رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

من واقع التجربة

بريد الاهرام

تبذل الدولة مجهودات كبيرة لمواجهة وباء كورونا، ولكن ما تصدره من قرارات وتقوم به من إجراءات احترازية يحتاج إلي مراجعة وإعادة تقييم بشكل دوري، كما تفعل حكومات الدول الكبري. ففي الأزمات الخطيرة التي تهدد الدول تقع الحكومات أحيانًا في أخطاء إجرائية بنية حسنة هدفها حماية أمن واقتصاد الدول. ونحن في مصر ومن واقع التجربة تكشفت لنا بعض السلبيات التي تحتاج إلي مراجعة، واللجوء إلي إجراءات بديلة، بما يحقق الهدف المنشود وهو تحجيم انتشار الفيروس، وتحقيق قدر من التوازن بين المصلحة العامة للبلد ومصالح المواطنين التي تأثرت بالفعل سلبيا بشكل كبير في عديد من القطاعات علي رأسها القطاعان التجاري والزراعي، فرغم الهدف الإيجابي المنشود من قرار حظر التجول بعد الثانية مساًء، فإن تطبيقه علي أرض الواقع دفع الناس رغما عنهم إلي التكدس في وسائل المواصلات بسبب حرصهم علي العودة إلي بيوتهم قبل موعد الحظر، حيث ضاقت عليهم سعة الوقت، كما أدي أيضًا إلي تزاحم المواطنين داخل المراكز التجارية لشراء احتياجاتهم اليومية.

وإذا تخيلنا أنه لا يوجد حظر يومي وأن اليوم يمتد حتي فجر اليوم التالي، فإن امتداد اليوم 24 ساعة سوف يشعر الناس بالطمأنينة طول الوقت بما يجعلهم تلقائيا لا يتزاحمون في المواصلات أو المراكز التجارية.

وفي الوقت نفسه سيتم إصدار قرار بحظر كامل لمدة يومين متتاليين في الأسبوع ابتداء من فجر يوم الجمعة حتي فجر يوم الأحد، حتي يتم قطع الطريق علي هذا الفيروس اللعين عندما لا يجد إنسانًا واحدًا يقتات عليه، فعندما تفرغ الشوارع والمنشآت من البشر يومين كاملين، فمن المؤكد أن نسبة كبيرة من هذا الفيروس سوف تموت عندما لا تجد بشرًا تعيش بداخلهم. فضلا عن أن كل أو معظم مؤسسات وأعمال الدولة تكون معطلة في هذين اليومين، بما لن يؤثر في عجلة الإنتاج ومصلحة المواطنين.

أيضا هناك حاجة ماسة إلي قرار وزاري بفرض ارتداء الكمامة الطبية المعتمدة علي كل مواطن يركب المواصلات العامة والخاصة أو يوجد داخل أي منشأة أو مبني، علي أن يتم توفير هذه الكمامات في أماكن العمل وخدمة المواطنين علي حساب جهات العمل وأصحاب المنشآت والمشاريع المختلفة، وكذلك توفيرها في جميع الصيدليات بأسعار زهيدة وتوقيع عقوبة مالية علي من لا يلتزم بهذا الإجراء الضروري.

وقد لاحظنا في الأسابيع الماضية أن الخطر الأكبر يكمن في القري والمناطق الريفية والشعبية. حيث الاستهتار واللامبالاة بشكل صارخ. فالأطفال والصبية يلعبون معًا في تجمعات في الشوارع والأزقة، والكبار يجلسون في جلسات احتفالية وعزاء دون أدني حرص!! والأمر يحتاج إلي مزيد من برامج التوعية الإعلامية والتخويف، ولابد أن يخاف المواطنون ويدركوا حجم الخطر الذي يتهددهم ويهدد بلدهم، وفي هذا الصدد تبذل الشرطة جهدًا كبيرا ومخلصًا في متابعة الالتزام باحتياطات الأمان والوقائية والإجراءات الاحترازية الواجبة بالتعاون مع رجال المحليات لمنع التجمعات الصبيانية غير المسئولة.

محمد سعيد عز

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق