رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

اشتباكات "2"..
الدين والعلم

هــبة عبدالسـتار

فرض فيروس كورونا المستجد نفسه على أجندة مراكز العلم والأديان الكبرى بالعالم، وعندما تناولنا الأسبوع الماضى الاشتباك بين الطب والدين كان هذا جزءا من اشتباك أكبر بين العلم والدين، والذى بدوره يأتى كحلقة ضمن اشتباكات فكرية آخرى عادت لدائرة الضوء فى ظل الظروف الحالية. كان التوجه الدينى سمة أساسية فى التعاطى مع الأزمة منذ بدايتها عبر الدعوات للتجمع من أجل الصلاة واعتماد الدعاء كأسلوب أوحد لمواجهة البلاء، برغم التحذيرات الطبية من خطورة التجمعات لمنع تفشى العدوى وضرورة غلق دور العبادة إلا أن الأمر لم يسلم من مزايدات ومخالفات لتلك القرارات من قبل المتشددين بمختلف الأديان رغم أن الجائحة ضربت المراكز الدينية العالمية مثل السعودية والفاتيكان. فى المقابل اختزل بعض المفكرين والعلماء الأديان فى أفعال هؤلاء المتشددين فهاجموا الأديان وكتبها المقدسة وعلمائها، متهمين الأديان، وخاصة الإسلام، بالتخلف والجهل، فأشعلت الجائحة الجدل من جديد بين الدين والعلم.

إن العلاقة بين الدين والعلم ليست صراعية فى الأصل لكن الخلاف بين المنتمين للجانبين حول ملكية سلطة المعرفة والتوجيه هو ما يؤجج تلك الجدلية التاريخية التى يعاد استحضارها فى الأزمات، بينما يتجاهل المستفيدون من تأجيج هذا الصراع أن هناك عدوا آخر مشتركا هو الأولى بتوحيد الجهود لمواجهته وهزيمته. وهو ما بات يفرض تساؤلات ملحة حول هذا الصراع، هل هو حقيقى أم مفتعل لأغراض إيديولوجية وسياسية؟ وإذا كان مفتعلا فكيف ترسخ تاريخيا بالمركزية الفكرية والوعى الشعبى ؟ ولماذا يعاد استحضاره وتوظيفه فى كل أزمة بنجاح رغم إدراك الكثيرين أنه مفتعل؟. فى هذا الملف نتتبع كيف تشكلت أطروحة الصراع بين الدين والعلم وسبب ترسخها وعوامل استمراريتها.

ونستكشف كيف يرى كل من العلماء والمتدينين الآخر، وما هى الصور النمطية التى تشكل اتجاهات ورؤية كل منهما للآخر وتتحكم فى تغذية وإنجاح توظيف هذا الصراع. ونبحث هل كانت أسبقية المعرفة العلمية على السلطة الدينية هى سبب ازدهار الحضارة الإسلامية فى عصرها الذهبي، ولماذا تراجع المسلمون وأصبح الإسلام يوصم من قبل البعض بأنه ضد العلم .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق