رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

عندما يكون المواطن مسئولا..
الخطة «ب».. تعايش سلمى

‎ رشا عبدالوهاب

هناك العديد من النبرات المتفائلة والأصوات العالية بين العلماء وإخصائيى الأمراض المعدية والفيروسات والسياسيين، التى تبشر بقرب التوصل إلى علاج لفيروس كورونا المستجد «كوفيد -19» الذى حبس العالم بين الجدران، بينما ترك الملايين مشتتين بين حالة الهلع والذعر، وآخرين يحتجون طلبا لإنهاء إجراءات العزل والإغلاق. إلا أن هناك أصواتا أخرى خافتة بدأت تتعالى تؤكد أنه من المستحيل التوصل إلى لقاح.

وربما كان تحذير وزير الصحة البريطانى مات هانكوك من أنه على المملكة المتحدة التعايش فى «ظلال» كورونا، بسبب عدم وجود ضمانة للتوصل إلى لقاح فى وقت قريب، بمثابة صيحة تحذير للعالم، بعد رسائل مشابهة من مجموعة من العلماء البريطانيين، حيث أكد كريستوفر ويتى كبير المسئولين الطبيين أمام البرلمان أن هناك «أدلة مثيرة للقلق» تشير إلى أنه قد يكون من المستحيل تحفيز مناعة جسم الإنسان ضد الفيروس. وهناك عدة أسباب ربما تكون وراء عدم اكتشاف علاج سريع لكورونا، منها أن الفيروس الذى تم اكتشافه للمرة الأولى فى ثلاثينيات القرن الماضى، وانتشر بين الدجاج فى الولايات المتحدة وقضى على 90% من الطيور التى أصابها، وتم اكتشاف انتقاله إلى البشر لأول مرة فى الستينيات، لم يتم التوصل إلى عقار له حتى هذه اللحظة، مع استمراره فى التحور والتحول إلى وباء خلال 2020. ومازال العلماء يبشرون بأدوية وعلاجات تم تجربتها على الحيوانات، ومن بينها جامعة أكسفورد التى نجح عقارها التجريبى فى علاج قرود «مكاك ريسوسى» القريبة الشبه بالإنسان من فيروس كورونا، إلا أنها مازالت فى البدايات المبكرة للتجارب السريرية على متطوعين. وطرح العلماء بدائل العلاج مثل ريميدسيفير المضاد للملاريا، واختبار بلازما الدم والأجسام المضادة. كما دافع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن عقار هيدروكسى كلوروكين باعتباره «يغير قواعد اللعبة» فى مكافحة كورونا، إلا أنه فشل فى علاج الحالات الحرجة. ومنذ القدم، والإنسان فى معركة طويلة لا تنتهى مع الفيروسات والأمراض، بينما يسعى العلماء بحثا عن العلاج، إلا أن هذا السعى لا ينتهى إلى النتيجة المرجوة دائما. فى عام 1984، أعلنت وزيرة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية مارجريت هيكلر أن العلماء تمكنوا من تحديد هوية فيروس، عرف فيما بعد بنقص المناعة المكتسب «الإيدز»، وتوقعت أنه سيتم التوصل إلى لقاح وقائى بعد عامين. وبعد حوالى 4 عقود، توفى 32 مليون شخص حول العالم، ولا يوجد حتى الآن علاج لمرض الإيدز. واستمر البحث عن علاج خلال الثمانينيات. ففى عام 1997، أكد الرئيس الأمريكى بيل كلينتون إمكانية التوصل إلى لقاح خلال عشر سنوات. ومنذ 14 عاما، قال العلماء إن أمامهم 10 سنوات ولكن بلا جدوى. الإيدز يتحور ويشل الجهاز المناعى للإنسان، وكذلك الإنفلونزا تتحور كل عام. وأحصى العلماء حوالى 12 فيروسا، انتقلت من الحيوان إلى الإنسان، لم يجد العلماء حتى الآن لقاحا لها، ومن بينها ماربورج الذى ظهر فى عام 1967 بين موظفى معمل فى ألمانيا نقلها لهم قردة مستوردين من أوغندا، ويشبه الإيبولا، وظهر فى موجتين. ومن الفيروسات الأخرى التى لا علاج لها حتى الآن، الإيبولا والإيدز وداء الكلب والجدرى والإنفلونزا وهانتا، هذه الأمراض مازالت تعجز الأطباء والعلماء. أما بالنسبة للبدائل المطروحة والمتاحة أو «الخطة ب» لعدم وجود حل طبى لمواجهة الفيروس، غير ضرورة التكييف، استخدام الحكومة لتقنيات التتبع والتعقب لمصابى كورونا وإجراءات الفحص المتواصلة، وأن يتم تطبيع الحياة على هذا الشكل، أن يصبح مواطنو العالم تحت العين الكبيرة. ونصح ديفيد نابارو بروفيسور الصحة العالمية بجامعة إمبريال كوليدج لنرن، والذى يشغل منصب المبعوث الخاص لمنظمة الصحة العالمية حول كوفيد 19، بضرورة التوصل إلى عقد اجتماعى جديد، مختلف عن نظرية جان جاك روسو، يقوم فيه مواطنو كل دولة، بعد عودتهم إلى الحياة الطبيعية، بتحمل المسئولية الشخصية بالعزل الذاتى إذا ظهرت عليهم أعراض كورونا وتحمل واجباته كاملة لحماية نفسه.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق