يحتاج الطفل فى السنوات الأولى من حياته الى اللعب لأن هذه السنوات تتكون فيها الدعامات الأساسية لشخصيته ويكون اللعب فرصة لإبراز ميوله ومواهبه وتنميتها وأيضا نموه.
يرى علماء النفس أن اللعب ينمى خياله وإبداعه بالإضافة الى أنه يساعد الطفل على التعرف على مبادئ تبدو له معقدة كالحجم والشكل والوزن ولا يشترط أن تكون اللعب باهظة الثمن لتحفيز قدراته بل يمكنك أن تحولى منزلك مع القليل من الخيال وكل ما يوجد فيه من أشياء تستعملينها يوميا الى مكان وأدوات للعب، واللعب فى مرحلة الطفولة المبكرة يساعد الطفل على تطوير مهارات الاستماع والتفكير وبالتالى الاستعداد للمدرسة كما أن اللعب فى الهواء الطلق يساعد فى منع سمنة الأطفال
يقول د. محمد سمير عبدالفتاح أستاذ علم النفس أن عدم لعب الطفل وتقييد حركته يؤدى الى هبوط مستوى اللياقة البدنية وهزال الجسم وتشوهاته ولكن من خلال اللعب يتحقق التكامل بين وظائف الجسم الحركية والانفعالية والعقلية التى تتضمن التفكير لذلك فإن من فوائد اللعب من الناحية الجسمية إنه ينمى العضلات ويقوى الجسم ويصرف الطاقة الزائدة عند الطفل
ويشير الى أن اللعب يساعد الطفل على إن يدرك عالمه الخارجى وكلما تقدم فى العمر استطاع أن ينمى كثيرا من المهارات فى أثناء ممارسته لألعاب وأنشطة معينة مع ملاحظة أن الألعاب التى يقوم فيها الطفل بالاستكشاف والتجميع وغيرها من أشكال اللعب التى تميز مرحلة الطفولة المتأخرة تثرى حياته العقلية بمعارف كثيرة عن العالم الذى يحيط به.
ويرى د. محمد أن الطفل يتعلم النظام فى الألعاب الجماعية ويؤمن بروح الجماعة واحترامها ويدرك قيمة العمل الجماعى والمصلحة العامة وإذا لم يمارس الطفل اللعب مع الأطفال الآخرين فإنه يصبح أنانياً ويميل إلى العدوان ويكره الآخرين لكنه بواسطة اللعب يستطيع أن يقيم علاقات جيدة ومتوازنة معهم وأن يحل ما يعترضه من مشكلات ضمن الإطار الجماعى.
ويتعلم الطفل أيضا من خلال اللعب مع الكبار السلوك الأخلاقية كالعدل والصدق والأمانة وضبط النفس والصبر وتنمو قدرته على الإحساس بشعور الآخرين وتتطور من خلال العلاقات الاجتماعية التى يتعرض لها الطفل فى السنوات الأولى من عمره.
ورغم كل هذه الفوائد يرى د. محمد أن حاجة الطفل إلى اللعب فى بلادنا كبيرة لأنه محروم منه باستمرار بسبب البيوت الصغيرة الحالية ولأن اللعب بالنسبة لأغلبية الآباء» الذين يجهلون وظيفة اللعب» هو وقت ضائع وشيء ثانوى بل إنه محرم فى بعض الأحيان ويجب نقلهم منذ الصغر إلى حياة الواقع فتكون نتيجة ذلك أن يتحول الطفل إلى رجولة أو أنوثة فى أقرب وقت وهذا ما نراه فى أغلب الأحيان وهو الطفل الرجل أو الطفل المرأة بمعنى إنه طفل صغير ولكن يحمل هموم ومشاكل الكبار و لكن لحاجاته إلى اللعب لينمو نموا متزنا يعود له فى الكبر بعد حرمانه منه ليعوض ما فاته وهو ما يطلق عليه «الطفولة المتأخرة».
ويقترح عليك استاد علم النفس بعض الألعاب التى يمكن تجربتها مع طفلك بشكل يومى منذ الولادة وهى تلامس اليد والقدم مناسب للأطفال حتى 6 أشهر بينما يكون طفلك مستلقيا على ظهره أمسك يده اليمنى وقدمه اليسرى ولامسيهما بلطف وما بين 6 و12 شهر حاولى الإمساك بطفلك ثم شجعيه على الحبو للإمساك بك فى كل مرة يحبو فيها طفلك فإنه يحسن عددا من مهاراته الجسدية كالتوازن و التناسق بين حركة اليد والعين و التوافق العضلى وإدراك العمق والمسافة وبذلك يتمكن من التحرك بطرق جديدة ومتعددة وأما ما بين 12 و18 شهرا يفضل الأطفال اللعب فى الأماكن الضيقة ضعى لعبته المفضلة فى نفق مصنوع من وسائد الأريكة و اطلبى منه الحبو داخله حتى يصل الى اللعبة فهذا يساعده على استيعاب مفهوم المسافة والمساحة
وما بين 18 و24 شهرا نساعده على تطوير قدراته الحركية عن طريق ملء أوان بلاستيكية بألعابه ثم اسأليه «أين وضعت اللعبة» وسترين إذا كان بإمكان طفلك معرفة الإناء التى تحتوى عليها اللعبة وإخراجها أم لا ؟ والأطفال ما بين 24 و30 شهرا هناك تمرين جيد للتركيز الذهنى واستيعاب مفهوم المساحة والمسافة وهو أن تقومى بإطفاء أنوار الغرفة وتضيء
مصباحا يدويا وجهى بقعة الضوء على الأرض بالقرب من طفلك وشاهديه وهو يحاول إمساكها و ما بين 24 و30 شهرا اختارى لعبة تحسن من قدراته على المشى دون الاعتماد عليك وهى أن يملأ سلة بلاستيكية بألعاب ثم اطلبى من طفلك أن يدفع بالسلة أمامه على المسار الذى تحدديه له كأنه يسير على قضبان قطار.
رابط دائم: