رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أيقونة «الريحانى»

مرت بنا في صمت يوم الثامن من يونيو الذكرى الأولى بعد السبعين لرحيل نجيب الريحانى، وبرغم أن معظم أحياء اليوم لم يعاصروا الريحاني ولم يشاهدوه حياً، وبرغم أن مسرحياته لم تلحق بآلات التسجيل والتصوير لتخليدها، فليس بين أيدينا منها شىء، وبرغم أن تراث الريحانى الذى لدينا ليس سوى أفلامه السينمائية التي تركها، فإن مشاهديها لا يخفى عليهم عبقريته وإعجاز أدائه السهل الممتنع، مما يجعلنا لا نسأم من مشاهدتها مهما تكرر عرضها، بل ونترقبها ونبحث عنها بين الفضائيات.

كان الريحاني تلقائي الأداء، لم يتكلف فيه ابتغاء إضحاك الناس، وكان ينتزع الضحك حتى في مواقف الحزن، لذا أطلق عليه «الضاحك الباكى».. والمشاهد لأفلامه يضحك منه أو قل له، وليس عليه، فهو ليس مهرجاً ولا مبتذلاً لنفسه، حتى في أدواره التي جسد فيها بمظهره الرث شظف العيش وقلة الحيلة، ولا أملك بعد مشاهدة أي من أفلامه، بعد الإعجاب به والضحك من أدائه، إلا احترامه.

لقد خلف بعد الريحاني خلف من أعلام المسرح والكوميديا، لكنهم على شهرتهم وتألقهم كواكب حيث هو شمس، إذا طلعت لم يبد منهن كوكب، والريحاني كذلك أيقونة الوحدة الوطنية المصرية ونسيج الشعب الواحد، فلم أعرف أنه كان مسيحياً إلا حديثاً، كان المصريون دائما على سجيتهم وفطرتهم السمحة، وقد انصرفوا إلى ما يجمعهم وليس إلى ما يفرقهم، فلا عجب أن تفجرت فيهم ومنهم عبقريات التمثيل والغناء والشعر والأدب، فخلفوا في الدنيا دوياً كأنما، تداول سمع المرء أنمله العشر.

د. يحيى نور الدين طراف

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق