يبدأ سكان العالم مغادرة المنازل أو على وشك مغادرتها بعد أسابيع من محاولة الإختباء من فيروس «كورونا» المستجد. وقت المواجهة المباشرة يبدو انه اقترب وأسلحة المواجهة تتعدد، ويتوقع الخبراء أن أبرزها سيكون إرتداء «القناع الطبى الواقي» أو «الماسك الطبي» بشكل إلزامى وفرض غرامات وعقوبات رادعة ضد كل من لا يلتزم بإرتداء «درع» زمن الكورونا.
فقد سبقت الفلبين وتايوان، عدد كبير من دول العالم، ودون أن تسجل إرتفاع جنونى فى أعداد الإصابات والوفيات، وأقرت بأن إرتداء الـ «ماسك» إلزاميا فى عدد كبير من القطاعات. ولاحقا، اتخذت عدة دول أوروبية تتقدمها ألمانيا، إجراءات مشابهة. وذلك فى وقت تصاعد الجدل حول مدى فاعلية إرتداء الـ »ماسك« فى مواجهة »كورونا«. ولكن مع استعداد العالم للإنفتاح وحركة الطيران الدولية للاستئناف، ولو تدريجيا، فأن مزيد من الدول ستلزم مواطنيها بارتداء الـ «ماسك».
وفقا لتقرير نشره موقع »سي.إن.إن« الإخبارى الأمريكى فأن العالم سوف يستلهم دروس الأنفلونزا الأسبانية عام 1918. فعلى عكس المنهج الحالي، كانت الولايات المتحدة تقود العالم نحو إرتداء الـ »ماسك« فى مواجهة الفيروس الجديد وقتها.
ففى أكتوبر 1918، استقبلت سان فرانسيسكو الموجة الثانية من الأنفلونزا الأسبانية وارتفعت عدد الإصابات لتسجل 4 ألاف حالة. فقام مجلس المشرفين بسان فرانسيسكو بإقرار أمر بإرتداء الماسك. وانتشر شعار ردده السياسيين فى الخطابات حول إتداء الـ «ماسك»، ومفاده «ارتدى قناع وانقذ حياتك،القناع وقاية بنسبة 99% ضد الفيروس». وتم نظم الأغانى التوعوية حول إتداء الـ «ماسك». والتزمت سلطات سان فرانسيسكو بفرض غرامات على المخالفين، وحتى إيداع بعضهم السجن.
وقد لحقت باقى مدن ولاية كاليفورنيا بمنهج سان فرانسيسكو، وبعدها باقى الولايات الأمريكية. ووفقا لـ «سى .إن.إن»، فإن أمريكا لم تكن وحدها فى الإلتزام بارتداء الـ«ماسك». وإنما تم عبر الأطلنطي، إتخاذ خطوات مماثلة، كما الحالة مع قرار لجنة أكاديمية الطب فى باريس التى أصدرت توصياتها فى نوفمبر 1918 بارتداء الـ » ماسك«، وكذلك كانت توصيات مسئولى الصحة بمانشستر فى شمال انجلترا.
وقتها لم تكن هناك قاعدة صناعة ملائمة لتلبية زيادة الطلب على إرتداء الـ «ماسك»، وكان أبرز العاملين فى هذا المجال، مصنع قائم فى شيكاجو الأمريكية. ولكن المجتمع المدنى أسرع فى التعامل مع زيادة الطلب، فتم فتح ورش حياكة خاصة فى الكنائس والمقار التابعة للصليب الأحمر. وربطت الصحافة الأمريكية وقتها بين العمل لتوفير «أقنعة» واقية من الغاز للمحاربين الأمريكيين فى أوروبا خلال معارك الحرب العالمية الأولي، وبين الاجتهاد الموازى لتوفير «أقنعة» للوقاية من الأنفلونزا.
فخرجت «واشنطن بوست» بتاريخ 26 سبتمبر 1918، تحت عنوان «أقنعة واقية من الغاز فى الخنادق، وأقنعة واقية من الأنفلونزا فى البيت»، وزفت الخبر بتوفير 45 ألف قناع واقى من الأنفلونزا لحماية الجنود الأمريكيين. وتوضح »سي.إن.إن«، أن فى نهاية الحرب العالمية الأولى لاحقا، توجهت المصانع التى كانت متعاقدة مع الحكومة لتوفير أقنعة واقية من الغاز، إلى تغيير نشاطها وإنتاج الـ »ماسك« الواقى من الأنفلونزا.
وتم وقتها تأليف لجان للتشجيع على إرتداء الأقنعة، وكان من ضمن مهامها، استقبال القطارات التى تصل إلى مختلف المحطات بالولايات المتحدة، وتوزيع الـ »ماسك« على الركاب.
وترد »سي. إن.إن«، واقعة حول لجوء الشرطة الأمريكية إلى »تكبير« صورة لحضور إحدى مباريات الملاكمة فى كاليفورنيا، بعد ملاحظة أن نصف الحضور لم يلتزموا بإرتداء الـ » ماسك«. وبعد تكبير الصورة، تم تحديد هوية المخالفين وإلقاء القبض عليهم.
رابط دائم: