جسر مُمتد على مدار ٦٤ عاما من العلاقات الدبلوماسية الناجحة بين دولتين يّزخر تاريخ كليهما بالأصالة والحضارة والعراقة. إنها علاقات ثنائية هدفها خدمة البلدين، وقد تّجلى ذلك في العديد من المواقف والأوقات ولعل جائحة كورونا (كوفيد-19) أظهرت قوة العلاقة المصرية- الصينية.
في 30 مايو 1956 ميلادية، بدأت العلاقات الدبلوماسية بين مصر والصين، لتكون مصر أول دولة عربية أفريقية تقيم العلاقات الدبلوماسية مع الصين الجديدة، ليحقق البلدان معا انطلاقة ثنائية تتسم بالسلاسة والاستقرار، يتصدرها عنوان التقدير المتبادل واحترام خصوصية كل دولة وشؤونها الداخلية، وهدفها خدمة الشعبين والإنسانية جمعاء. خدمت تلك العلاقة الرائدة والفريدة من نوعها البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتكنولوجية والسياحية بكافة أشكالها، لتصبح نبراسا ونموذجا للاتفاقات المثمرة بين أرض الكنانة وأرض الثقافات والأعراق. وقد تعاظمت العلاقة وصولا إلى الشراكة الإستراتيجية الشاملة، ولاسيما أن كلا البلدين يهدف التنمية والسلام واحترام الخصوصية وعدم التدخل بأي شكل في الشؤون الداخلية لأي منهما، مما يجعلنا نصفها بالإخاء والمحبة وشراكة التنمية المُستدامة ونشر السلام.
يمتاز الشعبان بأنهما أصحاب حضارة وتراث عريق، ويجمع بينهما من الصفات والعادات الكثير يبدو أنه انعكاس طبيعي لتجذر التاريخ والموروث الحضاري رغم تباعد المسافات بين الدولتين، وهو ما يمثل غرسا طيبا للصداقة الوطيدة بكافة الأصعدة. تجلى ذلك في الاهتمام المتبادل بين القيادة السياسية للبلدين ممثلة في فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الصيني فخامة الرئيس شي جين بينج، وحرصهما على تعزيز العلاقات، ولعل أبرزها انعقاد 6 قمم مصرية- صينية خلال السنوات الماضية بمشاركة الرئيسين من إجمالي ١٧ لقاء قمة منذ تدشين العلاقات الدبلوماسية. ذلك الرقم يمثل ثلث إجمالي لقاءات القمة، بالإضافة للزيارة التاريخية عام ٢٠١٦ للرئيس الصيني شي جين بينج إلى مصر، في أول زيارة لرئيس صيني للقاهرة في 12 عاما.
تضمنت اللقاءات اتفاقيات عديدة من بينها التعاون الاقتصادي والفني والطاقة الجديدة والمتجددة والفضاء، وتدشين «عام الثقافة الصينية» في مصر، و»عام الثقافة المصرية» في الصين.
ولعل الثمار الطيبة للعلاقات الثنائية أحدثت دفعة في الاستثمارات، فوصلت إلى نحو ٧ مليارات دولار، ويعمل نحو 1600 شركة صينية في مصر في العديد من المجالات الاستثمارية المتنوعة .
كما تلقى مبادرة «الحزام والطريق» الصينية ترحيبا مصريا، وهذه المبادرة هي إحياء طرق تجارية برية وبحرية تمر عبر 65 دولة، وتعد مصر محور هذه المبادرة في الشرق الأوسط وأفريقيا باعتبارها بوابة القارة الأفريقية.
درب الدبلوماسية بين البلدين يرسم آراء مشتركة ومواقف تجاة القضايا الدولية والإقليمية، وظهر جليّا معنى الصداقة الحقيقة تزامنا مع أزمة كورونا فقد كلف الرئيس عبد الفتاح السيسي، وزيرة الصحة بزيارة الصين وإمدادها بالمساعدات الطبية وتبادل الخبرات في إجراءات مواجهة أزمة فيروس كورونا الجديد. كما حرصت مصر علي الدعم المعنوي للصين الصديقة وسط ما يحاك ضدها، فقامت بلادنا بإضاءة واجهات مواقع أثرية وتاريخية هامة بعلم جمهورية الصين الشعبية.
ومايزيد ثراء العلاقات الثنائية، التعاون والصداقة الحزبية التي تجمع الحزب الشيوعي الصيني الحاكم في الصين مع حزب المصريين الأحرار المصري، والتعاون المثمر لخدمة البلدين وتبادل الزيارات والخبرات السياسية والحزبية بما يخدم الدولتين واتجاهات قيادتها السياسية.
وما يسعدنا هو أواصر الصلة الوثيقة بين قيادات حزبنا وغالبية المسؤولين بالحزب الحاكم في الصين. ولا يخلو التعاون القوي خلال السنوات الماضية، وخاصة حيال أزمة كورونا من إرسال الصين بروتوكولات علاج فيروس كورونا إلى حزبنا، وأيضا مشاركتنا في دعوة كافة أحزاب العالم للتعاون في مواجهة الفيروس. >
رابط دائم: