العالم يحاول أن يعود إلى طبيعته تدريجيا، وصناعة الإنتاج الفني والترفيه تعاني أشد المعاناة من أجل تحقيق الهدف ذاته. ولكن قد يكون في تجربة مقاطعة «لوس أنجلوس» وشروطها لعودة «هوليوود» نموذج للدراسة والاقتداء.
فرسميا بدأت العودة التدريجية أمس الجمعة في استديوهات عاصمة الفن الأمريكي. وإن كانت أغلب مشاريع الانتاج الكبرى لا يتوقع أن يتم استئنافها قبيل شهري يوليو وأغسطس المقبلين. ووفقا للتوجيهات التي أقرتها مقاطعة «لوس أنجلوس» بولاية كاليفورنيا، فلا يتوجب إلا وجود العدد الضروري فقط لا غير من أعضاء فريق العمل والممثلين بمواقع التصوير، مع الحفاظ على قواعد التباعد الاجتماعي. وبالطبع، الالتزام بإرتداء «الأقنعة الطبية» الواقية في أغلب الأحوال، وحرص الممثلين على غسيل أيديهم قبيل بدء التصوير.
وأشار موقع « فاريتي» الأمريكي في تقرير له، إلى أن التعليمات الحكومية لا تشجع على «المشاهد التي تطلب التحاما بدنيا مباشرا بين الممثلين لفترة طويلة» ، وذلك ما في المشاهد الحميمة أو تلك التي يغلب عليها سمة « الحركة» و»العنف». والأغرب من بين التوجيهات، نصيحة الممثلين بالتزام «الصمت» ما دام لا يوجد مشاهد لتأديتها، وذلك للحيلولة دون انتشار الرذاذ من الفم.
أما البرامج والأعمال التي تتطلب وجود « جمهور» في الاستديو، فشهدت تعديلات أيضا، بحيث لا يزيد عدد الجمهور المشارك على 25% من إجمالي تعداده في أحوال ما قبل « كورونا»، على أن يتم حظر وجود الجمهور الفعلي من الأساس، والاستعانة باعضاء فرق العمل لأداء هذا الدور. والتغييرات لا تتوقف هنا، فهناك تشجيع على وضع الممثلين المكياج لأنفسهم، إلا في حالة الأدوار التي تتطلب «مكياج» أكثر احترافية. وطبعا تم حظر خدمات « البوفيه المفتوح « لفرق العمل والممثلين، مع الالتزام بتوزيع الوجبات الفردية ووفقا لأقصى الاشتراطات الصحية. ولكن أزمة سينما أمريكا ودرامتها لا تتوقف عند مسألة التوجيهات الصارمة من سلطات لوس أنجلوس، فهناك اختيار الحبكات التي تتناسب مع أجواء التباعد، وهناك تحصيل الأعمال الإنتاجية على التأمين اللازم لبدء عملها، وهذه كلها أمور لن يكشف عن إمكانيتها إلا الأسابيع المقبلة.
رابط دائم: