مهداة إلى روح الشيخ النقشبندىّ
مِنَ المِئْذَنَةِ القُصْوَي/ قَبْلَ صلاةِ الفجرِ
تَهادَى فى الآفاقِ / الشيخُ المُبْتَهِلُ المِصْرِيُّ
يُصَدِّحُ فَرَحًا بَتَّالاً / يَستقبِلُ شهرَ الصَّوْمِ يُهَلِّلُ:
يا رَمضَانُ.. ويا رَمضَانُ.. ويا
رَمَضَانُ، ويَستَغرِقُ فى حَفلِ الشِّوقِ
ويَستَغرِقُ يَستَغرِقُ حتَّى يَغرَقُ
فى الإيقاعِ وشَبَّ العِشْقُ
يُغالِبُ فى الآفاقِ شَبَابَ الشَّوقِ
عِناقًا فوقَ عِناقٍ حُبَّا/ فوقَ الحُبِّ جَلالاً فوقَ
جَلالِ اللَّحظَةِ فوقَ/ جَلالِ الحَالِ المُتَفَوِّفَةِ
على الأَحوالِ فَلمَّا زَالَ فَلَمَّا زَالَ
الشيخُ المُبْتَهِلُ المِصرِيُّ
الغِرِّيدُ البَتَّالُ مِنَ المِئذَنَةِ القُصْوَي
يتَصَاعَدُ يَصْعَّدُ يَصْعَدُ إِذْ يتَهَجَّدُ
بَينَ دَوَائِرَ تُمْسِكُ بِالأَكوانِ
فيَخْشَعُ إِن مِن شَيءٍ إلا يَخْشَعُ
وأَنا مِنهُمْ فِيما إِن مِن شَيءٍ
إِلا يَسْبَحُ فى السَّبَحُوتِ ُنُسَبِّحُك
يا اللهَ اللهَ اللهَ..
وإِن مِن شَيءٍ إِلا يَصْدَعُ
لا يَتَصَدَّعُ، كُلٌّ يَصْدَحُ،
والقلبُ الخفَّاقُ على وَهَجِ الأَشواقِ
يُهَجِّدُ مَشْبُوبًا بِبَرُودِ النَّارِ ونارِ النُّورِ
ليشْرَبَ مِن دَالِ التَّنُّورِ
فَفَارَ على الدَّيْجُورِ فَفَرَّ اللَّيلُ
يُلاحِقُنِى بالنَّشْوَةِ.. يتوضَّأُ..
مِن غَدَقٍ يَتَفَجَّرُ ثَمَّةَ
صَوْبَ سَوَاءِ النُّونِ الأَعظَمِ:
يا اللهَ اللهَ اللهَ..
وسُبْحانَ القَيُّومِ / على السُّلْسُولِ الأَعذَبِ:
ما هذا؟!
هَا اللهَ اللهَ..
ونَزَّل ما يتَنَزَّلُ فى الأَعماقِ
نَدِيفًا نُورَانِيًّا فى النَّغَمَاتِ،
ويَكْتَمِلُ الإيقَاعُ بِأَنِّي
أَتَمَاهَى فى الشيخِ وبِي
يَتَمَاهَى، وكِلانا فى الحَضْرَةِ،
أَهتِفُ وأَنَا ذا أَنسَابُ
على رَوَعَاتِ الأُنشُودَةِ:
يَا مِصْرِيُّ.. هَيَا مِصْرِيُّ ارْقُصْ وتَغَنَّ..
تَغَنَّ فَذلِكَ أَغْنَى ذلِكَ
ما أَتَمَنَى، ارْقُصْ وتَبَتَّلْ
كَيفَ تَشَاءُ فَإنَّكَ كَيفَ تَشَاءُ
وأَنَّى لَكَ فَتَمَنَّى..
لَكَ فَتَمَنَّى مِن مَوْلاكَ ولِى،
ولِذلِكَ خَلَقَ الخَلْقَ ونادَانَا،
ففَرَغْتُ بِذكْرِكَ يا مَوْلايَ
هَيَا مَوْلايَ، وكُلٌّ فَرَغَ نَجِيًّا،
فى سُبُحَاتِ اللَّيْلِ وما يَغْشَى،
والصُّبْحِ إذا جَلاهُ،
وفَجْرِ لَيالِى العَشْرِ كهذِى الليلَةِ
يا شَيخِى البَتَّالُ فَزِدْنِى زِدْنِى..
إِنَّ كَأَنَّ اللَّيلَةَ قَدْرُكَ أَو هِيَ
قَدْرِى نَزِّلنِى إِن شِئْتَ لِمَا
يتَنَزَّلُ فِيهَا، أَو فَتَصَاعَدْ أَصْعَدْ
مَعَكَ ولا أَسْأَلُكَ ولا أَعْصِيكَ
وَرَاءَكَ بَعْدَكَ لا أَتَقَدَّمُ قَدْرَكَ
أَبَدًا يا سَبَّاقُ أَيَا سَبَّاقُ..
على الأَطْواقِ على الأَطْواقِ
إلى الأَطباقِ إلى الأَطباقِ لِمَا
نَتَدَلَّى حَارَ العقلُ بِحَفْلِ المَلإِ
ولَمْ نَكُ نَدْرِى مَا نَدرِيهِ فَكَلاَّ؛
إِنَّكَ إِنَّكَ لا فَكَأَنَّكَ، كَلاَّ،
وأَنَا إِنِّى لا فَكأَنِّى دُونَكَ ظِلاًّ!!
إِلاَّ أَنَّ جَلالاً مَا يتَجَلَّي
وبدَا فِيما يَبدُو أَنِّى أَتَأَهَّلُ
لِلمَلإِ الأَعْلَى بِكَ، وتَبَدَّي
ما سَيُصَدَّقُ ظَنِّي
بِالحُسْنَى وأُصَدِّقُ ظَنَّ الحُسْنَى،
أُدْرِكُ أَو لا أُدْرِكُ، مَا سِيَّانَ
بِما يُدْرِيكَ ولا يدْرِيكَ!!
على أَنِّى أَتَمَايَلُ..
فى النَّغَمِ القُدُسِيِّ، أَنا أتَمَايَلُ،
مِن يُسْرَايَ إِلى يُمْنَايَ
ومِن يُمْنايَ إِلى يُسْرَايَ
ومِن أَدْنَاى لأَعْلَى،
والبِنَدَوْلُ الرَّبَّانِيُّ يَهُزُّ سَمَايَ
ويَحمِلُ أَرضِى، وجِبِالاتُ الكوْنِ
كَأَنَّ سَحَابًا يَسْبَحُ..
فى الإيقَاعِ الأَحْنَي؛
أَهْتِفُ: يا مِصْرِيُّ تَجَلَّ
تَجَلَّ فَإِنِّى بِكَ أَتَجَلَّى..
إِنِّى بِكَ أَتَجَلَّى..
رابط دائم: