رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

بريد الجمعة يكتبه : أحمد البرى..
الحدث المثير !

بريد الجمعة;

قد تستغرب لرسالتى لكنى أكتب إليك بشأن حدث مثير عشته ولم أكن أتصور أن أتعرض له فى حياتى، فأنا رجل فى الثامنة والستين من عمرى، نشأت فى إحدى مدن محافظة ساحلية، لأسرة متوسطة، وكان أبى يعمل موظفا بجهة حكومية وأمى ربة بيت، ولى أربعة أشقاء، ثلاثة أولاد وبنت واحدة، ومضت بنا الحياة هادئة مستقرة، ولم يعرف الشقاق طريقا إلينا، فلقد كان التفاهم بين أبى وأمى إلى أبعد مدى لدرجة أن الكثيرين كانوا يحسدوننا على علاقة الود التى تجمعنا، فأنا وأشقائى كنا ومازلنا يدا واحدة نؤازر بعضنا بعضا، وقد تفوقنا فى دراستنا، وفور تخرجى فى الجامعة أشار علىّ أبى بالزواج ورشح لى فتاة من العائلة، فوافقت عليها لما وجدته داخلى من ارتياح لها، لهدوئها وملامحها الطيبة، وقلة كلامها، واستمرت خطبتنا عاما كنت خلاله قد التحقت بوظيفة مرموقة، وساعدنى أبى فى تجهيز الشقة التى خصصها لى.

وأقبلت على حياتى الجديدة بكل حب وارتياح، ووجدت زوجتى عند ظنى بها، وبرغم حصولها على مؤهل عال، فإنها فضلت التفرغ لرعاية الأسرة والأولاد، والحق أننى ارتحت تماما لزواجى بها، إذ وجدت فيها كل ما كنت أتمناه فى شريكة حياتى، فلم أشعر معها بأى مشكلات لا فى علاقتى بها أو علاقتها بأهلى، ولا فى القيام بأعمال البيت.. وظلت دائما كالنحلة لا تهدأ، وكانت محل اهتمام الأسرة، وكثيرا ما مدحتها أمى، وأثنى عليها أبى، ومدحها أخوتى جميعا، فعشت مرتاح البال، وأنجبت منها خمسة أبناء بنتين وثلاثة أولاد، ونجحنا بعون الله فى تربيتهم تربية صالحة، وتدرجت فى وظيفتى إلى أن خرجت إلى المعاش على درجة مدير عام بجهة عملى، وأتم أبنائى تعليمهم وزوجتهم واحدا بعد الآخر، وأقمت لهم منزلا بجوار منزلنا على قطعة أرض مبان اشتريتها بعرق السنين، وقد انتقلوا إليه ماعدا أصغرهم فقد ظل مقيما معى فى المنزل، وزوجته التى اختارها، ولم أمل عليه رأيا فى ذلك، وباركت والدته اختياره، إذ تتسم زوجته بكل الصفات الطيبة.. وفجأة انتابت زوجتى متاعب صحية شديدة، برغم أنها لم تشك يوما من أى مرض، وعرضناها على أكثر من طبيب، ثم أصيبت بجلطة فى المخ، أدت إلى شلل نصفى، وتحملت زوجة ابنى المقيم معى مسئولية البيت، ولازمت زوجتى، ولم تكن تفارقها إلا إلى النوم، وكانت بحق بنتا لنا، ولم تتذمر أو تمتعض من خدمتنا أنا وزوجتى.. وأصبحت قائمة بمسئوليتنا ومسئولية أبنائها وزوجها، ولم نشعر بأى نقص فى خدماتنا، وخفف ذلك من متاعب زوجتى النفسية، وكثيرا ما كانت تثنى عليها أمام الزوار حتى صارت زوجة ابنى مضرب الأمثال.

وذات يوم حزين فاضت روح شريكة حياتى إلى بارئها، وبكيتها بكاء مريرا، ومنذ رحيلها فارقنى النوم والراحة، والهدوء، وخلت حياتى من البلسم الذى كنت أتداوى به كلما تعبت نفسيتى أو احتجت إلى أنيس أبثه همومى.

واجتمع أبنائى وحاولوا التسرية عنى، ورتبوا التناوب لزيارتنا والجلوس معى، فلم يملأ أحد الفراغ الذى تركته زوجتى، ولكن حياتى استمرت بشكل أو بآخر بمؤازرة زوجة ابنى أكرمها الله..

وبمرور الأيام حدثنى أحد أصدقائى فى الزواج بأخرى من باب «الإيناس» فترددت كثيرا فى اتخاذ هذه الخطوة، إذ لا تملأ أى واحدة مكان زوجتى الراحلة، ولكنى مع الوقت فكرت فى الأمر، وأيقنت أن الحياة لابد أن تسير، ومادام أنه لا يوجد إنسان كامل فلماذا لا أختار من تحمل بعض الصفات الأساسية من حسن العشرة والتدين والأخلاق العالية؟، وعرضت الأمر على أبنائى فوافقونى على رأيى باستثناء ابنى الذى يعيش معى، إذ رفض رفضا قاطعا مجرد التفكير فى أن تدخل البيت من يحل محل أمه، واتهمنى بأننى أبحث عن «الحاجة الجسدية» فقط، فكل طلباتى مجابة، وزوجته لم تقصر معى فى شىء، وحاول أشقاؤه إقناعه بأنها سنة الحياة، وأن المرأة إذ استطاعت أن تحيا بمفردها بعد رحيل زوجها، فإن الأمر يصبح صعبا بالنسبة للرجل الذى لا يستطيع أن يتحمل المعيشة بدون زوجة تقوم على شئون البيت أو تكون «أنيسا» لزوجها.. وأن هناك متطلبات نفسية لكل واحد.. ولكن كل الأسباب والمبررات ذهبت هباء إزاء تعنت ابنى، ولم أشأ أن أفكك الروابط القوية التى تربطنا جميعا فألغيت فكرة زواجى تماما، وأقلمت نفسى على حياة الوحدة مكتفيا بما تقدمه لى زوجة ابنى من خدمات، وزيارات أبنائى المستمرة لى.

عند هذا الحد كانت الأيام تمضى فى هدوء.. لا سعادة ولا تعاسة.. وعشت فى رضا وقناعة بما أنا فيه، ولم يؤرقنى شىء.. وذات يوم حدثنى ابنى عن أنه سيأخذ إجازة بدون راتب من عمله، وأنه سيسافر للعمل بدولة عربية، وسيأخذ معه زوجته وأبناؤه، وأننى يمكن أن أعيش مع أى من أشقائه إلى حين انتهاء عقده وعودته إلى مصر.. فلم أرد عليه، فهو السبب فى عدم زواجى بأخرى بعد رحيل زوجتى، وأحسست بأنانيته المفرطة، فهو لم يعمل حساب يوم لهذا، ولا أننى كيف سأعيش بمفردى، أما حكايتى أن أنتقل للإقامة مع أحد أخوته، فإنى أرفضها رفضا تاما، إذ لا أرتاح إلا فى بيتى، ورفضت مجرد المناقشة فى هذا الأمر.

ولم تمض أسابيع حتى سافر ابنى وأسرته إلى الدولة العربية، وخلا البيت علىّ، ولك أن تتصور حال رجل قارب على سن السبعين يعيش بمفرده.. إنها حالة قاسية، ولم أتصور أن تكون بهذه المرارة، وقد حاولت التأقلم عليها، ولكن هيهات أن أستريح، ووجدتنى ألجأ إلى الرجل الذى حدثنى من قبل عن الزواج بأخرى، وجلست معه أكثر من مرة، فأرشدنى إلى رجل يمكنه أن يختار لى إنسانة مناسبة، وأن يكون هو «الوسيط» بيننا لكى لا أواجه حرج الرفض إذا طرقت بنفسى باب إحداهن، وذهبت إليه، وشرحت له ظروفى، فقال لى إن هناك من تقبل بى، ولكن من محافظة أخرى ومن منطقة نائية، وستكون فتاة لم تتزوج من قبل، فأهل البنات فى هذه المناطق يزوجون بناتهم ممن يرونه صالحا للزواج بصرف النظر عن السن، والتعليم، والوضع الاجتماعى.. وأننى فى حالتى هذه أريد من تخدمنى، وفى الوقت نفسه تكون صغيرة فى السن وبصحة جيدة!!.. ووجدتنى أميل إلى كلامه، وتناسيت كل الاعتبارات الواجب أخذها فى الحسبان من مواصفات الزوجة المناسبة، ووافقت على عرضه، وبعد أيام من لقائى به زارنى وقال لى إنه اختار لى فتاة بكر فى السابعة والعشرين من عمرها، وأن أهلها وافقوا على زواجى بها، وأن علىّ أن أزورهم لترتيب الأمور والاتفاق على التفاصيل!.

وشددت الرحال إلى تلك البلدة البعيدة عن محافظتنا بما يقرب من مائتى كيلو متر، وجاء أبوها بها فى حجرة الصالون فوجدتها فتاة عادية الملامح، ولم تتفوه بكلمة واحدة، ولم أشعر تجاهها لا بانجذاب ولا نفور، وسألنى أبوها عن رأيى، فأبديت موافقتى، وتوالت طلباته بأن أدفع لها مهرا، وأن آخذها بحقيبة ملابسها لتعيش معى على نفس عفش الشقة التى أقطن بها!، وفوجئت بأن عقد الزواج «عرفى»، ولما سألته عنه قال: إنه سيتم توثيقه فيما بعد على يد المأذون، ووقعت إيصال أمانة على بياض وأنا مغيب تماما عن الوعى.. وفى الموعد المحدد ذهبت إليهم وأخذتها معى، وما أن دخلت المنزل حتى افتعلت المرض لكى لا أقترب منها، وفى اليوم التالى أخذتها إلى الطبيب فوصف لها علاجا مسكنا على أن يراها بعد أسبوع، واتصلت بأهلها وأخبرتهم بأمرها!، وباتوا ليلة معها، وفى اليوم الثالث قالت لى إنها ستعود مع أسرتها، وستأتينى بعد يومين ومعها جميع متعلقاتها، وشككت فى أمرهم، لكن فعلوا ما أرادوا، ومرت عشرة أيام وهم يتهربون منى، وأخيرا حسم أبوها الكلام معى بأنها لن تعود إلىّ، وأعطانى إيصال الأمانة ومزقته أمامه، لكن ما دفعته من مهر وخلافه كان ثمنا لغبائى وثقتى المفرطة فى شخص بلا ضمير، وقد تهرب منى وقال إنه لا يعلم شيئا من ذلك، وأن علىّ إبلاغ الشرطة بأمره، ولكن كيف «أشوشر» على نفسى وأسرتى؟.. لقد كتمت أحزانى وخيبتى، ولن أفكر فى الزواج أبدا.. ويكفينى تبعات زلزال «الحدث المثير» الذى عشته وكأنى أحلم!.

إننى أعيش وحيدا، وزاد همى صورتى التى ربما تكون قد اهتزت أمام أبنائى وجيرانى وأقاربى ولا أدرى كيف أستعيد صورتى الجميلة أمامهم؟.. فبماذا تشير علىّ؟.

 

ولكاتب هذه الرسالة أقول:

 

فى الحقيقة لم أجد مبررا واحدا لاختيارك الخاطئ لشريكة حياتك الثانية بعد رحيل زوجتك الأولى وأم أبنائك، وبرغم الغموض الذى اكتنف ما عرضه عليك أحد معارفك للزواج منها، فإنك سعيت إلى إتمامه دون النظر إلى العواقب التى ستنعكس عليك جراء هذا الزواج غير المتكافئ من كل الوجوه، ففارق السن بينكما يزيد على أربعين عاما، وهى فتاة لم تتزوج من قبل، وأظنها لم تتلق أى قدر من التعليم، وربما لا تعرف القراءة والكتابة، وأنت لا تعرف عن أهلها شيئا، فما دفعك إلى هذه الزيجة حديث عابر مع أحد معارفك الذى أرشدك إلى آخر سمع عن أنه يوفق «الرؤوس» فى الحلال، فأى خلل اعتراك، وجعلك تضع نفسك فى هذا الموقف العصيب، فانسقت إلى عالم مجهول، وأنت تعلم علم اليقين، أن شيئا ما يدبر لك، لكنك لم تعبأ بأى محاذير، فكان طبيعيا أن يقع ما حدث لك.

 إننى أقدر الظروف التى تعيشها بعد أن اصطدمت بواقع الحياة المرير حينما وجدت نفسك وحيدا بلا أنيس ولا ونيس، ولم تجد من يتولى أعمال المنزل، وهو الدور المنوط بالزوجة، ولا يحسنه الزوج عادة، ولا يمكن أن يؤديه مثلها، فهى الأقدر عليه ليس حسب مهارتها وإتقانها فحسب، بل أيضا بناء على طبيعتها البشرية التى جعلها الله فيها أقدر من الرجل على رعاية أمور البيت وتدبير شئونه، والتى على أساسها كان التفريق بين الرجل والمرأة «تفريق اختصاص لا انتقاص».

فعند هذه النقطة يفكر الرجل جديا فى الزواج لمواصلة الحياة، وعندها فقط يمكن أن تظهر بعض المشكلات الاجتماعية والنفسية التى يجب مواجهتها وحلها بشكل سليم وصحيح يتفق مع الأحكام الشرعية وينسجم مع الحياة الاجتماعية، ويراعى الحالة النفسية للأبناء، فزواج الأب بعد وفاة الأم أمر لا غبار عليه سواء كانوا صغارا أو كبارا، بل ربما يكون واجبا إذا كانت أعمارهم صغيرة، ويحتاجون إلى الرعاية، والأمر نفسه ينسحب على الرجل كبير السن الذى يعيش وحيدا بعد زواج أبنائه، فهو لا يرتكب جريمة ولا يقترف منكرا اجتماعيا إذا فكر فى الزواج، وهذا أمر مطلوب له، وعلى أبنائه الكبار أن يعوا ذلك، لكن الكثيرين منهم يعترضون على زواجه لأسباب عديدة منها العامل النفسى الذى يلعب دورا كبيرا فى رفضهم وجود امرأة أخرى تحل مكان أمهم فى البيت، والعامل الفكرى المتمثل فى الصورة النفسية والاجتماعية القاتمة لزوجة الأب المرسومة فى الأذهان، وغير ذلك الكثير.

وأمام هذه العوائق لابد من اتباع خطوات فعالة ومتسلسلة للوصول بالزواج والبيت إلى بر الأمان, وينبغى ألا يتخذ الأب قرار الزواج دون مراعاتها وتطبيقها, تجنبا من الوقوع فى متاهات العراك مع الأبناء التى لا يمكن أن تأتى بنتيجة مرضية، إذ أنهم يمكن أن يحولوا هذا الزواج إلى جحيم لا يطاق عبر اختلاق المشكلات مع زوجة أبيهم, والتى توقعه فى حيرة بين أولاده من جهة وزوجته من جهة أخرى, وبالتالى يعيش فى دوامة مشكلات لا تنتهي، ويكون الجو الأسرى سيئا وغير صحي، ومن هنا يجب مد جسور المودة والمحبة بل والصداقة بين الأب وأبنائه, من خلال التقرب منهم أكثر, ومناقشتهم ومحاورتهم فى كثير من القضايا الاجتماعية والحياتية, والتمهيد الممنهج والمتدرج لصعوبة الحياة دون امرأة ترعى شئون البيت والمنزل, وهذه هى الأرضية السليمة لتقبل الزواج فيما بعد .

ويرتبط بذلك حسن اختيار زوجة الأب لا على مستوى الدين والأخلاق فحسب, بل أيضا على المستوى الاجتماعى المناسب للبيت والأولاد, فالمرأة القريبة المحببة للأبناء أفضل من البعيدة, والمرأة التى تستطيع استيعابهم كأن تكون ثيبا ومناسبة فى السن مثلا, أفضل من البكر الصغيرة التى ربما لا تحسن التعامل مع زوجها وأبنائه.

 ولنا فى قصة زواج جابر بن عبد الله رضى الله عنه خير مثال على ذلك, فلقد كان شابا فى مقتبل العمر, ورث عن والده الشهيد سبعا من البنات, فاختار لهن امرأة ثيبا ترعاهن كما جاء فى الحديث الشريف: «ثم قال لى يا جابر: هل تزوجت بعد؟، قلت: نعم يا رسول الله, قال: أثيبا أم بكرا؟ قلت: بل ثيبا, قال: أفلا جارية تلاعبها وتلاعبك, قلت يا رسول الله: إن أبى أصيب يوم أحد وترك بنات له سبعا فنكحت امرأة جامعة تجمع رؤوسهن وتقوم عليهن, قال: أصبت إن شاء الله»، فإذا كان الشاب الأعزب حديث السن قد اختار لنفسه زوجة ثيبا تستطيع جمع أخواته السبع وتربيتهن, وقد صوب الرسول صلى الله عليه وسلم فعله, فمن باب أولى أن يقوم الرجل الذى ماتت زوجته باختيار الزوجة المناسبة له من كل الوجوه، ولا ينجرف فى تيار البنت الصغيرة التى يظن أنها ستعيد إليه شبابه، فيجد نفسه فى ورطة متعددة الأشكال، كما حدث لك، حينما اكتشفت أن المسألة كلها ليست إلا عملية نصب محكمة من جانب أهل الفتاة لكى يحصلوا على كل ما يمكن أن تطوله أيديهم ضاربين عرض الحائط بكل القيم والأعراف السائدة، وإذا كانت ابنتهم قد استطاعت أن تفلت من هذه الزيجة التى لم تكتمل بمكاسب مادية ودون خسائر، فإن الأمر لن يكون كذلك إذا حاولوا التغرير بآخرين بالطريقة نفسها، وأظنهم سوف يفعلون ذلك.

 إن من حقك الزواج، ولكن بمن هى مناسبة لك ومتقاربة معك سنا وثقافة ووضعا اجتماعيا، وعلى كل من حولك أن يؤازروك، ومن الضرورى التنويه إلى بث الثقافة الدينية الصحيحة فى هذه الناحية لدى الجميع، فلقد كان الرجل فى عصور خلت - حيث البيئة الإسلامية والتربية الصحيحة - إذا ماتت زوجته تزوج بغيرها دون كل هذا العناء مع الأبناء, وبلا مقدمات ولا تمهيدات, وما مرد ذلك إلا للثقافة التى كانت سائدة, والتى ترى فى الزواج أمرا طبيعيا يحتاجه كل رجل يفقد زوجته بغض النظر عن سنه وعمره, فالزواج ليس للرغبة الجنسية فحسب، بل هو حاجة نفسية اجتماعية فطرية كما أرادها الله تعالى, ما دام فى حدود الشريعة والدين .

 إن الحياة لابد أن تستمر، وإن ركب الأسرة لابد أن يتابع المشوار, فهذا هو قانون الله تعالى الذى جعله ساريا على بنى البشر فى هذه الحياة الدنيا، وأكرر أن المنطق العقلى للزواج يعنى وجود التكافؤ الاجتماعى والثقافى والمادى والدينى وقدر من التوافق بين الأسرتين، ولا يتم إلا بعد التحقق من اختبار صحة الاختيار، وينبغى ضرورة أن يكون هناك وعى لدى الطرفين بمميزات الآخر، وقدر غير قليل من عيوبه، مع الأخذ فى الاعتبار أنه لا وجود لمفهوم «الزوجة المثالية» بمعنى الكلمة بل توجد زوجة مناسبة يمكن مواصلة الحياة معها على «الحلوة والمرة»، ومعيار الصلاح مهم، فالزوجة الصالحة خير متاع الدنيا، وهى تعين زوجها على نوائب الدهر، مع تأكيد اختيار ذات الدين ومحاسن الخلق، لأنها إن لم تكن ذات دين فلا نفع فيها لزوجها، وإن كانت بلا خلق فليبتعد عنها، لأنه من العسير تحمل عشرة امرأة لا تتحلى بالخلق الحسن.

أرجو أن تكون قد تعلمت الدرس، وليت كل رجل وامراة ينتبهان إلى مثل هذه الألاعيب، فلا ينساق أحد إلى أهوائه مدفوعا برغبة جسدية، أو طمعا ماديا، وأرجو أن تتأنى فى شريكة مناسبة تكمل معك مشوار الحياة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق