مع تجاوز عدد الإصابات داخل الولايات المتحدة جراء تفشى جائحة كورونا حد 1٫2 مليون مصاب، فضلا عن أكثر من 72 ألف وفاة ، كشف ريك برايت المدير السابق لهيئة البحث والتطوير الطبى المتقدم عن أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تعمدت تجاهل التحذيرات المبكرة حول مدى خطورة الوباء الذى تتعرض له البلاد، بل وقامت بإسناد مهمة أقل له فيما بعد كإجراء عقابى، لرفضه الترويج لعقار هيدروكسى كلوروكوين ، غير المصرح به من قبل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية ،كعلاج ناجع ضد كوفيد 19. وقال برايت، فى شكواه ضد الإدارة الأمريكية، إن إدارة ترامب كانت تريد غمر بؤر تفشى الوباء فى نيويورك ونيوجيرسى بالعقار، المستخدم فى الأساس للتعامل مع أعراض الملاريا، والمعد فى مصانع غير معتمدة بالهند وباكستان، مع بدء تفشى الوباء. وأضاف أن «حرص المسئولين الأمريكيين على الاندفاع والمضى قدما بدون الحصول على البيانات والمعلومات الكافية لجعل العقار متاحا فى أيدى الأمريكيين، كان أمرا خطيرا للغاية بالنسبة لى، ولزملائى من العلماء».
وتابع برايت أن الإدارة الأمريكية كانت تحرص على الترويج للرأى العام بأن لديها ما يكفى من الأقنعة، والتقليل من خطورة الوباء، بالرغم من أنها لم تكن تملك سوى 300 مليون فقط، بينما تشير التقديرات إلى أن البلاد بحاجة إلى 3٫5 مليار قناع على الأقل.
من جانبها، قالت النائبة آنا إيشو رئيسة اللجنة الفرعية المسئولة عن الصحة داخل مجلس النواب أنها ستعقد جلسة استماع بالكونجرس الأسبوع المقبل حول شكوى برايت. كما صرحت نانسى بيلوسى رئيسة مجلس النواب الامريكى بأن الشكوى «مضرة للغاية».
أما الأمريكيون، من جانبهم ، فكانوا على علم بالإجراء الذى تم اتخاذه ضد برايت، لكن شكواه المدعومة برسائل البريد الإلكترونى، ومراسلات الدوائرالحكومية الرسمية كشفت عن المزيد من التفاصيل للرأى العام.
يأتى ذلك، فيما يحذر العلماء من إعادة فتح الولايات الأمريكية فى الوقت الراهن، مؤكدين أن المعدلات اليومية تشير إلى أكثر من 20 ألف مصاب ، فضلا عن وفيات تصل إلى ألف قتيل فى اليوم. وقالوا إن الولايات المتحدة يتعين عليها أولا الهبوط بتلك المعدلات قبل الإقدام على الخطوة ، وإلا ستشهد عشرات الآلاف من القتلى فى الفترة القادمة.
وأكد العلماء أنه باستثناء نيويورك، التى هبط معدل الإصابات بها ، فإن المعدلات زادت فى عموم البلاد، مؤكدين أن الأرقام تنم عن زيادة حقيقية، ولا علاقة لها بتوسع آليات الفحص.
فى سياق متصل، قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إنه لن يحل فريق العمل الحكومى المشترك بين الوكالات لمكافحة فيروس كورونا، الذى تولى التعامل مع الجائحة، ولكنه سيحول تركيزه إلى إعادة فتح الاقتصاد، وربما يغير طاقمه أيضا.
وفى سلسلة تغريدات صباحية، أكد ترامب أن هذه الخلية التى يرأسها نائبه مايك بنس وتضم بشكل خاص مسئولى الوكالات الصحية وأطباء كانت فعالة إلى حد أنها ستستمر «بشكل دائم». لكنه أوضح أنه قد يقرر أن «يضيف أو يسحب» أعضاء من هذه المجموعة.
وكان بنس قد أعلن فى وقت سابق أن خلية الأزمة لن تكون هناك حاجة إليها لفترة أبعد من شهر مايو الحالى، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أنه من المحتمل إنهاء مهمة فريق العمل فى أوائل يونيو المقبل.
كانت الخلية التى يرأسها بنس تتولى مهمة التنسيق بين المعاهد الطبية والمسئولين السياسيين وحكام الولايات الذين قضى بعضهم أسابيع فى محاولات حثيثة لمساعدة المستشفيات المكتظة بالمصابين بالفيروس، ثم تقوم برفع تقاريرها إلى ترامب.
فى الوقت نفسه، اعتبر الرئيس الأمريكى أن أزمة فيروس كورونا المستجد «أسوأ» من الهجوم المفاجئ الذى شنته اليابان عام 1941 على قاعدة بيرل هاربر العسكرية فى جزر هاواى.
وقال ترامب فى المكتب البيضاوى «إنها اسوأ من بيرل هاربر»، فى إشارة إلى الهجوم الجوى الذى أودى باكثر من 2400 أمريكى ودفع الولايات المتحدة إلى الدخول فى الحرب العالمية الثانية.
وأضاف أنها «أسوأ من الهجمات على مركز التجارة العالمى»، فى إشارة إلى اعتداءات 11سبتمبر 2001 التى خلفت نحو ثلاثة آلاف قتيل. وتابع: «لم يسبق أن حصل هجوم مماثل، وما كان ينبغى لذلك أن يحصل»، مكررا عزمه على «اعادة فتح البلاد».
من جانبه، اعتبر أندرو كومو حاكم ولاية نيويورك الأمريكية، أن خطة الإنقاذ التى وضعها الرئيس ترامب «ستؤدى لهزيمتنا كلنا»، فى إشارة لرفض الجمهوريين إنقاذ الولايات التى تعانى ضائقة مالية.
وأوضح كومو، خلال المؤتمر الصحفى اليومى بنيويورك، أن الحكومة الفيدرالية تعانى سوء الإدارة والحزبية فى ظل تفشى فيروس كورونا المستجد، مضيفا أن «الفيروس لا يختار الديمقراطيين أو الجمهوريين، بل يقتل الأمريكيين».
رابط دائم: