-
تنسيق مكثف بين أجهزة الدولة.. والمرحلة الراهنة لا تحتمل أى تقاعس فى مواجهة الأزمة
أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن التقديرات تشير إلى أن الأسبوعين المقبلين سيشهدان ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كورونا، وأن على أجهزة الدولة المختلفة ضرورة بذل قصارى جهدها والمتابعة بشكل يومى خلال هذه الفترة، وأشار الى ضم 320 مستشفى منتشرة على مستوى المحافظات، لتقدم خدمات التشخيص والعزل والعلاج. وقال للمحافظين خلال اجتماعهم أمس: «هذه المرحلة الحرجة تقتضى تدخلكم شخصياً ..لكم كامل الصلاحيات فى التعامل بمنتهى الحسم مع هذا الملف، لأن هذه المرحلة لا تحتمل أى تقاعس فى أداء أى مسئول من القائمين على مواجهة أزمة انتشار جائحة «كورونا».
ووجه المحافظين، بالمرور اليومى على جميع المستشفيات التى تم تحديدها ضمن نطاق كل محافظة، لتكون مستشفى عزل أو تشخيص للحالات، والتأكد من توافر المستلزمات الطبية والأدوية ومتطلبات الحماية الشخصية، وإجراءات صرفها وكذا إجراءات استقبال الحالات ومتابعة انتظام حضور الأطقم الطبية، وتقديم الخدمة للمواطنين.
جاء ذلك خلال ترؤس مدبولي ، اجتماع مجلس المحافظين، عبر تقنية «الفيديو كونفرانس»، الذى بدأه بالترحيب بالدكتور أيمن مختار، محافظ الدقهلية الذى انضم إلى الاجتماع أمس بعد شفائه من الفيروس، سائلاً الله أن يحفظ مصر وشعبها من هذا الوباء. وقال إن التقديرات تشير إلى أن الأسبوعين المقبلين سيشهدان ارتفاع معدلات الإصابة بالفيروس، وذلك بعدما شهدته الأيام الماضية من تزايد مضطرد فى أعداد الإصابات، خاصة خلال أسبوع العيد، وهو ما يتطلب المتابعة الشديدة على مدى اليوم، وتنفيذ القرارات التى تم اتخاذها أمس، والتى سيكون على المحافظين متابعة تنفيذها. وأوضح رئيس الوزراء أنه كان يتم خلال المرحلة الماضية الاكتفاء باستقبال الحالات المطلوب علاجها بمستشفيات العزل، إلا أنه مع تزايد الأرقام تم اتخاذ قرار قبل العيد بضم عدد أكبر من المستشفيات يصل إلى 320 مستشفى منتشرة على مستوى المحافظات تتبع وزارة الصحة بخلاف المستشفيات الجامعية، لتقدم خدمات التشخيص والعزل والعلاج، مشيراً إلى أنه تم تفعيل هذه الخطوة فى عدد كبير من المحافظات، ويتم متابعة التنفيذ على أرض الواقع.
ووجه رئيس مجلس الوزراء المحافظين بالمرور اليومى على جميع المستشفيات التى تم تحديدها ضمن نطاق كل محافظة، لتكون مستشفى عزل أو تشخيص للحالات، بحيث يرافقه ممثلو الجهات المعنية ضمن لجنة إدارة الأزمة بكل محافظة؛ والتى تضم مسئولى المحافظة، ووزارة الصحة، والأمن الوطني، والرقابة الإدارية، وغيرهم، بهدف التأكد من توافر المستلزمات الطبية والأدوية ومتطلبات الحماية الشخصية، وإجراءات صرفها وكذا إجراءات استقبال الحالات ومتابعة انتظام حضور الأطقم الطبية، وتقديم الخدمة للمواطنين. وشدد على ضرورة أن تكون المتابعة بمنتهى القوة، وأن تتكرر على مدار اليوم، وإذا اقتضى الأمر تتكرر عملية المرور على المستشفيات عدة مرات فى اليوم.
كما وجه رئيس الوزراء المحافظين بتخصيص خط ساخن فى كل محافظة على مدار الـ 24 ساعة، لمتابعة استفسارات وشكاوى المواطنين، بشأن العلاج من فيروس كورونا، وأن يقوم كل محافظ بنفسه بمتابعة أى شكاوى ترد عبر هذا الخط، ولاسيما فى حالة رفض أى مستشفى تابعة للمحافظة دخول حالات مصابة إليها، وقال للمحافظين: «هذه المرحلة الحرجة تقتضى تدخلكم شخصياً»، وأشار إلى ضرورة اتخاذ إجراءات مشددة لمتابعة عمل كل خط ساخن، باعتبار أن خط كل محافظة سيشكل نقطة وصول أسرع لطالب الشكوى أو الحالة، كما سيسهم فى تخفيف الضغط على الخط الساخن الرئيسى 105 التابع لوزارة الصحة، الذى تم تدعيمه بالخط الساخن لمنظومة الشكاوى الحكومية الموحدة بمجلس الوزراء.
وخلال الاجتماع، شدّد رئيس الوزراء كذلك فى حديثه للمحافظين على ضرورة التعامل بحسم مع ما قد يواجهونه من عدم التزام أى من الأطقم الطبية بالتواجد فى مواعيد النوبتجيات الخاصة بهم فى المستشفيات، كما وجه رئيس الوزراء بالاطمئنان بشكل يومى على توافر المستلزمات الطبية بجميع المستشفيات التابعة لكل محافظة، وأن يطلب تقريراً يومياً بحجم الامدادات المتوافرة بها، بحيث يكفى هذا الحجم الاحتياجات اللازمة للمستشفيات، وألا يكتفى أى محافظ بالتأكد من توافرها فى المخازن فقط، بل يجب التأكد من وصولها إلى الأطقم الطبية.
وقال رئيس الوزراء: لكم كامل الصلاحيات فى التعامل بمنتهى الحسم مع هذا الملف، لأن هذه المرحلة لا تحتمل أى تقاعس فى أداء أى مسئول من القائمين على مواجهة أزمة انتشار جائحة «كورونا»، وأى مشكلة تواجه المحافظين يتم التنسيق مع وزارة الصحة والسكان مباشرة لحلها.
وأوضح رئيس الوزراء أنه حتى يوم 31 مايو الماضي، كانت محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية هى أكبر ثلاث محافظات من حيث معدلات الإصابة بالفيروس، منوهاً إلى أن محافظة القاهرة شهدت ضغطاً كبيراً، حيث استحوذت وحدها على أكثر من 50% من أعداد المصابين، واشار الى أن محافظات المنوفية والفيوم والإسكندرية والبحيرة والشرقية والغربية تأتى فى الترتيب من حيث ارتفاع معدل الإصابات، إلا أنه رغم هذا التزايد الواضح فى الأعداد بتلك المحافظات إلا أن الوضع لا يزال تحت السيطرة.
وطالب رئيس الوزراء أجهزة الدولة المختلفة، بضرورة بذل قصارى جهدها والمتابعة بشكل يومى خلال فترة الأسبوعين المقبلين، مشدداً فى هذا الصدد على ضرورة التعامل بمنتهى الصرامة والشدة، مشددا على ضرورة قيام المحافظين بالمتابعة الجادة لانضباط المواطنين وسلوكياتهم فيما يتعلق بالتباعد الاجتماعى والالتزام بارتداء الكمامة الطبية فى الأماكن العامة والمغلقة ووسائل النقل الجماعي، لافتاً إلى أن العمل يسير على قدم وساق لتوفير الكمامات القماش بأسرع وقت، بحيث تكون فى متناول المواطنين، والتى يتم غسلها وإعادة ارتدائها لمدة نحو شهر، وسيكون سعرها بمتوسط 5 جنيهات يتحمله المواطن فى سبيل قدرته على الحركة والتعايش. وكان رئيس الوزراء، قد أكد حرصه على أن يجتمع بالمحافظين فور انتهاء إجازة عيد الفطر، عقب اجتماع المجموعة الطبية التى تدير ملف مواجهة فيروس «كورونا» المستجد، والذى شهد مناقشة العديد من الموضوعات وتم التوصل خلاله لعدة قرارات سيقع تنفيذها على عاتق كل محافظ بمحافظته. ومن جانبهم، استعرض المحافظون موقف الإصابات بالفيروس، ومتابعة المخالطين، وجهود مواجهة المرض، وموقف توافر المستلزمات الطبية فى المستشفيات المختلفة، وقد بدأ عدد منهم بالفعل فى إعداد خطوط ساخنة للرد على شكاوى المواطنين، واستفساراتهم بشأن التعامل مع الفيروس «كورونا».
رابط دائم: