رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الرحيل الحزين

رحل الضيف الكريم حزينا، وتركنا أشد حزنا.. لقد استقبلناه بلحن حزين - لم نعهده - لأغنية «أهلا رمضان»، وودعناه أشد حزنا بأغنية «لسه بدرى يا شهر الصيام»، فالاحتفال ممنوع والتجمهر محظور، ليس عن عمد، ولكن عن اضطرار، فموائد الرحمن لم تمد في الشوارع، والآذان يقطر حزنا حين ينادي المؤذن: صلوا في بيوتكم، صلوا في رحالكم.

ولم نحظ بالسعي إلي بيوت الله، ونحن نسابق الخطي لنظفر بفرجة في الصف خلف الإمام، محزونون نحن يا رمضان، وهل بعد الحرمان من بيوت الله من حزن أشد، وحتي الطعام لم يكن شهيا، ومدفع الإفطار ليس فتيا.. تناولناه في صمت كصمت السائرين في جنازة، حتي إذا انتهينا فزعنا إلي الصلاة فلا ندري كم ركعة صلينا، و«البيت العتيق» كعبة الله، والحرم النبوي الشريف محظور علينا قربهما كأنما حال ربنا بيننا وبينهما لذنوب ارتكبناها، نجهل عظمها، فمنعنا من شد الرحال إليهما، وحرمنا من أريج عطور المسك الذى يفوح من ستائر الكعبة، وحرمنا من التعلق بها، وبالباب العتيق والتناحر على مس الحجر الأسعد واستلام الركن، وحجر إسماعيل والسعي بين الصفا والمروة، وري الظمأ من زمزم، وصوت الإمام يأمرنا: «استووا، وسدوا الفرج، وحرمنا من الدموع المسكوبة علي خطايانا.. ومقام حبيبنا سيدنا وتاج رءوسنا محمد صلوات ربي وسلامه عليه حرمنا منه، والصاحبان أبي بكر وعمر حرمنا من السلام عليهما.. إننا في عقاب صارم من الله، نالنا جميعا، الصالح قبل الطالح، وإلا قل لي بربك: ما هذا المخلوق الضعيف غريب الاسم قبيح الرسم: «كورونا»؟.. لقد حار فيه العلماء وتعجب منه الجهلاء.. أذل العالم ولا يزال، فالسلام باليد ممنوع والعناق محظور.. فرّق بين المرء وزوجه، والصاحب وخليله، حتي السعي في الجنائز ووداع الراحلين بات محظورا.. نبكيك يا رمضان أم نبكي علي أنفسنا؟.. أنت في سنواتك المقبلة ستروح وتغدو، لكن البعض منا «ذهاب بلا عودة».

حزني عليك يا رمضان لا يوصف كحزن يعقوب علي يوسف

يارب رحماك لا تستبدلنا بمن هم خير منا، وامنحنا أجلا للتوبة حتي نلقاك وأنت راض عنا، فالليل عم ظلامه والفجر تأخر قدومه، والأمل في وجهك الكريم وخيرك العميم، والليل مهما طال ظلامه سينجلي، والفجر مهما تأخر سيأتي صبحه أبلج.

صبرى زهران

المحامى ـ العاشر من رمضان

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق