عرضت إحدى الأسر المصابة بفيروس «كورونا» بالعزل المنزلى صورة أثارت الإعجاب لأطباق طعام مغلفة بعناية وفاكهة نظيفة معبأة فى أكياس وعليها عبارات تقول: بالشفاء.. نحبكم.. بسيطة وهتعدى.. ونحن بجانبكم.
هذه العبارات الرقيقة، الطعام الذى يعده جيران الأسرة المصابة لها يوميا يؤكد شهامة المصريين، وأخلاقهم الطيبة، وإدراكهم أن التغذية السليمة لمريض «كورونا» غير القادر على إعداد طعامه هى أول طريق الشفاء، وهذا ما أكدته منظمة الصحة العالمية وجميع الأطباء منذ اللحظة الأولى اندلاع الجائحة.
د. ندى عمرو مختصة التغذية العلاجية توضح بعض الإرشادات المهمة لتغذية مرضى العزل المنزلى بشكل صحى لمقاومة المرض فتقول: إذا تبينت إيجابية الفحوصات لمريض «كورونا» وأنه يمكن علاجه بالمنزل، ولا يحتاج الى العلاج بالمستشفى او الرعاية المركزة، فأول نصيحة هى إمداد جسمه بالسوائل والمياه طوال الوقت، لأن ذلك من شأنه أن يسهل خروج الإفرازات المضرة من الجسم.. وإذا لم يحدث هذا فمن الممكن أن تسوء الحالة وتنقلب الى إلتهاب رئوى أو إلى الإصابة بالجفاف.
وتضيف: يمكن معرفة ما إذا كان الجسم مصابا بالجفاف إذا ارتفعت الحرارة، وأصيب الجلد والفم بالجفاف، وتغير لون البول وأصبح داكنا، مع إحساس بالإرهاق وضربات قلب عالية، فعلى المريض تناول 3 لترات من المياه يوميا تقسم كل ساعة 2 كوب مياه، وفى أثناء النوم أيضا يفضل أن يكون بجانب المريض مياه ويشربها كل ساعتين، ويمكن إضافة منكهات طبيعية للمياه مثل النعناع والليمون.. وإذا أصيب الجسم بالجفاف نتيجة الإسهال أو القىء يفضل تناول محلول الجفاف، ويمكن إعداده فى المنزل بسهولة بإضافة نصف ملعقة ملح على كوب عصير برتقال مع 3 أكواب ونصف من الماء وتناولها تدريجيا.
ولكن ماذا يتناول مريض «كورونا» من الطعام؟ تجيب د. ندى عمرو: يجب أن يكون طعام مريض العزل المنزلى عالى السعرات وغنيا بالبروتين وتقسم الوجبات على 6 مرات فى اليوم، ولابد أن يعلم أن تناول الطعام جزء من العلاج وليس رفاهية.. وبالنسبة للمريض الإيجابى فهو يحتاج إلى مصدر عال للطاقة والدهون فيجب أن يتناول الزبادى كامل الدسم واللبن ايضا ويتناول الدهون الصحية مثل المكسرات او السودانى وزيت الزيتون لأنه محتاج لمحاربة ومقاومة المرض عن طريق الطاقة.. فيتناول نحو 3000 سعر حرارى و100 جرام من البروتين يوميا.
وتتابع: هناك وصفة سحرية غنية بالبروتين لمرضى العزل المنزلى يمكن تحضيرها بكل سهولة فى المنزل وهى كوب زبادى كامل الدسم وكوب لبن و2 ملعقة زبدة فول سودانى وتحلى بعسل نحل واضافة فاكهة طازجة مثل الموز حيث إن هذه الوجبة عالية البروتين وزبدة الفول السودانى من الدهون الصحية سهلة الامتصاص التى تمد الجسم بالطاقة.. كما لابد من التركيز على تناول الأسماك والألبان.
وتشير إلى أن هناك بعض الوجبات الجاهزة التى تباع فى الصيدليات فى زجاجات، وهى كاملة العناصر الغذائية وغنية بالبروتين، ويمكن تناولها إذا شعر المريض بضعف شهية، ولابد من مراجعة الوزن بحيث يكون ثابتا ولا قلق من الزيادة فى أثناء فترة العلاج. وحتى بعد عمل مسحة، والتأكد من سلبية المرض يجب أن يستمر المريض على نفس خطة التغذية هذه لفترة. وبالنسبة للحوامل ترى أنه بجانب الدعم النفسى الذى تحتاجه تحتاج أيضا للاهتمام بالجنين وتغذيته بمتابعة طبيبها الخاص.. وبالنسبة للأم المصابة بالكورونا فى أثناء الرضاعة الطبيعية فعليها ألا تمنع الرضاعة مع اتخاذ الاحتياطات الكاملة فى أثناء الرضاعة، ويمكن «تعصير» اللبن وإعطاؤه للطفل لحين الشفاء من المرض.
أخيرا، نصائح عامة تقدمها مختصة التغذية العلاجية لزيادة مناعة الجسم ضد الإصابة بكورونا أبرزها: تناول الألياف والحبوب الكاملة والإقلال من المكرونات والتركيز على الفاكهة مثل البرتقال والموز والتفاح والجريب فروت، وتناول الجزر واللفت والكرنب والبروكلى والقرنبيط والثوم والزنجبيل والبصل لتقوية المناعة، مع ممارسة الرياضة نصف ساعة على الأقل يوميا للمحافظة على الكتلة العضلية للجسم لأنه فى حالة الإصابة ـ لا قدر الله ـ يكون الجسم فى احتياج للعضلات لمقاومة المرض.
رابط دائم: