رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

التصالح مع النفس

بريد;

كتب أحد الآباء عدة رسائل إلى ابنته وتدعى ليسيرل عام 1938، وطلب منها عدم الكشف عن فحواها لفترة زمنية، لأنه ليس على ثقة من استعداد الإنسانية لها، وأشار فى إحداها إلى وجود قوة غيبية لم يستطع العلم إيجاد تعريف لها، تقف وراء كل الظواهر المرتبطة بالمنظومة الكونية التى لم يتمكن البشر من إيجاد تفسير لها حتى الآن، ألا وهى «قوة الحب».. إن الحب نور، يعطى قيمة ومعنى لحياة من يعيشه.. الحب جاذبية، تضعنا فى دائرة الاهتمام، والمودة والإيثار.. الحب طاقة، تملأ جنبات النفس مرورا بنقطة تلاشى «الأنا الطاغية» ووصولا لحالة الأحادية العميقة.. ولعل هذا ما تعمّد الإنسان تجاهله منذ زمن بعيد فهو يخشى ما لا علم له به.. إنها قوة روحية لا نهائية غير قابلة للتحكم، تعمل على اختراق العقل والنفاذ إلى الوجدان بلا قيود أو شروط.

وبعد إن عجز البشر عن التناغم مع قوى الطبيعة التى انقلبت ضده، كان لابد من إيجاد سبيل آخر لبقاء الأرض عامرة ربما إلى آخر أمدها، ومازلنا نأمل ولكن ليست لدينا القدرة حتى الآن لصنع «قنبلة المحبة»، حتى تخلصنا من زيف العالم وقسوته القائم على أنقاض ذات قطباها الجشع والكراهية، لكنى على يقين من وجود مولد صغير للحب داخل كل منا، ذى طاقة جبارة تواقة للانطلاق، وفك أسر أفضل ما فى الفطرة السوية للنفس البشرية، وإلى أن تكون لنا القدرة على الوعى بكينونة تلك القوة اللا محدودة التى كلما أعطى الفرد فيها أخذ، وفك شفرة مفرداتها، وعندها فقط سوف ندرك حقيقة كونها قمة الهرم الروحى القادر على كل شىء، والحل لأى شىء.. أنا نادم لأنى لم أستطع أن أعبر عما أكنه فى قلبى الذى كان يدق بالحب لك فى صمت طوال سنوات عمرى.. لعل الاعتذار جاء متأخرا، ولكن بما أن الزمن نسبى، فأحب أن أعترف بفضلك فى الوصول إلى جوهر الحقيقة المطلقة..والدك؛ ألبرت اينشتاين»

هى مجرد خواطر مفعمة بالحيوية لأحد أهم علماء الفيزياء والحاصل على جائزة نوبل فى القرن المنصرم، ودعوة للتصالح مع الذات، وإعلاء أسمى مشاعر التآخى الإنسانى التى أصبحنا فى أمس الحاجة لها والتجرد من سطوة المادة، لننعم جميعا فى عالم أرقى وغد أفضل..

م. محمد الحناوى

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق