لم يدر بخلد الأشرار الأربعة أن الفشل هو مصير مخططهم الإجرامى الذى ارتكبوه فى حق الملاك الصغير.. بعد أن ظنوا أن النجاح سيحالفهم فى تحقيق حلمهم الشيطانى، واعتقدوا أنهم سيصبحون فى يوم وليلة من سكان القصور وأصحاب السيارات الفارهة حصيلة ما تقترفه أيديهم من كوارث.. إلا أن رجال الشرطة أحبطوا مخططهم، وأهالوا التراب على حلمهم الخبيث وألقوا بالقبض عليهم.
هم أربعة من شياطين الإنس جلسوا معا يفكرون ويدبرون.. كيف يصبحون من الأثرياء؟.. فهداهم شيطانهم إلى حيلة ماكرة لتحقيق مرادهم .. وصور لهم أنه لا بديل عن تنفيذ جرائم خطف وطلب فدية فهى الأقرب إلى الثراء السريع ومغادرة حياة الفقر.. وبالفعل اتفق الأشرار الأربعة على تنفيذ وصية شيطانهم بإخلاص، وراحوا يخططون إلى ارتكاب الجريمة الأولى التى أثارت الرعب والقلق فى القرية الهادئة بسوهاج .. قرية روافع العيساوية بمركز المنشأة.
«سيف» الطفل الصغير البالغ من العمر 6 سنوات خرج كالمعتاد لشراء بعض مستلزمات المنزل.. من يعرف طبيعة هذه المنطقة يعلم تماما أن خروج الأطفال فى هذه السن لا يمثل مشكلة على الإطلاق، فهى قرية هادئة يعيش سكانها فى أمان وسلام .. لكن يبدو أن خطوات الملاك الصغير كانت تحبو صوب فخ الشياطين الأربعة فهم كانوا يدبرون لاصطياد الضحية، واقتياده إلى مكان مجهول للبدء فى تنفيذ مخططهم.
بلاغ «عبده» عم الطفل إلى مركز الشرطة لم يتهم فى البداية أحدا فى واقعة اختفاء نجل شقيقه.. فقد كشف فى بلاغه عن تفاصيل اللحظات الأخيرة فى واقعة اختفاء «سيف» قائلا إن الطفل خرج صباحا لشراء بعض مستلزمات المنزل، لكنه لم يعد.. وقد أدلى عم الضحية بأوصاف «سيف» أمام رجال المباحث.. لكن سرعان ما عاد المبلغ إلى مركز الشرطة ليكشف لرجال المباحث عن تطورات جديدة، فقد تلقى مكالمة من مجهولين يطلبون فدية 300 ألف جنيه مقابل إطلاق سراح «سيف».. فمن هؤلاء؟!.
كشفت التحريات أن المتهمين الأربعة خططوا لارتكاب الواقعة بعد علمهم بأن والد الطفل يعمل بإحدى الدول العربية منذ فترة، وأنه يمتلك الكثير من الأموال مما جعلهم يعتزمون اختطاف نجله أملا فى الحصول منه على فدية لإطلاق سراحه. خطة رجال البحث الجنائى التى أمر بها اللواء علاء سليم مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام وأشرف عليها اللواء عبد الحميد ابوموسى مدير المباحث الجنائية بسوهاج وقادها المقدم أحمد عزت مفتش مباحث مركزى العسيرات والمنشأة لفحص مخارج القرية وجمع المعلومات حول الواقعة، كشفت عن أن المتهمين الأربعة من نفس القرية وراء الواقعة، وأنهم استدرجوا الضحية داخل «توك توك» ثم احتجزوه فى أحد المساكن بمنطقة الظهير الصحراوى.. إلا أن رجال الشرطة داهموا مكان الاحتجاز وألقوا بالقبض عليهم جميعا.. حرر محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة التى قررت حبسهم على ذمة التحقيقات.
رابط دائم: