رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«صليب موسى»..رحلة بين التاريخ والخيال

رانيا عبد العاطى

يصحبنا الكاتب والسيناريست هيثم دبور  فى روايته الأولى«صليب موسى»، الصادرة عن دار الشروق، فى رحلة يمتزج فيها الخيال بالتاريخ والواقع بالأحلام، رحلة  إلى دير سانت كاترين بجنوب سيناء تغلفها أجواء الغموض والتشويق للكشف عن سر  وفاة الراهب اليونانى بافلوس، المسئول عن مكتبة الدير ومخطوطاتها النادرة  .

 بطل الرواية الرئيسى المصور الشاب أحمد بهى  المحب للتاريخ وللتصوير  تربطه علاقة صداقة بالراهب اليونانى «بافلوس»، منذ  سنوات عندما  ذهب بهى ووقع فى حب دير سانت كاترين  وأستخدم موهبته فى التصوير للتعبير عن ذلك الحب وقضى بالدير مدة طويلة جعلته يقوم بالتقاط العديد من الصور التى ستكون الطريق لدخوله فى مغامرة تمتد على مدى يوم كامل بنهايته تنتهى أحداث الرواية وتنكشف كل الحقائق  .

يقدم لنا الكاتب تجربة مميزة نجح فيها بالمزج بين أدب الجريمة والأدب التاريخى فى عمل يقترب من نفس النوع الأدبى للأعمال الشهيرة  للكاتب الأمريكى دان براون مثل  «شيفرة دافنشى» و «ملائكة وشياطين» والتى تحولت إلى أفلام سينمائية شهيرة. لم يكن الغموض والتشويق وحدهما أهم العناصر التى استخدمها «دبور» فقد استطاع بمهارة بالغة توظيف التاريخ وأحداثه فى الرواية وجعله أحد العناصر المهمة المكونة لها لتمتزج معا فى تناغم لم يكن من السهل الوصول إليه  لكنه نجح بجمع كل تلك الاحداث التاريخية وتلك الشخصيات بالدير بداية من السلطان  عباس حلمى الأول وسليمان الحلبى والشيخ حسن الجيلانى والإمام القرطبى، لنجد أنفسنا وقد غصنا معه فى التاريخ وصولا إلى سيدنا موسى وقصته مع السامرى فتتكشف علاقة كل هؤلاء بالدير وبمقتل الراهب. تلك المعلومات والأحداث تحتاج  إلى غوص من نوع خاص فى  الوثائق والكتب التاريخية  لذا يتضح ما قام به الكاتب من عمليات بحث وتدقيق .

تتضمن أحداث الرواية أبطالا آخرين إلى جانب البطل الرئيس «أحمد بهى» هم «أبو عمران» و«عاكف بك» و«سليم» و «روث» ، جميعهم  أبطال رحلة البحث عن السر  الذى يرغب الجميع فى معرفته والذى سيكون مفتاح اللغز لمعرفة سر وفاة الراهب بافلوس  وإن كانوا اجتمعوا على الهدف إلا أنهم بالتأكيد قد اختلفوا فى النوايا.

وفى ظل  الوقائع  الغامضة والاحداث المتسارعة للقصة والحكايات التاريخية المختلفة  تبرز مجموعة من التساؤلات  التى  تظهر بشكل ممتد خلال  أحداث الرواية متخذة شكل حوارات فلسفية  بين المصور الشاب والراهب اليوناني. لا نعلم على وجه التحديد هل هى حوارات تمت بالفعل بينهما أثناء وجود المصور بالدير أم انها حوار يدور فى خيال البطل  وكأن روح الراهب تتحدث إليه وتخبره بما يحتاج.  جميعها تقودك إلى ذلك البطل الخفى بالرواية، وهو التاريخ وماهية حقيقته، فالرواية بأكملها بمثابة رحلة بحث عن الحقيقة، حقيقة ماحدث أو حقيقة التاريخ وطرق تدوينه وتناقله ومدى صدقه أو زيفه، عبر مستويات مختلفة بداية من البحث عن قاتل الراهب إلى السر الذى يعلمه كهنة الدير ويخفوه عن الجميع وإلى محاولات البطل للبحث عن الحقيقة وفك طلاسم من التاريخ، ولكنه أيضا فى رحلته تلك يبحث عن الحقيقة فى نفسه عن ذلك التاريخ الخاص به  والذى يحاول أن يهرب منه رغم انه يحيا داخله .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق