رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

المأزق الحياتى لـ «كورونا»

بريد;

لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية عام 1940 تقريبا يتوحد العالم بأسره فى معايشة محنة انتشار وباء «كوفيد 19» أو فيروس «كورونا» المستجد فلا صوت يعلو فوق صوت الوباء والبلاء والغلاء وسيئ الأسقام وتتوحد دول وشعوب الكرة الأرضية فى البحث عن علاج أو مصل للخلاص من هذا الداء اللعين وتختفى صراعات التهديد بالحروب والسيطرة على مقدرات الشعوب الفقيرة العاجزة بواسطة الدول الغنية المسيطرة، وفى زحام هذه «المحنة» يعلو صوت «الإنسانية» ويرتفع شعار قيمة الحياة للكائنات تحت راية «الإنسان أولاً» الذى هو صنع الخالق سبحانه فلقد كرّمه وصوره فى أحسن صورة وهنا يعلو صوته من أجل إعمار الأرض وإعلاء قيم الخير والحب والجمال. ووسط زخم التحديات وكثرة الإفتاءات والتسابق فى اتجاه تجنب المزيد من حصد الأرواح بواسطة هذا الوباء اللعين الذى ينتشر كالنار فى الهشيم تتجه البصلة نحو ضرورة الوحدة البشرية للخروج من هذا المأزق الحياتى اللعين.

وهناك بلا شك حالة من الخوف والقلق والترقب والهلع من تفشى الوباء وعدم القدرة على السيطرة عليه، وهذا القلق رد فعل دفاعى طبيعى عند كل البشر على اختلاف أجناسهم وعقائدهم وأعمارهم ومستوياتهم المادية والاجتماعية، ومع حالة القلق والخوف يظهر الحذر وينبغى الحرص على اتباع كل وسائل الوقاية والإرشادات التى يعلن عنها كل وقت وحين فى وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة مع كثرة الدعاء والتقرب إلى الله سبحانه والتخلص من روح الأنانية والعدوان وصراعات المال والجشع وحكم القوى على الضعيف فالجميع فى مركب واحد لن ننجو منها سوى بقدرة الله ولطفه بعباده.

وبما أن الحرص والحذر والأخذ بالأسباب مطلوبة وأساسية للتخلص من هذا الوباء فإن الإفراط فيه قد يؤدى إلى اضطرابات نفسية من أمراض الوسواس القهرى وأعراض الأوجاع الجسمية والنفسية بلا أسباب عضوية واضحة أو قد يؤدى إلى حالات من الانعزال الاجتماعى والانطواء والخوف من الآخرين، وهنا نوضح أن التباعد الاجتماعى بمسافات معتدلة مطلوب ولكن العزلة والانكماش والتقوقع على الذات قد يؤدى إلى مشكلات ومضاعفات نفسية، وأن التكاتف والتلاحم المجتمعى للتصدى للوباء مطلوب أيضا، وقد تختلف ردود أفعال البشر نحو تجنب العدوى حسب طبيعة وشخصية كل فرد فالاعتدال واجب ولكن بلا تفريط أو إفراط. ونشير فى هذا الصدد إلى أن الانخراط فى العمل ودفع عجلة الإنتاج مع اتباع أساليب الحماية والوقاية أمر ضرورى إلى أن يكشف الله الغمة وتعود الحياة إلى طبيعتها بسلام.

 

د. يسرى عبد المحسن

أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق