كما أن للحظر وارتفاع معدلات الاصابة بكورونا جانبا سلبيا بعض الشئ كان هناك جانب آخر أكثر إيجابية خاصة عندما نتحدث فيه عن نماذج لسيدات من الإسكندرية يتميزن بشىء من الجرأة وحب المغامرة ومتابعة كل ما هو جديد ومثير.
فهؤلاء السيدات استطعن التغلب على الحظر وتطويع السوشيال ميديا لصالحهن مستثمرات تلك الساعات الطويلة بالقراءة والثقافة والمعرفة وتفريغ طاقاتهن الابداعية وجذب الأخريات أيضا لتقليدهن والابحار فى عالم الثقافة والفن والابداع.
من بين تلك النماذج «مارجريت عادل» طبيبة صيدلانية اختارت أن تكون لها منصة إلكترونية تتحدث من خلالها للسيدات فقامت بتدشين مجموعة تواصل على الفيس بوك وقناة على موقع اليوتيوب كرست خلالهما كل خبرتها وقراءتها فى تدريب وتعليم السيدات كيف يصبحن أمهات وسيدات سعيدات فى حياتهن وحفزتهن على القراءة وكيفية وضع برنامج زمنى للقراءة وايضا وضع خطة لكل شهر بها مجموعة من المهام يتم انجازها..
وتقول مارجريت لدى الآن ما يقرب من 77 ألف مشترك بمجموعتى على الفيس بوك 90% منهم نساء و15 ألف مشترك بقناتى على اليوتيوب 12% منهم فقط ذكور والباقى نساء.
وكل شهر نضع على قائمة المهام عدد من الكتب يجب قراءتها لأن الثقافة شىء هام جدا وبالفعل تستجيب السيدات وبعضهن يقمن بطرح ملخصات للكتب التى قرأنها.
وفى الفترة الأخيرة بدأت تأتينى تعليقات ورسائل تطالب بقوة وإلحاح بترشيح بعض الكتب للقراءة ...وأغلب اتجاهات المرأة للقراءة نحو قراءة الروايات الأدبية والتنمية البشرية والكتابة الساخرة.
أما ولاء عبد الله وهى أدمن موقع «للنساء وبس» تؤكد أن فكرة الجروب قائمة على طرح كل ما يخص المرأة من معلومات تفيدها ومن بين ما يطرحه الجروب هو ترشيحات لكتب وملخصات لكتب وبالفعل استطاعت أزمة كورونا والحظر أن تسهم بشكل كبير فى تعزيز فكرة القراءة ومتابعة بعض المواقع التى تقوم بطرح الكتب فى صورة pdf، وهى مسألة خففت عبء الذهاب الى المكتبات لشراء الكتب خاصة السيدات اللاتى لا يعملن ولا يخرجن من منزلهن إلا للضرورة.
وتضيف ولاء أن آخر كتاب لاقى أقبالا كبيرا والتفت حوله مجموعة كبيرة من السيدات يناقش فكرة عدم الاستسلام للمشاكل التى تواجهها وأن تظل المرأة تلعب دور الضحية بل عليها أن تضع لنفسها هدفا تسعى لتحقيقه وأن تقوم بالتخطيط السليم لتحقيق ذلك الهدف.
أما الباحثة أميرة مجاهد والمدير السابق لقصر ثقافة الشاطبى وصالون اوبرا الاسكندرية الثقافى فترى أن مسلسلات رمضان لم تنجح أطلاقا فى ابعادها عن التهام مزيد من الكتب والقراءة
وهى ترى أن دراما رمضان أصبحت تكرس الشعور بالعزلة فأغلب ما يطرحه المنتجون من مسلسلات لا يجسد الواقع الذى يعيشه أغلب الشعب المصرى طبعا باستثناء بعضها وهو قليل جدا.
وتضيف أميرة مجاهد أن تلك الحالة ساهمت بشكل كبير فى سعى المرأة إلى القراءة ومتابعة المنصات الالكترونية لاستلهام تجارب جديدة خاصة مع ساعات الحظر التى جعلت المرأة والرجل والأطفال كلا فى معسكر واحد داخل المنزل.
وتشرح أن الأمر أصبح سهلا جدا وغير معقد ولم يعد يكلف المرأة جهدا سواء بدنيا أو ماديا لأن هناك منصات الكترونية ثقافية جميلة المحتوى ساهمت بشكل كبير فى رفع نسبة الوعى مستغلة وجود اغلب أفراد الاسرة لساعات طويلة فى منازلهم وبعض هذه المنصات أطلقت مسابقات للقراءة وهذا المسابقات شهرية مثل موقع «ونس الكتب» و«مقهى القراءة» و«المكتبة الالكترونية».
وتضيف أميرة: حاولت بمساعدة مجموعة كبيرة من الزملاء المثقفين بالإسكندرية فى المساهمة فى تلك التجارب ونجحنا بالفعل فى إصدار صالون ثقافى إلكترونى بعنوان «القهوة البحرية» يتناول موضوعات مفيدة ومتداولة على الساحة وأيضا مناقشة بعض الكتب وطرح ملخصات لها موضحة أن البث التجريبى أثبت إقبالا لا بأس به من السيدات اللاتى طالبن بمزيد من الجرعات الثقافية والتربوية وبعضهن أصبحن غير قادرات على حضور فعاليات ثقافية كن معتادات عليها سابقا قبل الدخول فى أزمة «كورونا».
رابط دائم: