رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فى سويسرا .. حتى التماثيل تتصدى لـ «كوفيد ـ 19»

جنيف ــ د.آمال عويضة

تشتهر مدن سويسرا المختلفة بسيطرة تماثيل الأشخاص والقطع الفنية على ميادينها وشوارعها ومتنزهاتها، بحيث لا يخلو شارع أو ركن من تمثال أو أكثر، ويرجع انتشار التماثيل لأهداف عدة من أهمها التجميل، واستعراض القطع الفنية الضخمة التى تنتمى لتيارات ومدارس مختلفة، أو بغرض التكريم لشخصيات تاريخية أو مبدعين تركوا بصماتهم فى مجالات شتى، كما هو الحال فى مدينة مونترو المعروفة بلقب قِبلة الأثرياء مع فريد ميركورى مطرب فرقة كوين الموسيقية.

وفى مدينة فايفى مع السينمائى الساخر شارلى شابلن الذى اختارها مقرا له فى سنوات ما قبل الرحيل، وغيرهم من رجال السياسة والفن والأدب.

وإلى جانب الأهداف السابق ذكرها، شاركت تلك التماثيل جميعا فى الأسابيع الماضية، وبصورة شبه متفق عليها فى سويسرا والعالم بأسره كمنصات إعلانية لحث المواطنين على البقاء فى المنزل فى مواجهة انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد، الذى دفع العالم لفرض حظر التجوال، وانضمت التماثيل فى كل المقاطعات السويسرية إلى الركب وشاركت السكان بوضع الكمامات الطبية مع أوراق تحمل عبارة «ابق فى المنزل» باللغات الرسمية فى سويسرا، وهى الألمانية والفرنسية والإيطالية، إلى جانب الإنجليزية التى سيطرت على مدن ذات شهرة دولية مثل جنيف التى تشتهر بتخليد تاريخها عبر منحوتات احتلت متنزهاتها الشهيرة منذ بداية القرن العشرين لرجال تيار الإصلاح البروتستانتي، الذى انطلق منها إلى العالم أمثال جان كالفن، جيوم فاريل، تيودور دى بيز وجون نوكس الذين تم لصق الكمامات على وجوههم أيضًا، إلى جانب وضعها على تماثيل المدينة، ومن بينها الشخصية الكارتونية الشهيرة تيتوف وكذلك تمثالا «أبى الهول» أمام محطة قطار المدينة الرئيسية للنحات فرانسوا لامبرت 1855-، وتعود ملكيتهما لفندق روسى تم هدمه قبل عقود.

 وتحتضن مقاطعة جنيف عشرات الآلاف من الموظفين الدوليين من العاملين فى عشرات الهيئات والمؤسسات الدولية التى اتخذتها مقرا، ولذا تبدو حريصة فيما يتعلق بالتماثيل التى يتم وضعها فى شوارعها، وتلجأ فى بعض الأحيان للاستفتاء حول بقاء تمثال من عدمه، فضلًا عن رفضها إقامة أى تماثيل لأشخاص على قيد الحياة أو إطلاق أسمائهم على الشوارع إلا بعد وفاتهم بعشرة أعوام على الأقل. ولذا تضم شوارعها تماثيل الأشخاص أصحاب البصمة الاستثنائية فى تاريخ العالم أو سويسرا على وجه الخصوص، ومن بينهم صناع السلام فى العالم أمثال مانديلا وغاندى، إلى جانب عدة نصب تذكارية لضحايا الألغام والبوسنة والأرمن وغيرهم، التى تقع فى النطاق الجغرافى للمنطقة المحيطة بمكاتب الأمم المتحدة التى استمر العمل بها طيلة الأسابيع الماضية افتراضيًا عبر الإنترنت فى ظل الحظر الكامل ودعوات البقاء فى المنزل.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق