فى شهر فبراير الماضى أصدرت د. إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة قرارا بتولى الفنان يوسف إسماعيل رئاسة المهرجان القومى للمسرح.. وقبل أيام تم تشكيل اللجنة العليا للمهرجان.. ومع توقف كافة الفعاليات الفنية والثقافية كإجراءات احترازية لمنع تفشى وباء الكورونا.. ثار الكثير من التساؤلات حول مدى إمكانية إقامة المهرجان فى موعده المقرر له شهر يوليو من كل عام من عدمه.. خاصة أن دورة هذا العام تتزامن مع الاحتفاء بمرور 150 عاما على نشأة المسرح المصرى.. وفى السطور التالية يجيب يوسف إسماعيل عن هذه الاسئلة ويكشف تفاصيل أخرى.
فى البداية.. هل تتوقع أن يستمر توقف الفعاليات الفنية وبالتالى تلغى دورة هذا العام؟
لا نية لإلغاء دورة هذا العام إن شاء الله.. ولكن هناك احتمال لتأجيلها شهرا بحد أقصى.
وهل يمكن أن يؤثر توقف الموسم المسرحى بسبب وباء الكورونا على العروض المشاركة فى المهرجان كما وكيفا؟
حجم التأثير لن يكون ضخما لأن المسارح توقفت بعد تقديم العروض المنتَجة ضمن الربع الأخير للسنة المالية.. وهذا يعنى ان الفرق أنتجت القدر الأكبر من مخططها الإنتاجى.. الثقافة الجماهيرية أيضا انتهت من مهرجانها قبل التوقف الأخير.. وقد يكون التأثير أكبر على عروض الجامعات لذلك سنتعامل بقدر من المرونة معهم يسمح بقبول عروض مهرجانات التيرم الأول مثلا لاستيعاب الظرف الراهن الذى يعيشه العالم كله.. وحتى نتمكن من تقديم دورة متميزة.
وما فعاليات هذه الدورة؟
دورة هذا العام توافق مرور 150 سنة على نشأة المسرح المصرى،لذلك اخترنا أن يكون هذا هو عنوان الدورة ككل.. ومنه ستنبثق كل فعاليات المهرجان من ندوات أو ورش متخصصة مثل التمثيل والماكياج والديكور.. أى سيكون هناك كرنفال فعلى يرسخ لتاريخنا فى المسرح الذى بدأ منذ 1870 أيام يعقوب صنوع حتى اليوم.. بالإضافة إلى انعكاس ذلك فى المطبوعات وشكل الافتتاح والختام وعرض فيلم وثائقى مكثف عن تاريخنا المسرحى قبل بدء كافة العروض المسرحية.. كما أننى متحمس لإعادة تقديم المسرحية الفائزة بجائزة أفضل عرض فى ختام المهرجان بعد الانتهاء من تقديم الجوائز.
فى تصورك.. كيف يمكن أن يتلافى المهرجان كم المشكلات والانتقادات المستمرة التى تواجهه؟
استقرار النظام الإدارى لأى مهرجان يجنب صناعه الوقوع فى أى مشكلات.. فمشكلة المهرجان القومى هى عدم وجود نظام إدارى مستمر.. فنظامه موسمى.. بمعنى أنه يتشكل قبل المهرجان بشهور ويبدأ عمله ثم يتوقف ليستأنف العمل بعد انتهاء الدورة بستة شهور مثلا.. لذلك اتفقت مع د. إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة على وجود نظام إدارى دائم للمهرجان.. ويبدأ بإنشاء موقع إلكترونى دائم للمهرجان.. يعمل طول العام حتى لا يكون هناك انقطاع بيننا وبين جهات الإنتاج المختلفة سواء الحكومية أو المستقلة.. وبالتالى نبحث عن استمرار هذا التواصل وفى نفس الوقت نخفف من عبء مسألة إرسال سيديهات العروض الراغبة فى المشاركة وما إلى ذلك.. بحيث يمكن بث كل المواد الفنية عليه.. فالتواصل المستمر يخفف من حدة الهنّات التنظيمية.. ويصبح لديك جهاز إدارى يعمل باستمرار ويجهَّز له بمجرد الانتهاء من الدورة، فليس منطقيا أن نفاجأ قبل افتتاح المهرجان بعدم جاهزية دروع التكريم مثلا.. وما إلى ذلك رغم أنه موضوع لا يستغرق تفكيرا طويلا.. ولكن مثل هذه المشكلات تحدث بسبب غياب الهيكل الإدارى وتوزيع المسئوليات.. كما سيسمح لى هذا التواصل بعدم الاكتفاء بفعاليات المهرجان طوال أسبوعين فقط.. بل سيخلق أفكارا جيدة مثل ورش التدريب المستمرة مثلا.. ويجعل المهرجان عينه على كل ما يحدث فى الوسط المسرحى بشكل حميمى يدفعنا للأمام بشكل أفضل.
أتصور أن أحد أسباب مشكلات المهرجان هو عدم وجود مقر ثابت له يسمح بمتابعة أعماله عن قرب وبلا تشتت للمسئوليات.. فمتى تنتهى هذه المشكلة؟
أول ما ناقشته مع الدكتورة إيناس عبدالدايم هو موضوع المقر الدائم.. وبالفعل نسعى لاختياره حاليا مع البيت الفنى للمسرح لكى نستطيع من خلاله متابعة العمل فى سهولة ويسر.. وخلال الايام المقبلة سيتم الاستقرار على المكان المناسب.
هذا الكلام بدوره يفتح الحوار حول ميزانية المهرجان وتوظيفها؟
د. إيناس عبدالدائم وزير الثقافة وعدت بتقديم كل الدعم لأنها متحمسة جدا لإنجاح المهرجان وأتوقع ان يتم ترجمة ذلك الدعم فى مسألة الميزانية حتى نخرج بدورة لائقة.
أحد أسباب الانتقادات الموجهة للمهرجان هو التغيير المستمر فى لائحته.. وتعدد مسابقاته.. فكيف تنظر لهذا الأمر؟
أجريت لقاءات كثيرة مع مسرحيين ونقاد وصحفيين خلال الفترة السابقة.. سألتهم من خلالها حول اللائحة ورأيهم فيها.. واكتشفت أن هناك إجماعا على أنه كلما كثرت الفروع داخل المهرجان وتعددت الجوائز وتشابهت، فهذا يضعف من قيمة الحدث.. فالوصول لأحسن عرض لا يستدعى تقديم عروض كثيرة جدا لاختيار الأفضل من بينها.. فمن يتأهل للمهرجان هى فى الأساس العروض المميزة الفائزة فى جهاتها.. فلابد أن يكون هناك قدر من الضوابط الفنية للعروض المشاركة فى المهرجان.. فكل جهة إنتاجية ترشح أفضل ما عندها.. أما اللائحة فالأفضل أن تكون هناك مسابقة واحدة.. وهذا رأيى الشخصى وليس رأى اللجنة العليا لأننا لم نجتمع بعد ولم نصل لشكل نهائى.. ولكن تلك وجهة نظرى لحين الاجتماع بأعضاء اللجنة الكرام.. أن تكون مسابقة واحدة تجمع الفنانين الشباب والكبار على خشبة التنافس.. وكانت اللائحة التى تراعى هذا هى لائحة الدورة العاشرة والتى استمرت خلال الدورة الحادية عشرة قبل تغييرها فى الدورة الثانية عشرة.. فهى لائحة متوازنة وتقر بمنح جائزة لأحسن ممثل أول واحسن ممثل صاعد.. واحسن ممثلة أولى واحسن ممثلة صاعدة.. وبالتالى منحت الفرصة للجميع لكى يتنافسوا دون التقليل من شأن أحد.. أما بالنسبة للطفل فهو يستحق مهرجانا بذاته لفنون الطفل بشكل عام ومنها المسرح.. وأنت تعلم جيدا ان مسرح العرائس لا يمثَّل فى المهرجان القومى رغم انه رافد مهم جدا من روافد مسرح الطفل ولا يمكن تجاهله.. ولكنى اذا قدمته فى المهرجان فلابد أن ينافس عروض عرائس مثله.. انما فى مهرجان فنون الطفل بشكل عام تستوعب كل فنون الطفل المسرحية وإلى أن يتحقق ذلك لن نهمل مسرح الطفل فى المهرجان القومى وبالتالى نفكر فى استمرار المسابقة المستقلة لمسرح الطفل بلجنة تحكيم خاصة.. أما بالنسبة للمسرح المستقل فسيخضع للجان المشاهدة كالمعتاد.
تواجه لجان المشاهدة كل عام مشكلة رداءة تصوير العروض المقدمة للمشاركة.. واقترحنا عمل لجان مشاهدة يستمر عملها طوال العام لكى تتمكن من مشاهدة العروض بشكل حى.. فما رأيك؟
هذا ما أسعى لتنفيذه بالضبط.. تلافيا لصعوبة المشاهدة عبر السيديهات وضعف امكانات التصوير لدى الفرق المستقلة.. وهو ضمن خطة استمرار عمل المهرجان طول العام.. وسيتحقق بدقة اذا توافر الهيكل الإدارى الدائم.
يعانى مديرو المسارح كل عام من إقامة المهرجان فى شهر يوليو لأنه يقضى على الموسم الصيفى.. فاقترحوا اقامته فى شهر يونيو.. فما رأيك؟
أتفق جدا مع مديرى المسارح فى هذه النقطة.. فمعاد المهرجان الطبيعى هو العاشر من يونيو أى قبل بدء الموسم الصيفى.. وهى فترة توقف فى المسارح فيمكنك استغلال هذا التوقف فى إقامة المهرجان خلال هذين الأسبوعين كى لا نعطل المسارح.. وأيضا تكون العروض المشاركة فى المهرجان قد انتهت من عرضها فى مسارحها قبل فترة قليلة وبالتالى مازالت حاضرة فى أذهان ممثليها وجمهورها ايضا.. وأنا أدرس هذا ولكن بالطبع لم يكن هذا ليتحقق فى دورة هذا العام حتى لو لم يكن وباء الكورورنا قد تفشى فى العالم لأننى توليت مسئولية المهرجان مؤخرا.. وأتمنى أن ننفذ ذلك بإقامة المهرجان فى اول شهر يونيو بدءا من دورة العام القادم.
رابط دائم: