رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

نهر الحياة

بريد الجمعة;

الرغبة والخوف

ـ م. عبدالهادى الكيلانى: بالإشارة إلى رسالة «الرغبة والخوف» فى بريد الجمعة والتى تشتكى فيها زوجة عمرها خمسون عاما من أن زوجها الطبيب يخونها وتطلب الطلاق لذلك، وأقول لها كأخت وكانت متفوقة فى كل مراحل دراستها وعملها: أين ذكاؤك ونبوغك؟.. إننى أوضح لك الآتى:-

ـ إن الطلاق لن يحل المشكلة إذا كانت فعلا موجودة وليست خيالات أو أوهاما، وسيدمر الأسرة التى شاركت فى تكوينها على مدى سنوات طويلة، وقد بدا ذلك الآن فى انحياز أبنائك الكبار لوالدهم.

ـ لا تنسى أن الرجل فى سن الخمسين يمر بمرحلة مراهقة متأخرة خاصة أنه طبيب ويتعامل مع الكثيرات من النساء، وبعضهن أصغر منك سنا وأجمل، وقد تكون فتاة أو مطلقة أو أرملة ترغب فى تأمين حياتها به سواء بالزواج، أو سلب ماله، وتسمعه الكلام المعسول وتثير فيه الحنان والرغبة، فى حين أنك لا تلتفتين لذلك معه، ولا يسمع منك إلا مشكلات وطلبات الأولاد، بل ربما تهتمين بالأولاد أكثر منه مما يفقده الميل للجلوس والتحدث معك، بينما يسعد بالحديث فى التليفون مع أخريات حسب قولك، أو ينام بجوارك حتى لا تكملى الشكاوى معه على الوسادة.

ـ إن الحل إذا صح ما تقولينه عن أن زوجك له علاقات خارجية، دعى حسابه على الله، ولك الأجر وليس عليك ذنب فى ذلك، والزمى دوام الاستغفار طوال اليوم، وخاصة إذا حدث بينكما أى نقاش حاد وأغضبه أو زاد نفوره منك، وسوف ترين أثر ذلك سريعا.

ـ حافظى على ألا تقصرى فى حقوقه عندك من ألفة وطعام وشراب ومعيشة، ولا تدفعيه لمزيد من النزوات والمراهقة.

ـ اهزمى شيطانك الذى يوسوس لك بالطلاق ولا تجعلى الشيطان يحتفل بالطلاق على أشلاء أسرتك وحياتك وتذكرى أن أبغض الحلال إلى الله الطلاق.

وفقك الله فى الحفاظ على النعمة التى أنت فيها، فلا تفقديها بغيرة عمياء، واسمعى كلام والدتك الحكيمة.

العودة المتأخرة

ـ حُسام العَنتَبْلى المحامى بالنقض: قرأت رسالة «العودة المتأخرة»، وهى قصة تُعتصر لها القلوب حزنا، وتُزرف لها الدموع تأثرا، وتهتز لها العقول حيرة وترددا، وذلك للمفاضلة بين أمرين أحلاهما مر، ومرهما عَلقم، ولكن من حسن الطالع أن الحنان بَيِّن والنكران بَيِّن فى هذه القصة، فالأول من رِقة القلوب وسِعَة الصدور وغَلبة الإيثار؛ والثانى من قسوته وحب ذاته وغلواء أنانيته، فمن النساء من تَفيض قلوبهن حبا، وعِشرتهن وفاء، ورفقتهن راحة وسرورا، كما أن منهن ذوات المشاعر الجامدة والأفئدة القاسية المتحجرة اللائى قال فيهن الشاعر :

دع ذِكرُهُن ما لهن وفاء

رِيح الصبا وعَهدهن سواء

يكسرن قلبك ثم لا يجبرنه

وقلوبهن من الوفاء خلاء

فقد أهدى الله صاحب القصة المبتلى زوجة ثانية، وفية حانية، ذات نفس راضية فعوضه بها عن سابقتها، فخففت عنه ما به بل وبأمه، فارتاحت نفسه لها وأكبر فيها وفاءها وحسن صنيعها، وهو محق؛ أما الزوجة الأُولى فليست الأَوْلى به إذ لم تَعُد له ولم يَعُد لها، لأنها لم تقبل رجوعه إلا غيرة من ضرتها، وحقدا على من ملأت مكانها وأمحت غيبتها، بعدما أهملت زوجها ونسيته فى أحلك الظروف وأصعبها وهو العجز والمرض، ولما خاب مسعاها لإخضاعه وفشلت خطتها لانصياعه، جاءت بشرطها الجائر أن يطلق الثانية رغم أن هذه الثانية هى الأوفى عهدا والأنقى سريرة والأبقى عونا والأخلص قلبا.. أما الأولاد فبانحيازهم لأمهم، وعصيانهم ربهم، وتركهم أبيهم يعانى ابتلاءين.. ابتلاؤه بمرضه، وابتلاؤه بمرض أمه؛ فسواء عُزى الانحياز لارتباطهم بها أو لجفاء ورثوه عنها، فالأمر سواء، فقد قال سبحانه تعالى: «إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم» صدق الله العظيم، ومن ثم فليس من العدل، ولا من العقل أن «تُستَبدَل التى هى أدنى بالتى هى خير».

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق