«الرئيس الأب» يثلج الصدور بتخليد أسماء الشهداء وملاحمهم العظيمة ورعاية أسرهم
مصر تزهو بأبنائها الشجعان وأهالى الشهداء فى قلب الوطن
أبناء الشهداء مصممون على مواصلة مسيرة آبائهم فى حماية كرامة الوطن بعزيمة لا تلين
مصر «أرض الكنانة» لاتنسى أبدا أبطالها الشهداء الذين قدموا أرواحهم الطاهرة فداء لوطنهم وسطروا بدمائهم الزكية ملاحم من البطولات والأمجاد من اجل الحفاظ على كل ذرة من ترابها ولأن «الشهداء» هم القنديل فى عتمة الحياة وهم الدرع الحصين وصناع المجد وحماة الأرض والعرض والمال فقد انتفض الوطن من أجلهم وانحنى اجلالا وتعظيما لهم، ووضع الرئيس عبدالفتاح السيسى أسرهم تاجا فوق الرؤوس ووساما على الصدور وجعلهم فى مقدمة اولوياته فهو الأب الحنون لكل طفل يتيم والأخ الأكبر والسند لكل زوجة فقدت شريك حياتها والابن البار لكل أم ثكلى ودعت من كانت تنتظر ان يقوم هو بدفنها.
«تحية لشهدائنا الأبرار الذين تطوف أرواحهم حولنا تزهو بعزة وكرامة بمنزلتها العليا فى الدنيا والآخرة»، تلك التحية التى وجهها الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى شهداء الوطن خلال كلمته فى احتفالية عيد الشرطة فى يناير الماضى هى بمثابة تأكيد دائم ومستمر من الرئيس على تقديره واعتزازه بشهداء مصر وما قدموه من تضحيات بأرواحهم دفاعا عن شرف الوطن، و للحفاظ على أمنه واستقراره.
وعلى مدى السنوات الست الأخيرة منذ أن تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مقاليد الحكم فى البلاد احتل الشهداء وأسرهم مكانة كبيرة فى قلبه، حيث تلقى الآباء والأمهات والزوجات وأبناء الشهداء كل أوجه الرعاية والدعم فى كل الأوقات، بالإضافة إلى التكريم الرسمى والشعبى فى مختلف المناسبات.
واستقبل أهالى الشهداء ذلك التكريم العظيم بمشاعر تملؤها الفرحة بأداء الفريضة مع الفخر ببطولات أبنائهم شهداء مصر، فكانت دعواتهم خلال رحلتهم إلى الأراضى المقدسة وطوال فترة أداء المناسك بأن تظل مصر آمنة، وأن يحفظ الله رئيسها وشعبها وأبناءها المخلصين من أبطال الجيش والشرطة.
ولم يكن أبناء الشهداء من التلاميذ والطلاب فى مختلف المراحل الدراسية بعيدا عن القلب، فتلقوا كل الدعم المعنوى والاجتماعى والذى كان يتجلى فى أجمل صوره مع بدء العام الدراسى حيث شهد أول أيامه ملحمة إنسانية ابطالها أبناء الشهداء وزملاء آبائهم الأبطال من قيادات وضباط مختلف مديريات الأمن، الذين حرصوا على مرافقتهم للمدارس، مؤكدين أن ذكرى آبائهم وسيرتهم العطرة ستبقى خالدة ومضيئة فى ذاكرة الوطن، وأن تضحيات آبائهم الأبطال تعكس مدى إيمانهم برسالة الأمن، وشعورهم بالمسئولية تجاه البلاد، وأنها ستظل دوماً وساماً على صدور جميع رجال الشرطة يقتدون به كأروع مثال فى التضحية والبطولة والفداء. وطوال السنوات الست الماضية استمرت لفتات رئيس الجمهورية الداعمة لأسر الشهداء فكانوا دائما على موعد مع المزيد من التكريم فمنح الرئيس عددا من أسر الشهداء والمصابين والمتميزين من الشرطة الأوسمة والأنواط تقديراً لما قدموه من جهود وتضحيات من أجل أمن الوطن.
إنسانية الرئيس البطل
كلمات بطعم ألم الفراق ووجع البعاد لكنها ممزوجة بالفخر والتباهى بوطن سطر حروف أسماء أبنائه الشهداء بأحرف من نور يرويها أهالى الشهداء،
تقول زوجة الشهيد محمد سويلم الذى استشهد فى احدى العمليات الأرهابية بمدينة السويس عام 2015: زوجى ترك لى طفلتين 5 سنوات و3 سنوات ومن بعده تحولت الحياة الى عتمة، وكانت أصعب الأيام التى تمر علينا هى أيام العيد لان ابنتى كانتا ترتديان فستان العيد وتقفان فى شرفة الشقة فى انتظار أبيهما لأن عقليهما الصغيرين رفضا ان يتقبلا فكرة وفاته، وكان قلبى يتمزق من الحسرة وهما يناديان عليه بأن يأتى من الشارع ويصطحبهما للتنزه كما كان يفعل، وفشلت كل محاولاتى فى بث فرحة العيد بداخلهما بدون ابيهما الشهيد حتى فعل الرئيس السيسى ما فشلت فيه عامين متتاليين وحرص ان يقضى اول ايام عيد الفطر قبل الماضى مع أبناء الشهداء الأطفال، وكانت المرة الاولى التى ارى فيها الفرحة على وجهى ابنتى وأديتا صلاة العيد معه وتناولتا الافطار وقضيتا اليوم كله معه فى جو مليء بالحب والود والحنان وترسخ ذلك اليوم فى ذاكرتهما وحكيتا عنه لكل الاقارب والاصدقاء وكانتا تنتظران العيد من اجل لقاء الاب الانسان الرئيس السيسي.
القائد العظيم
واضافت: قائدنا العظيم حول مشاعر فقدان الأب عند بناتى إلى حالة من الفخر والاعتزاز عندما أصدر أوامره بوضع أسماء شهداء الوطن على المدارس والشوارع والميادين والكبارى تخليدا لذكراهم، حيث تم وضع اسم زوجى الشهيد محمد سويلم على احد شوارع منطقة الهرم، وكلما سرت بالسيارة من امامه اجدهما فى نفس اللحظة تقولان شارع «بابى» اهوه .. الرئيس السيسى أكد لهما بأقواله وأفعاله ان الشهيد حاجة كبيرة وان أباهم قام بعمل بطولى وجعلهم تفخران به امام زملائهم فى المدرسة والنادى. وأضافت أن الرئيس السيسى منح أسر الشهداء العديد من الامتيازات فى كل المجالات، ومنها توظيف أرملة الشهيد اذا كانت لاتعمل واذا كانت موظفة يتم توفير وظيفة لأحد اشقاء الشهيد بالاضافة الى توفير الحج والعمرة لثلاثة من عائلة الشهيد واعفاء ابناء الشهداء من المصروفات الدراسية فى المدارس ومنحهم خصما فى الجامعات الخاصة، وتوفير منح دراسية لهم فى العديد من الجامعات بالاضافة الى استثناء اسر الشهداء من قرعة وزارة الاسكان.
واختتمت كلامها متحدثة عن لفتة انسانية لايفعلها سوى رئيس انسان، حيث كلف قيادات وزارة الداخلية بمرافقة ابناء الشهداء فى اليوم الاول من العام الدراسى والذهاب معهم الى المدرسة ليكونوا بديلا عن الاب الذى مات ليحيا ابناء وطنه.
«تاج فوق الرءوس»
من جانبها، تقول ام الشهيد كريم فؤاد ابو زامل الذى استشهد فى محافظة مرسى مطروح أثناء مطاردة عناصر اجرامية مسلحة عام 2015 قالت ولادنا مش كتير على بلد رئيسها كرمنى فى عيد الشرطة، ولما وقفت أمامه قال لى بالحرف الواحد: «حضرتك تاج فوق راسى ولى الشرف أنى أقف قدامك ياأم الشهيد»… وتساءلت فى استغراب هو فيه رئيس دوله بالتواضع والاحترام ده ؟.. واضافت اهتمام الرئيس السيسى بأسر الشهداء دفع كل القيادات فى البلد فى كل الوزارات إلى أن يهتموا بالشهداء لانهم رأوا القائد الزعيم وضع اهالى الشهداء فى عينيه، وأستطردت لم ولن انسى أفضال الرئيس التى لاتحصى، حيث التحق ابنى الاصغر بأكاديمية الشرطة ذلك العام، كما وفرت وزارة الداخلية وظيفة لابنى الاكبر فى احد قطاعات وزارة الداخلية، وذلك عرفانا بجميل شقيقهما الشهيد كما سافرت واديت فريضة الحج والعمرة، ولكى يثلج الزعيم الانسان صدرى فقد تم اطلاق اسم ابنى الشهيد على مدرسة بمحافظة كفر الشيخ مسقط رأسنا، وهى مدرسة الشهيد كريم أبو زامل الثانوية بنات بمركز فوة بكفر الشيخ، كما تم اطلاق أسمه على كوبرى فوه المحمودية الذى يربط بين محافظتى كفر الشيخ والبحيرة بالاضافة الى اطلاق اسم ابنى الشهيد على مدرسة بمحافظة مطروح لانه استشهد هناك.
التضحية والفداء
الشهيد العميد وائل طاحون الذى اغتالته يد غدر الجماعة الارهابية وتلطخت اياديهم بدمائه العطرة وبعد عامين على رحيله استشهد زوج ابنته المقدم ماجد عبدالرازق رئيس مباحث قسم النزهة اثناء مطاردة عناصر إجرامية داخل سيارة مفخخة، تقول أرملة الشهيد وائل طاحون إن الفجيعة والصدمة اكبر من قوة تحملى حيث فقدت زوجى العميد وائل طاحون الذى اشتهرت عنه الكفاءة فى عمله وبعد عامين لحق به زوج ابنتى سارة المقدم ماجد عبدالرازق وترك لها رضيعة لم يتجاوز عمرها عام واحدا، وكاد الحزن والقهر يفتكان بنا وخيم الحزن علينا من كل جانب وكنت اتظاهر بالتماسك والقوة لأشد من أزر ابنتى التى حملت لقب أرملة وهى فى الثالثة والعشرين من العمر، وأضافت قام الرئيس السيسى بتكريمى فى حفل عيد الشرطة وتكريم ابنتى سارة، ولان الرئيس لاينسى أبناءه الشهداء فقد تم الحاق ابنى عاطف فى كلية الشرطة ذلك العام ليستكمل مشوار والده وليأخد بثأره.
من ناحيتها، تتحدث بنت الشهيد البطل مالك مهران الذى استشهد عام 2013 فى أثناء فض اعتصام رابعة، وكان يشغل منصب مدير مرور بنى سويف قائلة: كان لى عظيم الشرف عندما تقابلت مع الرئيس الاب عبد الفتاح السيسى فى أثناء تكريم والدى فى حفل عيد الشرطة وشعرت وكأن والدى قد عاد للحياة عندما وقفت امامه وهو يحنو على وعلى شقيقى مصطفى الطالب بكلية الشرطة، وعندما بكيت امامه على رحيل والدى وانه لم يحضر حفل زفافى وعدنى الرئيس الأب انه سوف يحضر حفل زواجى وتعددت معنا مواقفه الانسانية سواء في المدارس او الجامعات وفى كل أمور حياتنا.
وتتحدث زوجة الشهيد مالك مهران بدموع مترقرقة، عن ان الشهيد رحل بجسده ولكنه مخلد فى الوجدان وسوف يذكره التاريخ الى يوم الدين، لأنه لم يعرف الخوف وضحى بروحه من أجل مصر وستظل ذكراه خالدة ليحملها ابناؤه ويتحدثوا عنه بكل فخر واعتزاز فليس هناك أعظم من الشهادة والتضحية بالنفس، وقالت أن الرئيس السيسى قابل ابنها الذى تم إلحاقه بكلية الشرطة اثناء تكريم والده الشهيد، ووعد بتوظيف ابنتها عقب تخرجها فى الجامعة.
رابط دائم: