رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أشقاء «فلويد» فى العذاب

مها صلاح الدين

بينما كانت عبارة « لا أستطيع أن اتنفس» هى آخر كلمات جورج فلويد ، ذلك الشاب الأمريكى الأسود الذى لقى مصرعه قبل أيام خلال حادث عنف غير مبرر من جانب الشرطة، لا تعد العبارة نفسها جديدة على مسامع الأمريكيين والعالم، فهى التى لفظها إريك جارنر فى لحظاته الأخيرة أيضا بحادث مماثل بنيويورك قبل سبع سنوات، وربما يلفظها كثيرون غيرهم كل يوم بالولايات المتحدة، لكن لم يكونوا محظوظين بالقدر الكافى لتجد مآسيهم طريقها للإعلام والصحافة العالمية.

فوفقا لإحصائيات صحيفة « واشنطن بوست» الأمريكية ، فإن 1014 أسودا لقوا مصرعهم داخل الولايات المتحدة العام الماضى فقط فى حوادث مشابهة، من بينهم أكثر من 50% قتلوا بسبب شل الحركة والخنق، ليكون السود هم أكثر الأعراق تعرضا للعنف داخل أمريكا. كما أكدت دراسة لمنظمة « خرائط عنف الشرطة» الأمريكية ، أن معدلات قتل السود على أيدى رجال الشرطة، أكثر بثلاث مرات من البيض. ولعل ما أسهم فى ارتفاع معدلات الإبلاغ عن تلك الجرائم أخيرا ، هو ذلك الانتشار الواسع للتكنولوجيا الحديثة الذى أتاح للجميع التحرك طوال الوقت بصحبة كاميرا عالية التقنية ضمن هواتفهم النقالة.

فقبل فلويد بسنوات كانت حادثة مقتل جارنر، التى التقطتها عدسات هاتف صديقه ، حيث زاد حدة الشجار بين الرجل، الذى يبيع سجائر دون تصريح، مع رجال الأمن لينتهى الأمر بخنق جارنر لشل حركته ، وفقا لرواية الشرطة، ويردد جارنر عبارته الشهيرة « لا أستطيع أن اتنفس»، ليلفظ بعدها أنفاسه الأخيرة. الحادث الآخر المدوى الذى هز الرأى العام الأمريكى والعالمى خلال العام ذاته، هو مقتل مايكل براون ذلك المراهق الذى لم يتجاوز الـ 18 عاما ، ودار بينه وبين الشرطة شجارا ، ليصاب بعدها بستة أعيرة نارية ، وهو يحاول الهرب فيسقط قتيلا فى الحال. أيضا ، كان حادث مقتل طالب الثانوية الأسود ترايفون مارتن - 17 عاماً- برصاص جورج زيمرمان بولاية فلوريدا عام 2012 ، من أشهر جرائم العنصرية فى السنوات الأخيرة، إذ لقى الشاب مصرعه بأعيرة حارس الحى النارية دون سبب واضح، سوى أنه لاذ بالفرار عندما طالبته الشرطة بالتوقف.

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل سمحت الشرطة لنفسها بقتل من هم أصغر سنا، تحديدا تامير رايس ابن الـ 12 عاما ، الذى كان يلهو بمسدس لعبة، فقتله الشرطى لاعتقاده أن السلاح حقيقى، وليس مجرد «لعبة». ليس ذلك فحسب، بل قتلت الشرطية أمبير جايجر أحد السود، بعدما دخلت شقته بالخطأ ، معتقدة أنه منزلها لكونهما يقطنان فى نفس العقار.

الجدير بالذكر أن كل تلك الحوادث وغيرها لم يوجه لمرتكبيها أى اتهامات ، ولم تتم محاسبة أحد ، ليعلق الأمر فى نهاية على «شماعة» القتل الخطأ تارة ، وعلى إتاحة استخدام العنف للشرطة لدى الاشتباه فى المجرمين تارة أخرى. ورغم الاعتراف بعنصرية الشرطة ، فأن تكون أسود فى أمريكا، التى تدعى أنها بلد الحريات، يجعل منك مجرما مشتبها به على الفور.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق