الزيارة هذه المرة كانت مختلفة تماما عن باقى المرات، منذ أن وطئت قدما «كريم» باب المنزل الذى تسكن فيه شقيقته، وقد لاحظ الجميع حالة الغضب التى كانت تبدو على وجهه.. خطاه السريعة نحو باب الشقة كانت تحمل كارثة كبرى لم يتوقع أحد أن آثارها ستخيم على الشاب وشقيقته وتكتب لهما نهايتين مختلفتين .. الأولى خلف القضبان والثانية تحت التراب.
فى تمام العاشرة صباحا فى اليوم التالى من الزيارة، استيقظ الجيران على صوت صراخ السيدة «أم أحمد».. لقد احتل جسدها الهلع عندما اكتشفت جريمة بشعة فى شقة جارتها شقيقة «كريم».. لقد عثرت على الفتاة البالغة من العمر 28 عاما جثة هامدة غارقة فى الدماء وبها ذبح فى الرقبة، وملقاة بجوار أريكة خشبية على الأرض فى صالة الشقة.
المشهد كان مهيبا وأصاب جميع سكان العقار بحالة من الهلع والخوف، فمن قتل المجنى عليها؟!.
فهى شابة فى مقتبل العمر تعيش فى هدوء تام منذ مجيئها لهذا المكان وتحديدا شارع حسن مطر بمنطقة دار السلام بالقاهرة.. أسئلة كثيرة دارت فى أذهان الجيران وأهالى المنطقة حول الواقعة.. لكن يبدو أن هناك لغزا كان وراء مقتل الفتاة بهذه الوحشية، خاصة بعدما اكتشف الطب الشرعى وجود طعنات متفرقة فى جثة الضحية.. ماذا حدث؟!.. وما علاقة زيارة شقيقها الأخيرة؟!.. وعلى الفور أمر اللواء أشرف الجندى مساعد وزير الداخلية ومدير أمن القاهرة بتشكيل فريق بحث لسرعة كشف غموض الحادث والقبض على القاتل، حيث توصلت التحريات التى أشر ف عليها اللواء نبيل سليم مديرالإدارة العامة لمباحث القاهرة إلى أن شقيق المجنى عليها وراء الجريمة، حيث تمكن ضباط مباحث القاهرة من القبض عليه وبدأ «كريم» يسرد أمام فريق التحقيق، تفاصيل الزيارة الأخيرة للمجنى عليها.. لقد اعترف على الفور ودون جدال بأنه ذبح شقيقته بسكين قائلا: «دارت بينى وبين شقيقتى مشادة كلامية عندما سألتها عن أسباب خروجها المستمر من المنزل ومكان ترددها فرفضت الإجابة عن سؤالى.. وطلبت منى عدم التدخل فى شئونها بحجة أنها مسئولة عن قراراتها وتصرفاتها دون الرجوع لأحد، وأنه ليس من حقى معاتبتها أو معاقبتها على أى تصرف».
اشتاط شقيق الفتاة غضبا من استفزازها له وقرر مواجهتها بحقيقة علاقتها بأحد الأشخاص، قائلا: «رفضت مصارحتى.. وأصرت على عدم تدخلى فى شئونها .. فقمت بضربها واستللت سكينا من المطبخ وسددت لها عدة طعنات فى الرقبة والجسد ثم غادرت المنزل».
حرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق مع المتهم .
رابط دائم: