رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الوصايا العشر

شنت إسرائيل هجوما علي مسلسل (النهاية) الذي تفترض أحداثه فناء إسرائيل بعد مائة عام إثر حرب يشنها العرب باسم حرب تحرير القدس، ويأتي ذلك في الوقت الذي شرع فيه الكيان الصهيوني في ابتلاع باقي الضفة الغربية ضمن اتفاق حزبي الليكود وأزرق أبيض علي تناوب السلطة وتوالي قصف مواقع في سوريا، وكان الأجدر بوزارة الخارجية وجهاز المخابرات في إسرائيل عقد اجتماع مشترك لدراسة ما يمكن أن يستشف من هذا المسلسل!.. هل هو مجرد مسلسل «اكشن» أم تعبير صادق عما يجيش في نفس كل عربي ويتمناه من صميم قلبه! وهنا يقفز سؤال: هل تخفي جميع إجهزة إسرائيل عن شعبها حقيقة أنه محاط ببحر من الكراهية والبغض الذي لا ينصب علي الشعب اليهودي ولكنه موجه إلي الكيان الصهيوني الذي لا يهمه حماية الشعب وتوفير الأمن، والسلام وأن يعيش في دولة ترتبط بعلاقات ود وتعاون مع جيرانها ويمتثل لقرارات الأمم المتحدة.

لقد أصدرت إسرائيل قانون يهودية الدولة لتصبح بمقتضاه دولة عنصرية دينية فمن يعيش داخلها ولا يدين بالديانة اليهودية حتي ولو كان من الفلسطينيين أصحاب الأرض الأصليين سواء كان مسلما أو مسيحيا يعتبر مواطنا من الدرجة الثانية وليست له نفس حقوق اليهود.. والسؤال: أليس مقتضي يهودية الدولة أن يتم تفعيل والعمل بما تحض عليه هذه الديانة والألواح التي حملها النبي موسي؟.. ثم هل انصاعوا لنواهي الوصايا العشر خاصة الوصية الخامسة: لا تقتل والسابعة: لا تسرق والعاشرة: لا تشتهي مقتنيات غيرك، فكم يوم يمر دون أن يرتكبوا جرائم القتل في غزة والضفة وسوريا ولبنان! كم يوم يمر دون ن يسرقوا بيوتا أو أراضي للفلسطينيين! كم يوم يمر دون ان يشتهوا مقتنيات لفلسطينيين وعرب ويستولوا عليها؟.. هل من المتصور بعد ذلك ان يهيم المواطن العربي عشقا ويتمني الدوام وطول البقاء لقاتلي ومغتصبي أرضه ومشردي أهله.؟!

إنني أقول لهؤلاء لقد أعطاكم قرار التقسيم نصيبا في فلسطين أكثر مما أعطي للفلسطينيين فهل اقتنعتم أم اندفعتم وتوغلتم فيما لم يخصص لكم! وانطلقتم في العالم العربي تعيثون فسادا وخرابا.. ألم تكونوا مخلب قط والعنصر الأساسي في العدوان الثلاثي علي مصر! ألم تدمروا المفاعل العراقي، ألم تهاجموا ثلاث دول عربية عام 1967 واغتصبتم أراضيها ومازلتم تحتلون هضبة الجولان والقدس العربية وأغلب الضفة الغربية! أليس محفورا علي جدران الكنيست أن دولة إسرائيل من النيل إلي الفرات! ولكي تستوعبوا وتقتنعوا أن الكراهية والبغض ليسا موجهين للشعب اليهودي وانما للتوحش والجموح الصهيوني هل لكم أن تحاولوا استخدام الة الزمن المتخيلة لتنقلكم عشرات السنين بل مئات السنين لتروا كيف كان يعيش اجدادكم بيننا في العالم العربي كجيران وأصدقاء، ومواطنين عرب لهم نفس الحقوق والواجبات.. لهم معابدهم ومدارسهم ومستشفياتهم وكانوا أغني الأغنياء بل ومنهم وزراء ومسئولون كبار.. فماذا حدث ولماذا تغيرت الأحوال وانقلبت المشاعر! عودوا بآلة الزمن إلي مؤامرات الحركة الصهيونية ووعد بلفور وتدفق المهاجرين علي فلسطين وقرار التقسيم والمذابح الجماعية والاجتياح المستمر.. فهل يمكن بديلا عن الاعتراض والاستنكار علي مثل مسلسل النهاية أن يأتي يوم تفكرون فيه أن تحولوا بحر الكراهية إلي واحة ود وتعاون وأمن وسلام ورخاء يفيض علي الجميع، والطريق إلي ذلك ليس هناك أيسر منه وهو: العودة إلي «الوصايا العشر» وإلي قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن وإلي قرار التقسيم للحكم بشرع الله وشريعة القانون لا شريعة الغاب، والا سيأتي يوم تكتشفون فيه أن الوقت قد فات للتصدي لحمم مستعرة تنطلق من فوهة بركان الغضب ورد الكرامة وتكتسح في طريقها كل غاصب للحقوق المسلوبة بعد أن ظلت تغلي وتتفاعل داخل البركان وأنتم في غفلة عنها.

لواء ــ محمد مطر عبدالخالق

مدير أمن شمال سيناء سابقا

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق