رغم أنها القناة الرئيسية للتواصل هذه الأيام، فإن لمواقع التواصل الاجتماعى والــ «سوشيال ميديا» آثار سلبية تصل إلى درجة لعب دور «العبء» بالنسبة للأسر المصرية والمجتمع، والعلاقات بين الشعوب. فما أن يبث «فيديو» هنا أو هناك إلا وتجد من يتلقفه ليصبح مصدرا لإشعال النار وافتعال الأزمات بين المجتمعات المختلفة.
وكانت هذه فرصة لإثارة قضية هامة، وهى من يتحكم فى منع أو محاسبة أصحاب هذه الفيديوهات أو الإساءات «المصورة» عبر مواقع التواصل الاجتماعى.
ولخبراء وأساتذة الإعلام رأى فى كيفية التعامل مع هذه الظاهرة السلبية، يقول د. محمود علم الدين، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أن هناك فرق بين من يسىء بطريقة عفوية غير مقصودة بمعنى أن هناك فكرة طرأت عليه أو له مشكلة مع شخص بعينه، فهذا يتم التعامل معه كفرد وليس له تأثير.
أما إذا كانت هذه الفيديوهات الصادرة تتخذ هيئة «متكررة» ومدعومة مثلا من جهات بعينها، فلابد من التعامل معها بحسم. ويضيف دكتور علم الدين، أن هناك من يريد إضعاف الروح المعنوية للمصريين بطريقة أو بأخرى ويحاول دائما تصدير المشاكل والأزمات لمصر والإساءة للرموز أو لمؤسسات الدولة أو للشعب.
وذلك وفقا للدكتور علم الدين، يتطلب ردا حاسما من جانب وسائل الإعلام والقنوات الشرعية. ويضيف أن وجود المصريين فى عدة دول حول العالم، يشكل « منفعة متبادلة» بين تلك الدول المستضيفة والكوادر والخبرات المصرية المغتربة. ولكنه حذر من تضخيم «الأمر» وإعطاء ردة فعل تتجاوز أهمية الفعل، موضحا أن مصر دائما تحتضن الجميع وتترفع عن الصغائر طوال تاريخها ودورها العربى والإقليمى معروف للجميع دون مزايدة وهذا قدرها وقدر شعبها تجاه الأشقاء والأصدقاء فى العالم أجمع.
ومن جانبه، أشار الدكتور عادل عبدالغفار، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إلى ضرورة الالتفات إلى خطورة ظاهرة «تحريف» الصور والفيديوهات، والترويج لها. وحذر أستاذ عبدالغفار من أن كثيرا من رواد مواقع التواصل الاجتماعى ليس لديهم درجة الوعى الكافى لتمييز الأخبار والمواد المصورة «المفبركة»، من الصحيحة.
وبالتالى فمن الممكن جدا إحداث الكثير من البلبلة والفوضى داخل المجتمع الواحد، أو فيما يخص العلاقات بين الدول. وينصح بضرورة العمل فى الأساس على تنمية وعى المجتمع بآليات افتعال الأزمات و»الفبركة» ومساعى بعض الأشخاص إلى تحقيق الشهرة الزائفة من خلال إطلاق منشور مكتوب أو مصور بغرض إثارة جدل.
واعترف الدكتور عبدالغفار بوجود قصور فيما يتعلق بـ «التربية الإعلامية الرقمية»، والتى توفر توجيها للمتعاملين بمواقع التواصل الاجتماعى حول أسس البحث الصحيح عن الأخبار، والتدقيق فى المعلومات الواردة.
وطالب عبدالغفار بحملات توعية تستهدف طلاب المدارس والجامعات فى شتى مجالات الحياة خاصة أن هناك من يبث الفيديوهات دون النظر لتأثيرها السلبى على العلاقات بين الشعوب والدول. ويضيف أيضا هناك دور مهم للمجلس الأعلى للإعلام فى رصد ومتابعة مايبث ويكتب على السوشيال ميديا ومعاقبة من يخرج عن النص.
ويقول أما فيما يخص العلاقات بين الدول، فليس كل الفيديوهات التى تصدر عن أفراد لها تأثيرها بل تموت فى وقتها وعدم الرد عليها أفضل حتى لاتروج لها أما إذا كان الفيديو أصبح ذات تأثير فلابد من الرد عليه من خلال القنوات الشرعية وليس الشعبية.
رابط دائم: