رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

مواقف نبوية..
إعادة بناء الكعبة

رجب عبدالعزيز

من المواقف المشهودة للرسول صلى الله عليه وسلم قبل البعثة موقفه من النزاع الذى دار بين بطون قريش عندما اتخذوا قرار إعادة بناء الكعبة.

ويوضح الدكتور الدكتور عبدالرحمن سالم ـ أستاذ التاريخ الإسلامى بدار العلوم أن السبب وراء اتخاذ قرش هذا القرار أن الكعبة كان قد أصابها سيل تصدعت منه جدرانها، ولم تكن مسقوفة، فكان ذلك يغرى بها اللصوص الذين يطمعون فيما تحوى من كنوز. وقد ترددت قريش طويلا قبل أن تقدم على هدم الكعبة خوفا من تعرضهم لنقمة الآلهة، وهى الأصنام التى كانوا يعبدونها داخل الكعبة. وقد كان أول من بدأ الهدم الوليد بن المغيرة المخزومى (وهو والد خالد بن الوليد)، ولم يشاركه فى البداية أحد لأنهم توقعوا أن يحدث لهم مكروه إن شاركوه. فلما أصبح الوليد غاديا على عمله اطمأن الجميع وعلموا أن الآلهة لم تغضب بزعمهم فشاركوا فى الهدم.

ولما انتهت قريش من هدم الكعبة بدأوا يعيدون بناءها. وعندما ارتفع البناء وحان وضع الحجر الأسود فى موضعه تنازعت قريش فيما بينها؛ فقد أراد كل بطن من بطونها أن يرفع الحجر إلى موضعه لينال هذا الشرف دون غيره، وكاد القوم يقتتلون. ثم تدخل أبو أمية بن المغيرة المخزومى لحسم النزاع، وكان يومئذ أسن قريش كلها؛ وهو عم خالد بن الوليد ووالد هند (وكنيتها أم سلمة) التى أصبحت بعد ذلك إحدى زوجات الرسول. فقد اقترح أبو أمية أن يحكم المتنازعون أول داخل عليهم وأن يرضوا بحكمه. فكان أول من دخل عليهم محمد صلى الله عليه وسلم، فلما رأوه صاحوا: "هذا الأمين! قد رضينا به. هذا محمد"! وقد كشف محمد صالى الله عليه وسلم فى هذا الموقف الدقيق عن حكمة بالغة وبصيرة ثاقبة؛ فقد طلب من القوم أن يحضروا له ثوبا، فجاءوه به، ثم أخذ الحجر الأسود فوضعه فى جوف الثوب، وطلب من أطراف النزاع جميعا أن يشتركوا فى رفع الثوب، فلما بلغوا به مكان وضع الحجر الأسود من جدار الكعبة أخذه محمد صلى الله عليه وسلم فوضعه فى مكانه بيده ثم بنى عليه، واستطاع بذلك أن يجنب قريشا مخاطر فتنة كادت تعصف بأمنها وسلامتها. وكان عمره فى ذلك الوقت خمسا وثلاثين سنة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق