيم ولا يكف أحد الحبيبين أو كلاهما عن المشاحنات ويتحين الفرصة لاستجلاب «النكد» لا يبقى أمام عقد الحب إلا أن ينفرط.

وهكذا تحولت حياة «محمود» الذى ناهز الأربعين من العمر مع زوجته «س» ذات الخمسة وثلاثين عاما، إلى قطعة من جهنم حتى كان القرار بالانفصال، وظن أنه سيتخلص من كل هذا العذاب بطلاقها بعد أن فشلت كل مساعى الصلح للحفاظ على عش الزوجية قائما، لاسيما أن زواجهما أثمر عن طفل الآن هو فى الرابعة من العمر، لكن محمود اكتشف أن متاعب الطلاق أكثر ثقلا من متاعب الزواج، كذلك لم تطق «س» الحياة بعيدا عن البيت، فالحياة تحولت إلى هم ثقيل أطبق على صدريهما فى وحدتهما حتى نسيا كل أيام الشجار وليالى النكد أما ما لم يتحمله الزوجان بعد انفصالهما فهى تلك النظرات المنكسرة فى عينى هذا الملاك الصغير الذى فتح أمامهما بابا للتفكير فى إصلاح ما أفسده الشيطان، فكانت استجابتهما، لطرح فكرة العودة لينيرا من جديد عش حبهما القديم فى شارع ابن خلدون بحى الظاهر.

وفى الأيام الأولى بعد العودة السعيدة، مضت الحياة هانئة، يضع فيها كلا الزوجين مصير الطفل نصب أعينهما ولكن هيهات ألا يجد الشيطان مدخلا من جديد، فعادت الخلافات القديمة لتبعث من جديد!.

وبعد شهور خمسة من العودة ما بين مشاكساتها ومشاحناته، تشتعل الخلافات، مرة بسبب المصروفات ومرة بسبب الغيرة ومرات ومرات تبدو فيها الأسباب أكثر تفاهة من أن تذكر بلا مبرر سوى الوجبة اليومية المقررة من النكد!.

وفى النهاية وقعت المشاجرة الأخيرة، من أجل المصروفات المنزلية وهى باب لا يغلق فى كل البيوت بدون تفرقة وتفتح الطريق أمام كل أنواع المصائب، سواء استحقت أم لم تستحق.

وعاد شبح الطلاق مرة أخرى يخيم على البيت الصغير المفعم بأجواء التوتر، لكن هذه المرة ستكون بلا عودة ولن يفيد فيها أى محاولة لرأب ما تصدع مرة أخري، فهدد منذرا بالطلاق عندما أصاب الزوجة ما يشبه اللوثة، فلم يتمالك نفسه وقرر أن يطلق العنان للرغبة العارمة التى اشتعلت فى أعماقه وتملكته شهوة لا تقاوم من أجل إسكاتها للأبد حتى يتخلص من كل هذا العناء، فأمسك بسكين من مطبخ الشقة وبكل طاقة الغيظ المتفجرة انهال بكلتا يديه عليها ليذبحها من رقبتها ولم يتركها إلا وقد كفت عن صراخها لتسكت سكوتا أبديا وتتحول لجثة هامدة قد خمدت أنفاسها إلى الأبد!.

وكان أن انهار بجوارها بعد أن أفاق من غيبوبة الغضب التى توقف عندها الزمن وبدأ يستدرك وعيه حتى لاح الحاضر والماضى والمستقبل كثلاثة أشباح ستطارده بقية عمره ولكن لم يكن يشغله إلا مصير الطفل الذى أصابه شبه الخرس أمام ذلك المشهد المريع، فاقترب من الطفل وضمه إلى صدره ليهدئ من روعه ثم بدت له فكرة بأن يحول جريمته لحادث عارض يقنع به الناس ويخفى معالم جريمته، فقام بلف جثة الزوجة بسجادة وأشعل فيها النيران التى سرعان ما تأججت فى البيت حتى شاهده الجيران، فأبلغوا قوات المطافى التى حضرت وتمكنت من إخماد الحريق، لتعثر على جثة الزوجة ملفوفة فى السجادة المحترقة، لكن السجادة حالت دون أن تتفحم الجثة بفعل النيران، فبقيت آثار الذبح واضحة على الجثة!.

وأمام هذا المشهد كان لابد أن تثار الشكوك فى نفوس ضباط مباحث قسم شرطة الظاهر، فلأن الزوج لم يخطط لجريمته جيدا  بدا العثور على الزوجة بهذه الطريقة علامة مؤكدة على وقوع جريمة، فى الوقت الذى ذكر فيه الجيران أن الزوجين لا يكفان عن المشاحنات وتعلو أصوات المشاجرات ليل نهار حتى اعتادوا ذلك منهما.

كان محمود قد اصطحب طفله واختفى من المنطقة، حتى إذا ما تعالت ألسنة اللهب ولم يجدوه، اتصلوا به ليخبروه بما حدث وأنهم عثروا على جثة زوجته متفحمة، فالنيران لابد وأن تخفى آثار جريمته ولكن قيامه بلف الجثة فى السجادة كان سببا فى كشف جريمته!.

وأمام فريق بحث من الأمن العام ومباحث قسم الظاهر أمر به اللواء علاء سليم مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، فوجئ الزوج بفشل مخططه واكتشاف الشرطة لجريمته، فأمر اللواء أشرف الجندى مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن القاهرة واللواء نبيل سليم مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، بإحالته إلى النيابة التى قررت حبسه على ذمة التحقيق بتهمة القتل والحريق العمد ومحاولة إخفاء معالم جريمة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق