رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«صنع فى إفريقيا».. كتاب ألفه الإنجليز من أجل عيون محمد صلاح

  • كيف أصبح «مو» فخر مصر ونجم ليفربول الذهبى فى فترة قياسية؟

 

لم تكتف وسائل الإعلام الإنجليزية بمتابعة أخبار نجم مصر وفريق ليفربول محمد صلاح، من خلال الأخبار والتقارير اليومية، بل جاءت لتصدر كتابا مفصلا عن الفرعون المصرى وباقى رفاقه من إفريقيا تحت عنوان «صنع فى إفريقيا» للكاتب الإنجليزى إد آرونز والذى تناول مشوار ابن النيل من القاع إلى القمة وتجربته القاسية منذ كان ناشئا فى المقاولون العرب وسفره اليومى فى سن صغيرة من بلدته نجريج.

وفى استعراضها لكتاب أرونز.. أفردت صحيفة «ايندبندنت» مساحة واسعة للحديث عن صلاح وبدأت بالإشارة إلى كلام لاعب المقاولون العرب السابق والمدرب الحالى سعيد الشيشينى وإصراره على أنه وراء اكتشاف صلاح بقوله إن العديد من المدربين سيقولون إنهم جعلوه مشهوراً لكننى أعلم أن ذلك يعود لى.

وأضاف الكاتب أن الشيشينى الذى التقى صلاح لأول مرة عندما كان مراهقًا صغيرا يلعب لصالح فريق المقاولون تحت 16 سنة كمدافع ليس وحده، لأنه فى كل مكان تذهب إليه فى مصر هذه الأيام، هناك شخص يدعى أنه لعب دورا فى صعود هذا الشهب اللامع، خاصة فى مسقط رأس اللاعب بمدينة نجريج بمحافظة الغربية فى وسط دلتا النيل والتى أصبحت مكانا لمقالات لا حصر لها وتقارير إخبارية توثق طفولة الصبى الذى أصبح نجماً.

وأشار الكاتب إلى أن رحلة صلاح كانت شاقة، حيث تستغرق 9 ساعات فى المواصلات كل يوم، من أجل التدريب فى القاهرة والعودة مرة أخرى فى ظاهرة من الأشياء الأسطورية منذ موسم اختراقه قلعة أنفيلد، نظرا للعدد الكبير من الصحفيين الذين زاروا نجريج فى السنوات الأخيرة لتوثيق طفولة الصبى الذى أصبح نجما ووصلت فى البداية بعد رحلة وعرة استمرت ثلاث ساعات فى سيارة أجرة إلى البلدة الصغيرة التى يبلغ عدد سكانها حوالى 12000 نسمة. وأضاف أنه لم يمض وقت طويل قبل أن يقوم بجولة إرشادية من قبل صبى متحمس يبلغ من العمر 11 عاما يدعى مصطفى وذلك فى الطريق من منزل عائلة صلاح إلى الملعب وكشف عن مهاراته برفقة مجموعة متحمسة من حوالى 20 طفلا كانوا كثيرين يرتدون قمصان ليفربول - لا أحد يشتبه فى شرائه من المتجر الرسمى للنادى على الإنترنت - مع وجود اسم بطلهم ورقمه على ظهره.

وتذكر السعدنى فى مقابلة أجريت معه عام 2018 ما حدث مع صلاح وقال: ظهرت موهبته بوضوح منذ البداية، لكن الموهبة ليست كل شيء - نجاح محمد هو أيضا نتاج إرادة من الصلب والجهد والتصميم بعد أن وصلت إلى السطح، أنظر إلى حقول الياسمين التى تحيط بنجريج عندما يبدأ الغسق فى السقوط عندما يصرخ صوت من الملعب أدناه: محمد صلاح! إنه أحد الأطفال الذين يحاولون جذب انتباهى.

محمد صلاح! أنا أصرخ، محمد صلاح! محمد صلاح! رد العديد منهم فى انسجام تام، أصبح تحية معروفة طوال إقامتى فى مصر، حتى مع ضباط الجمارك ورجال الشرطة ذوى الوجه الصارم اللين عند ذكر اسمه.

وأضاف الكاتب أن هذا لاعب تخطى مقاييس اللعبة ليس مثل أى لاعب آخر فى تاريخ مصر المجنون بكرة القدم وانتقل إلى المحطة التالية فى الجولة إلى المركز الطبى الجديد فى نجريج، حيث دفع مهاجم ليفربول ثمن جهازين لغسيل الكلى ومعدات أخرى مختلفة، ثم هناك المدرسة على الطريق التى تحمل اسمه أيضًا والتى تلقت تمويلًا إضافيا منذ انتقاله إلى أوروبا، ثم مساهمته فى عام 2018 لإنشاء المعهد الأزهرى للبنات حتى لا يضطررن إلى القيام برحلة طويلة إلى المدينة التالية.

وأضاف أن مؤسسة محمد صلاح الخيرية تبرعت أيضا بالأرض بخلاف 400000 جنيه إسترلينى لبناء أعمال معالجة الصرف الصحى فى ضواحى المدينة، مما يضمن حصول البلدة على إمدادات وفيرة من المياه على مدار السنة.

ويقول عنه عمدة نجريج ماهر شيتيا: كان صلاح غالى عضوا محترما فى المجتمع لسنوات عديدة قبل صعود ابنه إلى الشهرة، وكان محمد طفلا عاديا للغاية - مثل جميع الأطفال الآخرين فى هذه القرية، لقد ورث حبه للعب كرة القدم من والده وأعمامه الذين لعبوا مع فريق مركز شباب الهواة فى القرية خلال الثمانينيات والتسعينيات.

وقد لاحظ والد صلاح موهبة ابنه وجعله ينضم إلى فريق اتحاد بسيون عندما كان عمره 12 عاما، ذات يوم جاء رضا الملاح وهو كشافة كرة قدم، إلى قريتنا لمشاهدة طفل آخر يدعى شريف وربما يقنعه بالانضمام إلى أحد فرق المقاولون فى طنطا، طلب من الأطفال اللعب ضد شريف ليتمكن من تقييمه، ولكن مشاهدة المباراة كان هناك لاعب واحد بارز - محمد صلاح.

لم يمض وقت طويل حتى لفتت موهبته عين مدربين المقاولون ودُعى للانضمام إلى فريقهم تحت 15 سنة فى القاهرة، فى تناقض صارخ مع عائلة زميله المستقبلى ساديو مانى فى نفس العمر، شجعه والده بنشاط على متابعة حلمه على الرغم من المسافات الضخمة التى ينطوى عليها. وقد قال صلاح فى عام 2018: كنت أشكو أننى لم أرغب فى السفر 4 ساعات للتدريب، لكنه وقف بجانبى وأخبرنى أن جميع اللاعبين الرائعين يمرون بذلك، كان الثمن باهظًا للغاية، ولن أنسى أبدا الدور الذى لعبه فى مسيرتى.

وكان دعم والده يساعده على حضور التدريب على المدى القصير، فلا شك فى دور الشيشينى الحاسم فى تطوره المبكر، عندما كان صلاح فى ذلك الوقت فى عامه الثانى فى النادى، رتب أن يبقى النجم الصاعد مع عائلته فى القاهرة لمدة ليلة أو ليلتين فى الأسبوع للسماح له بالراحة بشكل صحيح من جلسات التدريب بدلاً من العودة الطويلة إلى بلدته كل يوم.

وواصل الكاتب سرده لرحلة صعود الفرعون المصرى لعنان سماء الكرة العالمية وقال إن أداء صلاح المثير للإعجاب فى دور المهاجم الجديد على مستوى الشباب كان وراء تصعيده إلى فريق الفريق الأول بعد الكثير من الإقناع من الشيشينى، بعد ذلك بعام فى مايو 2010 ، ظهر النجم الصاعد البالغ من العمر 17 عامًا لأول مرة مع المقاولون فى الدورى المصرى الممتاز ضد المنصورة بالتعادل 1/1، وسجل هدفه الأول بعد 7 أشهر ضد العملاق الأهلى.

كانت الخطوة الأولى من العملية التى ستؤدى إلى أنفيلد عبر سويسرا وإيطاليا، على الرغم من أن صلاح كان عليه أن يتعامل مع انتكاسة كبيرة فى وقت مبكر عندما تم رفضه علنًا من قبل رئيس الزمالك، ليكون ذلك بداية انطلاقه فى سماء العالمية بانتقاله الى بازل ثم تشيلسى ومنه الى فيورونتينا وروما ثم ليفربول الذى سطر فيها تاريخا لا ينسى فى عالم كرة القدم.

وفى حوار مع المدير الفنى الألمانى لليفربول يورجن كلوب داخل الكتاب، قال عن اللاعبين الأفارقة إنه يتعاطف بشدة مع قصصهم ورحلات كفاحهم من أجل الوصول للقمة، مستشهداً بثنائى الريدز صلاح وساديو مانى، وقال: من الصعب إيجاد الكثير من قصص الكفاح فى أوروبا، ربما فى لندن، ولكن كل اللاعبين الأفارقة لديهم العديد من التجارب الخاصة جداً مع كرة القدم، مما يسهم فى تحفيزهم بأقصى درجة ممكنة، وأضاف: سنجد ذلك بوضوح فى بداية ساديو مانى بالسنغال، و صلاح الذى كان يقضى 4 ساعات ونصف يومياً فى الطريق للتدريبات، هذه أشياء غير موجودة هنا، وتابع: قرأت العديد من الأمثلة والمقالات عن هذا الشأن، منها تأثير محمد صلاح على العالم العربى، أمر لا يُصدق، سعيد جداً بالعمل مع اللاعبين الأفارقة، ولكن عندما تأتى كأس الأمم يأتى الإحباط لغيابهم.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق