رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

ميلانيا ترامب .. الصرامة فى مواجهة «كورونا»

مها صلاح الدين

يبدو أن الأوان قد آن لتصحيح مفهوم تلك المقولة الفرنسية التاريخية «فتش عن المرأة»، التى تتردد منذ أواخر القرن الـ 19 بهدف الإساءة للنساء باعتبارهن أصل كل الشرور والابتلاءات، إذ إنه وبعد كل تلك السنوات أثبتت جائحة كورونا أن المقولة صادقة فعلا، ولكن ليس بقصد الإساءة، بل للإشارة إلى نقطة مضيئة فى المعركة العالمية ضد الفيروس المستجد، فأينما وجدت المرأة فى موقع قيادي، سجلت إحصاءات ضحايا كورونا أرقاما تكاد لا تذكر، بشكل يثير دوما علامات الاستفهام حول حقيقة ما يحدث.

الجدل نفسه أثاره البيت الأبيض، بسبب اختلاف المشهد تماما بين ما يدور خلف جدرانه فى كل من جناحيه الشرقى والغربي، فبينما يصارع جناح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وأفراد إدارته من أجل تطبيق قواعد السلامة والتباعد الاجتماعي، خاصة بعد رصد حالتى إصابة داخل أروقته، استطاعت السيدة الأولى ميلانيا ترامب فى جناحها الشرقى فرض قواعد شديدة الصرامة على الجميع، وإجبارهم على ارتداء الكمامات، والحديث عن مسافة لا تقل عن ستة أقدام منذ أوائل أبريل الماضي.

وفى هذا الصدد، كشف مسئول رفيع داخل البيت الأبيض، رفض ذكر اسمه، عن أن السيدة الأولى ملتزمة بشدة بقواعد التباعد وتغطية الوجه، لأنها هى التى تتولى بنفسها وضع الكمامات فى مكانها المخصص داخل الجناح الشرقي، ومقر الإقامة، مشيرا إلى أنها لو اضطرت للحديث مع شخص غير قادر على الالتزام بتلك القواعد، فإنه يخضع للفحص أولا للتأكد من سلامته الشخصية.

وتابع «الآن جميع فريق البيت الأبيض فى الغرفة الـ 132 ملتزمون بارتداء تلك الكمامات طوال الوقت، عملا ببروتوكول ميلانيا المتبع منذ أبريل الماضي».

تعليمات ميلانيا لا تقتصر على ذلك الحد فقط، بل إنها أجبرت نحو 90 شخصا من العاملين بشكل دائم بالبيت الأبيض على الخضوع لفحوصات دورية لدرجات الحرارة قبل دخولهم، بينما أمرت العمالة الباقية غير الأساسية، كالمسئولين عن السوشيال ميديا والزهور والمطبخ وحتى بعض من فريقها الخاص، بالبقاء فى منازلهم، وعدم المجيء إلا فى حالة استدعائهم فقط.

وفى هذا الإطار، تقول ستيفانى جريشام كبيرة موظفى السيدة الأولى إن «الجميع هنا يعمل عن بعد، وإذا توجهت للجناح الشرقى للقاء السيدة الأولي، فإننى أخضع للفحص أولا»، مؤكدة أن أكثر موظفى البيت الأبيض تعرضا للفحص، هم الـ 12 موظفا الذين يعملون بشكل مباشر مع السيدة ميلانيا فى جناح مكتبها الخاص بالطابق الثاني».

ولا تقتصر جهود ميلانيا على ذلك فقط، بل إنها كانت أول أفراد الإدارة الأمريكية وعائلة ترامب التى تنشر صورة لنفسها عبر وسائل التواصل الاجتماعى فى 9 أبريل الماضى وهى ترتدى كمامة، مرفقة بفيديو لأبرز تعليمات مركز السيطرة على الأمراض والوقاية للحماية الشخصية من الفيروس.

على خطى ميلانيا، تسير أيضا كارين بنس، زوجة نائب الرئيس الأمريكى مايك بنس، أو السيدة الثانية، إذ إنها أمرت فريقها الخاص منذ 17 مارس الماضى بالعمل عن بعد، تفاديا لأى احتمالات حول نقل عدوى كوفيد 19. وهو ما يدفع البعض للقول إن مصير الولايات المتحدة، التى تواجه معركة شرسة ضد وباء كورونا، كان سيختلف كثيرا لو أن بيتها الأبيض ترك زمام الأمور منذ اللحظة الأولى لنسائه.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق