رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

بريد السبت يكتبه: أحمد البرى..
أولاد الذوات

شهد القرن الماضى نهضة ثقافية تموج بالحراك والتفاعل فى كنف رواد الفكر والفن وكان الإنتاج الأدبى هو الشغف الرئيسى لمختلف النخب الثقافية فى نسيج المجتمع المصرى.. أما السينما فكانت الأقدم والأعرق بمنطقة الشرق الأوسط والعالم على حد سواء، وتعد من أهم عناصر الحركة الفنية التى تناقش قضايا المجتمع وترصد أحداثه التاريخية سواء بالأفلام الروائية أو الوثائقية، وكان فيلم «زينب» عام1930 هو أهم تجربة لها فى المرحلة الصامتة للمبدع محمد كريم، الذى أخرج أيضا أول فيلم عربى ناطق «أولاد الذوات» عام 1932 تأكيدا لنجاح هذه الصناعة الوليدة إلى أن جاء اعتراف الدولة بالسينما كصناعة عام1947 بالتزامن مع إنشاء غرفة صناعة السينما تدشينا لبدء العصر الذهبى لها، لتشكل جزءا حيويا فى الحياة الاجتماعية والاقتصادية مما أدى إلى القول إنها ثانى أهم صناعة فى مصر بعد القطن آنذاك.

إن أى عمل سينمائى جيد لا يمكن بناؤه بدون تمييز عناصره المحورية من سيناريو وإخراج وموسيقى تصويرية، فالنص الأدبى مصاغ على محاور عدة تتسم بالعمق القصصى لأحداث مترابطة ومتزامنة من خلال حوار هادف وبناء سردى محكم يضيف للسياق الدرامى بريقا وتشويقا، فيجنبه الرتابة والملل، أما تحويل النص إلى صورة مرئية فيكون من خلال رؤية المخرج الخاصة والاستعانة بالتقنيات الحديثة لعناصر الإبهار فى كادرات بارعة غير نمطية وسريعة الوتيرة، إلى جانب الاهتمام بالمشاهد الخارجية التى تضفى ثراء وجاذبية، ثم تأتى الموسيقى التصويرية لتشكل بعدا آخر يخاطب الوجدان فتعمق مشاعر المشاهدة لنرى بعين الخيال أجواء وروح الرواية المرتبطة بالمقطوعة الموسيقية كرائعة أندريه رايدر بأحد أهم أعمال السينما المصرية «دعاء الكروان»

لا شك أن الحراك الفنى من أهم مصادر القوى الناعمة التى ترسم الوجه الحضارى للدولة فى الخارج وتسهم فى تواصل الشعوب وتقاربها وبالتالى تكون مهمة تطوير ونهضة هذا المجال توجها قوميا قابلا للتمويل والدعم من جانب المؤسسات الثقافية الوطنية التى تمثل السياج المنيع للفن الأصيل، ويأتى ذلك من خلال آلية مجردة الأهواء لتسليط الضوء على الموهوبين الذين يمتلكون المنظور الفريد والشغف الإبداعى من أدب روائى، وتلحين وتأليف موسيقى وخلافه لما للفن من تأثير مباشر على سلوك ووعى الأفراد وعلاقة تكاملية وثيقة مع ارتقاء المجتمع وازدهاره فى محاولة لملء المنابر الشاغرة لعمالقة المبدعين حتى إشعار آخر.

م. محمد الحناوى

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق