يبدو أن الأطماع التركية فى المنطقة لا تنتهي، فالرئيس التركى رجب طيب أردوغان لا يخجل من انتهاك القوانين الدولية، واختراق حدود دول الجوار بهدف السطو على ثرواتهم وتحقيق مكاسب غير شرعية، مستندا إلى اتفاقات لا تحترم المجتمع الدولى ولا مبادئ السياسة الدولية. تاريخيا، من الصعب وصف العلاقات اليونانية- التركية بـ «الدافئة»، فمنذ نهاية الحرب العالمية الأولى والصراع مشتعل بين الجانبين، وعلى الرغم من فترات التعايش السلمى القصيرة بينهما، فإن الصراع عاد ليشتعل مرة أخرى نهاية العام الماضي، مع كشف المتوسط عن المزيد والمزيد من ثرواته الدفينة. ليوقظ الأطماع التركية من جديد، خاصة فى ظل الأزمات السياسية والاقتصادية الداخلية التى تلاحق أردوغان، فما كان منه إلا البحث عن مكاسب خارجية.
ومن ثم، كان الاتفاق المشين والمثير للشبهه بين تركيا وحكومة فائز السراج الليبية- غير المعترف به دوليا- والذى يمنح الجانب التركى حقوقا بحرية وبرية غير مستحقة. واتخذت أنقرة الاتفاق كذريعة لتبرير انتهاكاتها وتجاوزاتها فى المتوسط. لتشعل الصراع مع اليونان من جديد. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تلاعبت تركيا بأرواح آلاف المدنيين اللاجئين واستخدمتهم كورقة ضغط على اليونان وأوروبا ككل، بهدف المساومة على المزيد من المساعدات والدعم الأوروبي. فى هذا الملف، نستعرض الأطماع التركية وتلاعباتها للسطو على ثروات المنطقة وتحقيق أحلامها التوسعية المشينة فى انتهاك صريح للقوانين الدولية.
رابط دائم: