ضجة فى إيطاليا أثارتها عودة عاملة الإغاثة الإيطالية سيلفيا رومانو سالمة إلى أرض الوطن، بعد أن اختطفها مسلحون فى كينيا لمدة 18 شهرا، فقد أظهرت اللقطات الأولى لسيلفيا فور وصولها على متن طائرة خاصة إلى مطار تشيامبينو العسكرى فى العاصمة روما، عودتها مرتدية الحجاب، وقد تحولت للدين الإسلامى بكامل حريتها، حسبما أكدت، وغيرت اسمها إلى عائشة.
ورغم حفاوة الاستقبال التى وجدتها سيلفيا(25عاما) لدى عودتها، حيث كان فى استقبالها إلى جانب أفراد أسرتها رئيس الوزراء جوزيبى كونتى ووزير الخارجية لويجى دى مايو، فقد شنت التيارات اليمينية حملة انتقادات شديدة ضد رومانو بسبب تحولها للدين الإسلامى، فقداعتبر فيتوريو فيلترى مدير صحيفة «ليبرو» اليمينية أن الأموال التى دفعتها الحكومة الإيطالية لتحرير رومانو قد ذهبت «لأصدقائها» الإرهابيين. واتهمت الصحافة الإيطالية تركيا بتوجيه الفدية الإيطالية للإرهابيين. وترفض الحكومة الإيطالية الإدلاء بتفاصيل حول عملية تحرير رومانو، بينما أكد متحدث باسم حركة الشباب الصومالية لصحيفة «لاربوبليكا» الإيطالية أنهم تلقوا فدية وأنها ستستخدم فى «عملياتهم القتالية».
من جانبه، قال ماتيو سالفينى زعيم حزب رابطة الشمال اليمينى المتطرف إنه كان من الأفضل عدم زيادة الاهتمام الإعلامى بعودة سيلفيا إلى هذا الحد، حتى لا يظهر أن الخاطفين قد أخذوا الأموال فقط، بل إنهم أيضا فازوا بدعاية إعلامية.
وانتقد حزب «إخوة إيطاليا» اليمينى المتطرف دور الوساطة الذى لعبته تركيا. وقال كارلو فيدانزا القيادى بحزب «إخوة إيطاليا» إن هناك الكثير من الغموض أولا من حيث إرسال سيلفيا للعمل فى منطقة دون أدنى حماية، وحتى اضطرار إيطاليا لدفع الفدية واعتمادها فى هذا الصدد كليا على تركيا. وطالب الحكومة بالكشف عما إذا كانت العلاقات مع تركيا ستشهد أى تغيير بعد الإفراج عن سيلفيا. وأعربت جيورجيا ميلونى النائبة البرلمانية ورئيسة الحزب عن أملها فى أن تتعقب حكومة بلادها الخاطفين. بينما كتب ماسيمو جورجيتى النائب عن الحزب بالمجلس المحلى لإقليم «فينيتو»، على صفحته بموقع «فيسبوك» أنه «ليس سعيدا بإطلاق سراح رومانو، فقد زاد عدد المسلمين بواحدة وخسرنا 4 ملايين يورو (فى إشارة إلى الفدية)، لكنه ما لبث أن أزال هذا التعليق من صفحته، خوفا من الهجوم، حيث اعتبر جراتسيانو أتسالين بالحزب الديمقراطى ما كتبه جورجيتى «مثيرا للقئ».
وشهدت وسائل التواصل الاجتماعى رسائل إساءة وكراهية وهجوما أكثر ضراوة ضد «عائشة»، وصل إلى حد التهديد بالقتل ما اضطر سلطات مدينة ميلانو - حيث تقيم - إلى فتح تحقيق حول هذه التجاوزات، وما تنطوى عليه من تهديدات لـ«عائشة»، فضلا عن بحث اتخاذ الإجراءات اللازمة لحمايتها. ووضعت الشرطة محل سكنها تحت المراقبة تحسبا لوقوع أى اعتداء ضدها، خاصة أن «عائشة» ستظل فى عزلة صحية لمدة 14 يوما بالمنزل حسب الإجراءات المتبعة لمواجهة تفشى كورونا. وقد أثارت عودة رومانو فضول العديد من المواطنين ومراسلى وسائل الإعلام الذين تحدوا إجراءات الحظر وتجمهروا أمام محل سكنها احتفاء بعودتها.
وكان قد تم تحرير عائشة إثر جهود بذلتها بلادها بالتعاون مع أجهزة الأمن التركية والحكومة الصومالية، حيث إن الخاطفين الذين تربطهم صلة بحركة الشباب الصومالية قد نقلوا رومانو من جنوب شرق كينيا إلى الصومال، وقد تم إطلاق سراحها قبل أيام على بعد 30 كم من العاصمة الصومالية مقديشيو. من جانبها، أكدت سيلفيا، التى كانت تعمل تبعا لمنظمة خيرية إيطالية فى دور أيتام بكينيا، أن الخاطفين لم يسيئوا معاملتها ولم يجبروها على اعتناق الإسلام الذى تحولت إليه فى منتصف مدة الاحتجاز. وأوضحت - فى شهادتها أمام سلطات بلادها حول ما تعرضت له - أنها طلبت من خاطفيها كتابا لتقرأه، فأعطوها نسخة من القرآن مترجمة إلى الإنجليزية. وتقول إنهم علموها القليل من اللغة العربية وشرحوا لها الدين الإسلامى وثقافتهم. وأضافت عائشة أن عملية تحولها كانت بطيئة، وقد بدأت القراءة بدافع الفضول وما لبث أن أصبح الأمر طبيعيا.
رابط دائم: