مع الحجر المنزلى لمنع تفشى فيروس «كورونا» زدات ساعات وجود الزوجين فى المنزل وزادت فترة تعاملهما مع بعضهما البعض وزادت مساحة الحوار بينهما لكن.
كيف يكون الحوار إيجابيا؟
الحوار بين الزوجين يعد احد المؤشرات الحقيقة لمتانة وقوة علاقتهما ولسعادتهما معا فهل هو حوار جيد وهادئ وودود ام غاضب ومنفعل أو منعدم نهائيا؟!.
ساعات الحظر الطويلة كشفت عن مشكلة تواجه العديد من الازواج والزوجات وهى لغة الحوار بينهم فمن قبل كان بامكان احدهما أو كليهما الخروج للمقهى أو «المول» أو زيارة الاصدقاء اما اليوم فقواعد التباعد الاجتماعى تفرض قوانينها على الجميع واذا كان التباعد الاجتماعى هو احد الحلول الفعالة للوقاية من فيروس «كورونا» لكنه احيانا يصبح فعالا اكثر فى الحياة الزوجية التى استحال فيها الحوار بين الزوجين وتحول الى مشاجرات دائمة أو حنق مكتوم ينتظر الفرصة للانفجار.
وفى الوقت الذى اعتادت فيه الزوجات على الشكوى من الوقت الطويل الذى يقضيه الازواج بعيدا عن المنزل اصبحن يشتقن لليوم الذى تعود فيه المقاهى للعمل اكثر من الازواج انفسهم وكما تقول «حنان» وهى زوجة فى الاربعين وام لثلاثة اطفال: زوجى لا يتوقف عن الطلبات والتدخل فيما لا يعنيه حتى اصبحت متأكدة انه يفتعل الخناقات و»بيتلكك» على اى شئ حتى انه يتدخل فى امور لم تكن تشغل باله مثل ترتيب الاكياس فى الفريزر أو طريقة استخدام غسالة الملابس كما انه يثور لأسباب تافهة كما لو انى المسئولة عن عدم خروجه من البيت
فهناك البعض من الازواج والزوجات يكاد ينعدم بينهم الحوار أو يكتفون بتبادل الحد الادنى من الكلمات الضرورية، واخرون يتحول اى حوار بينهم الى مشاجرة وسرعان ما تعلو اصواتهم ويتبادلون الاتهامات.
وعندما تصبح اى مناقشة مستحيلة بين الزوجين فهذه نقطة اعتبرتها دراسة نفسية امريكية علامة من علامات الخطر المنذرة بأن العلاقة تجاوزت نقطة العودة ففيها يحدث انهيار كلى فى التواصل بين الزوجين ويتخذ كل منهم موقفا دفاعيا يستحيل فيه التواصل ويولى كل منهما ظهره للآخر ببساطة وهى المرحلة الاخيرة قبل الطلاق.
وربما نتصور ان الحوار بين الزوجين هو ما يتبادلانه من كلام لكن كما يقول الدكتور محمد المهدى استاذ الطب النفسى بجامعة الازهر فالكلمات لا تنقل سوى 30% من التواصل بين طرفين والـ 70% الاخرى تصلنا عبر طرق اخرى من التواصل مثل نظرة العين أو لغة الجسد أو طريقة الملابس أو رائحة العطور، ولذلك فالتواصل بين الزوجين وحوارهما لا يتحقق بالكلام فقط بل ان هناك اكثر من طريقة للتواصل والتعبير.
وللاسف فعدد كبير من الازواج لا يدركون مهارات الحوار الزوجى الجيد الناجح وهو فن فى حد ذاته يعتمد على الانصات النشط المتفاعل المتفهم الودود والارسال الجيد المرن غير المتسلط والواعى القائم على اختيار الكلمات والتحدث بنبرة هادئة دون تجريح أو شخصنة للامور وعدم استخدام الكلمات المطلقة التى لا تنسى مثل (عمرك ما حبيتني/انت طول عمرك كده/ عمرك ما هتتغير).
ولابد ان يدرك الزوجان ان هناك فروقا بين الرجال والنساء فى التواصل فبالنسبة للمرأة فهى تفكر وتتكلم فى نفس الوقت والكلام بالنسبة لها والتعبير عن نفسها هدف فى حد ذاته على عكس الرجل الذى يفكر ثم يختزن افكارا صامتة وعندما يعبر عن افكاره فلا يعبر الا عن ثلث ما خطر فى عقله.
ويضيف أنه بالرغم من اهمية الحوار بين الزوجين فى تقوية اواصر العلاقة الزوجية وتقريب الزوجين من بعضهما البعض الا انه احيانا يكون سببا فى تدمير هذه العلاقة الزوجية والقضاء عليها نهائيا باتباع طرق خاطئة فى التواصل وعن انواع الحوارات السلبية بين الازواج فيصنفها كالتالي:
الحوار السلطوى الذى يستبد فيه طرف بالآخر ويوجه الاوامر فقط.
الحوار الالغائى التسفيهى كأن يقول الزوج لزوجته «هو انت بتفهمى فى حاجة/هو انت ليكى لازمة» أو تقول الزوجة اى عبارات مماثلة حوار الكر والفر فكل طرف يحاول ان يثبت تفوقه فى الحوار على الآخر وهو نوع من العدوان المتبادل بين الطرفين الحوار المزدوج هو الذى يحتمل ظاهره غير باطنه واستخدام طريقة «التلقيح».
الحوار السطحى وهو تبادل الكلمات حول الموضوعات السطحية والضرورية وتجنب الموضوعات الجدية تفاديا للصدام والخناق.
والحوار الناجح بين زوجين هو الذى يراعى الطرف الآخر ولا يجولا عليه ويعتمد التلقائية والبساطة بدلا من الاساليب الملتوية أو المتربصة وعليهما الانصات الجيد لبعضهما البعض وقراءة لغة الجسد باسلوب حديث فذلك يعطى انطباعا جيدا للطرف للآخر، وكذلك الانصات المتفهم وإظهار الاهتمام بحديثه والتركيز فيه وافساح المجال امام الطرف الآخر للافصاح عما يجول فى نفسه وعدم ملاحقته بالكلام واتخاذ موقف دفاعى أو متربص من الطرف الآخر.
النصيحة الاخيرة للازواج والزوجات كى تمر فترات الحجر الصحى بسلام هو احترام المساحات الخاصة حتى فى اثناء الوجود فى البيت، والتحلى بقدر من المرونة والهدوء حتى تمر تلك الفترة الحرجة.
رابط دائم: