مرت أمس الذكرى الـ 18 لوفاة فارس السينما المصرية أحمد مظهر. ولد مظهر بحى العباسية فى 8 من أكتوبر 1917، شركسى الأصل، وتخرج فى الكلية الحربية 1938 بذات دفعة الرئيسين جمال عبدالناصر ومحمد أنور السادات، وعبدالحكيم عامر.
وعرف داخل الكلية الحربية بلقب «البرنس مظهر» لوسامته وأخلاقياته وإجادته عدة لغات.
التحق بسلاح المشاة ثم الفرسان حتى تولى قيادة مدرسة الفروسية. وشارك فى حرب فلسطين، وبعد الحرب قرر جمال عبد الناصر ضمه إلى تنظيم الضباط الأحرار، إلا أنه لم يشارك فى ثورة يوليو. فقد كان يشارك وقتها فى دورة الألعاب الأوليمبية فى هلسنكي، وبعد عودته أسند إليه عبد الناصر قيادة مدرسة الفرسان.
وقد حصل مظهر على أكثر من 40 ميدالية كبطل للفروسية كما برع فى الملاكمة ورياضة المبارزة (الشيش) وحاز بهما الجوائز. كان احد أعضاء مجموعة «الحرافيش» التى كونها الكاتب الكبير «نجيب محفوظ»، والتى كانت تضم نجوم المجتمع من كتاب وفنانين وصحفيين.
أما مسيرته الفنية، فبدأت بمشاركته فى مسرحية «الوطن» عام 1948، وكان أول ظهور له بالسينما فى فيلم ظهور الإسلام. ثم رشحه الكاتب الكبير يوسف السباعي، زميله سابقا بالجيش أيضا، لدور «البرنس علاء» فى فيلم رد قلبى عام 1957. ولكن الجيش رفض إعطاءه تصريحا لاستكمال التصوير، فاشتكى لزميله وصديق سلاحه الرئيس عبد الناصر الذى نصحه بأن يتفرغ للتمثيل، وإنه يمكنه أن يخدم وطنه من خلال أعماله الفنية.
واقتنع مظهر بكلامه حتى إنه وصف ما حدث ضاحكا قائلا: «ذهبت أطلب من ناصر التصريح فأقنعنى بالتسريح»، فاستقال من القوات المسلحة برتبة عقيد. ولاحقا، عمل سكرتيرا عاما بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب وتفرغ للتمثيل، وقدم العديد من الأدوار المتميزة فى السينما والتليفزيون، ونال عن جدارة لقب «فارس السينما المصرية» بعد أن ترك رصيدا من الأعمال يقترب من 135 فيلما، ومن أشهر أعماله الناصر صلاح الدين والشيماء، دعاء الكروان، والنظارة السوداء وشارك فى أكثر من 30 مسلسلا منها ضمير أبلة حكمت، وأخرج للسينما فيلمين كتبهما بنفسه هما نفوس حائرة 1968، وحبيبة غيرى 1976، ووصل إلى العالمية من خلال فيلم «البنادق والغضب» مع النجم العالمى بيتر جريفز1981.
تزوج حب عمره السيدة هدايت وأنجب منها ثلاث بنات وولدا حصل على العديد من الجوائز على مدى مشواره الفنى الطويل، أهمها جائزة الممثل الأول عن دوره فى فيلم الزوجة العذراء وجائزة الدولة للتمثيل عن دوره فى فيلم الناصر صلاح الدين وفيلم الليلة الأخيرة، وقلده الرئيس جمال عبد الناصر وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولي، وكرمه الرئيس أنور السادات ومنحه وساما فى الاحتفال بعيد الفن، وتم تكريمه فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى, توفى فى الثامن من مايو عام 2002.
رابط دائم: