رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

المعايدات الإلكترونية.. تواصل غير اجتماعى

المعايدات الإلكترونية.. تواصل غير اجتماعى

  • اللواء محمود الرشيدى: ثورة التكنولوجيا والاتصالات أحدثت تغيرا جذريا فى الحياة
  • د.عزة فتحى: الشباب أكثر استخداما للإنترنت..ويجب اتخاذ الإجراءات الاحترازية فى الزيارات
  • د.محمود علم الدين: التهنئة الإلكترونية تفتقد دفء المشاعر..ولكنها آمنة فى الوقت الحالى

 

 

 

فى ظل انتشار فيروس كورونا الذى أجبر الجميع على عدم الزيارات خوفا من نقل العدوي، تلعب وسائل التواصل الاجتماعى مثل «فيس بوك» و«واتس آب» وغيرها من برامج الاتصال دوراً مهماً وكبيراً فى المعايدات والتواصل بين الأفراد، ورغم افتقاره للحميمية فإنه بات الوسيلة الآمنة والأسرع والأسهل فى التواصل بين الأشخاص خاصة فى ظل تطوره اليومى لمواكبة متغيرات العصر.

فى البداية يؤكد اللواء محمود الرشيدى مساعد وزير الداخلية للمعلومات الأسبق أنه يجب الاعتراف بأن ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات منذ انطلاقها فى الربع الأخير من القرن الماضى أحدثت تغيراً جذرياً فى مختلف مناحى حياتنا المعاصرة، وأصبح هناك اعتماد شبه كامل على المستوى الفردى فى قضاء حاجاتهم ووظائفهم حتى الدول أصبحت تعتمد على الاستخدامات التكنولوجية المتطورة فى تكنولوجيا المعلومات والاتصال وشبكة الإنترنت والسوشيال ميديا تعتمد عليها فى تلبية احتياجاتها للمواطنين وقضاء حاجاتهم الخاصة، بالتالى يجب ان نعترف بهذا التغيير الجوهرى الذى حدث فى حياتنا المعاصرة وأصبح التحول الرقمى هدفا منشودا لكل دول العالم الذى أصبح قرية تكنولوجية واحدة.

ويضيف الرشيدى أن جائحة كورونا أظهرت الاهمية القصوى للاعتماد على شبكة الانترنت والسوشيال ميديا واتجهت معظم دول العالم لاستخدامها من خلال تكليف الموظفين والمواطنين والمدارس وكل جهات أجهزة الدول بالقيام بأداء مهامها من المنزل، بالتالى فعملية استخدام المواطنين شبكة الانترنت والسوشيال ميديا فى تقديم التهانى بالمناسبات الخاصة سواء كانت معايدات أو عزاء أو نجاحا فهو تطور طبيعى يواكب لثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ويحقق الكثير من الفوائد الايجابية لكل من الطرفين.

ويؤكد أن هناك اعتمادا كاملا على الميديا نتيجة إجراءات التباعد الإجبارية، ويرى أن الأخطر فى العلاقات أنها أصبحت ليست بالقوة والمتانة التى تربينا عليها ومن اخطر ما يمكن استخدامه فى تلك هذه المعايدات هى الهكرز واستغلال أصحاب النفوس الضعيفة أو مرتكبى الجريمة التكنولوجية والمستحدثة والمواكبة لثورة تكنولوجيا المعلومات قام الهكرز والمحتالون فى اختراق خصوصية الغير وانتهاك حرمتهم، محذراً المواطنين من عدم استقبال معايدات من أشخاص لا نعرفهم ولسنا على اتصال بهم من قبل إلا بعد التأكد من شخصية المتحدث.

وفى المقابل يرى اللواء محمود الرشيدى أنه يجب ترشيد استخدام الإنترنت، لان التعليم أصبح يتم عن بعد والدولة نفسها تستخدمه وبعد غلق المدارس يحتاج الطلاب إلى الإنترنت أكثر والجامعات لديها محاضرات إلكترونية فيجب إعطاء فرصة لأولادنا ان يستخدموه وينصح بعدم تعطيله فى مراسلات ضارة.

ووفقا للدكتور محمود علم الدين أستاذ الإعلام والمتحدث باسم جامعة القاهرة فإن المعايدات عبر وسائل التواصل الاجتماعى هى معايدات باردة تفتقد للحميمية والروح والحياة والانسانية الموجودة باللقاء المباشر ولكن يمكن تعويضها بالاتصال الهاتفى الذى يعد اقلا فى جفاف وبرود المشاعر.

ويتوقع ان الفترة المقبلة ستسود المعايدات عبر وسائل التواصل المختلفة فى ظل وجود الفيروس او اختفائه لان يوجد بها ميزة رغم عيوبها وهى اتاحة فرصة الوصول لعدد كبير من الناس وانت فى مكانك وبنفس الوقت وهو شيء لا يمكن ان يقوم به الانسان بمفرده حتى لو الظروف طبيعية، وأتوقع أنه بعد سنوات ستظل هى وسيلة التهنئة والمواساة، خاصة أن الدرس الايجابى الأول لفيروس كورونا هو فكرة العمل من بُعد والتواصل من بُعد.

أما الدكتورة عزة فتحى أستاذ مناهج علم الاجتماع بجامعة عين شمس فتقول إنه فى ظل أزمة كورونا أصبح المواطنون يشتاقون لبعضهم البعض ولزياراتهم المنزلية التى يسودها الدفء، وفى المقابل ستظل السمة السائدة فى المعايدة تتم من خلال شبكة الانترنت خاصة لمن تستحيل ظروفه الالتقاء بأصدقائه أو عائلته، على الرغم من أنه من الداخل دائما لديه حنين للعائلة، فالإنسان بطبعه كائن اجتماعى لا يستطيع العيش دون اجتماع او عائلة أو أصدقاء.

وتؤكد ان الشباب المتهمين بأنهم الأكثر التصاقا على الإنترنت هم أكثر تواصل مع بعضهم البعض وأكثر حميمية واجتماعية وأكثر حرصا على المقابلة اليومية، بداية من سن المراهقة 14 عاما، وهم حريصون على عدم لقاء بعضهم البعض بالشارع بعد غلق النوادى والكافيهات وتتم لقاءاتهم بشكل إلكترونى فهم يحتاجون إلى الدعم النفسى ولا يستطيعون التعايش بعيداً عن الأصدقاء، أما البالغون فيخشون على أنفسهم فلا ينزلون إلى الشارع إلا فى الضرورة، وهناك من يخشى زيارة والدته حرصا منه ان يكون ناقلا للعدوى فيضرها، مشيرة إلى أنه في الزيارات إذا كان لابد منها فيجب أن تتم مع اتخاذ كامل للإجراءات الاحترازية دون المصافحة أو الأحضان مع ارتداء الكمامات وترك المسافات المناسبة بين الأفراد.

أما الدكتور إبراهيم مجدى اخصائى الطب النفسى والمخ والأعصاب فيؤكد ان المواطنين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعى فى المعايدات وإرسال الرسائل الصوتية لجميع الأشخاص المسجلين على الهاتف ويكون بينهم من لا تربطه بهم صداقة قوية فتجد الهاتف مليئا برسائل من تعرفهم ومن لا تربطك بهم صداقة قوية، مشيراً إلى أن الاتجاه إلى التباعد الإلكترونى والتعليم عن بُعد وممارسة الطب عن بُعد من خلال قيام المريض بارسال صور الإشاعات والتحاليل عن طريق برامج التواصل كان موجوداً قبل انتشار الكورونا، وكانت هناك خطة لذلك ولكن الكورونا استبقت الأحداث وسرعت من وتيرة العمل.

ويوضح شريف عبد الباقى رئيس الاتحاد المصرى للالعاب الالكترونية ورئيس شعبة الصحفيين للاتصالات الأسبق، أن الإحصائيات تؤكد آن أعداد مستخدمي الفيس بوك فى مصر بلغ 40 مليون مستخدم، ويؤكد ان الترفيه يتم الكترونيا بدل من الذهاب الى المتنزهات والملاهى وأصبح يتم من خلال شبكة الانترنت، مضيفاً أن المعايدات الالكترونية مثلها مثل اى شيء تم التحول فيه كالأعمال والتجارة والحكومة الالكترونية فحياتنا كلها أصبحت متحولة رقميا، والمعايدات الالكترونية عبر برامج التواصل المختلفة هى البديل الكارت الورقى القديم او حتى الاتصال الصوتي.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق