أزمة وباء «كورونا» التى هزت العالم كله على جميع الأصعدة أضرت بالكثير من فئات المجتمع المصرى والتى نكتشفها يوما بعد يوم.. ومن هذه الفئات فاقدو الرعاية الأسرية مما دفع 9 من المؤسسات الإيوائية الخاصة بالأيتام وأطفال بلا مأوى لعمل اجتماع مشترك لبحث أهم التحديات التى تواجه هذه المؤسسات للتصدى لتداعيات وباء فيروس«كورونا»، وأولها تحدى التبرعات كما توضح ياسمين الحاجرى نائبة المدير التنفيذى لجمعية وطنية لرعاية الأيتام فقد انخفض معدلها بشكل ملحوظ ولا سيما أن شهر ابريل كان من الأشهر التى تكثر فيه التبرعات بسبب يوم اليتيم والذى تم إلغاؤه هذا العام حرصا من وزارة التضامن على صحة هؤلاء الأطفال، لذلك اقترحت هذه المؤسسات أن يتم إعفاء جميع المؤسسات من فواتير الكهرباء والمياه وهو مطلب نادى به العديد من دور الرعاية فى السنوات الماضية، وتأتى أهمية التبرعات فى هذه المرحلة للانفاق على مجموعة من الإجراءات الوقائية داخل الدور وتوفير مواد التطهير واجهزة الكاشف الحرارى والماسكات وهو أمر غير متوافر فى بعض الدور، كما أدى قرارمنع الزيارات الخارجية وزيارات الأسر إلى إيقاف التبرعات العينية مما دفع الدور البسيطة إلى إبداء قلقها من تناقص المواد العذائية إن طال هذه الاجراءات خاصة مع بداية شهررمضان.
وكغيرهم من باقى الطلبة أثرت الأزمة سلبيا على تعليم هؤلاء الأطفال لذلك من المهم دعم الدور خصوصا الموجودة فى الأماكن النائية بخدمة الإنترنت، والتأكد أن لديها الأجهزة المناسبة (كمبيوتر أو لاب توب أو تابلت) لاستخدامها فى التعليم.
أما عن التحدى الثانى فتقول: مقدم الرعاية عنصر مهم جدا للأطفال لذلك حرصنا على تقديم كل الدعم له سواء المادى أو العينى أو النفسى لضمان استقراره فمعظم الدور لا تستطيع الاستغناء عن مقدمى الرعاية النهاريين ولا عن المدرسين، ولكنها تتخذ الإجراءات الوقائية من حيث التعقيم والتهوية والمسافة بين الأطفال وبين مقدمى الرعاية، والدور التى أبقت على مقدمى الرعاية المقيمين فقط قلقة أن تطول المدة وقلقة على الصحة النفسية لهم، كما ان تعزيز الجانب التعليمى لدى الأبناء وإنجاز مهمة البحث العلمى يتطلب مقدم رعاية بكفاءات أو مهارات معينة قد لا تتوافر فى مقدمى الرعاية المقيمين، لذلك كانت جميع المؤسسات تتساءل عن النموذج الأفضل لاتباعه من حيث وجود الكادر الوظيفى فى ظل هذه الظروف فتم الاتفاق على تحديد خط سير مقدم الرعاية غير المقيم وسبل المواصلات التى يستخدمها ومعرفة المخالطين له فى البيت إذا ما كانوا مقيمين فى المنزل (عزلا ذاتيا) أم يضطرون للخروج مع توفير ماسكات لمقدمى الرعاية غير المقيمين لاستخدامها خلال الذهاب للمؤسسة والعودة إلى محل الإقامة، وتشجيعه على استخدام وسائل مواصلات غير مزدحمة، وإجراء فحوصات لأى مقدم رعاية عائد من اجازة، وتخصيص وقت راحة (نصف يوم أو يوما كاملا بدلا من إجازتهم) للمقيمين منهم بداخل الدار لتعزيز صحتهم النفسية وليستطيعوا متابعة مهامهم بشكل أفضل وتقديم مكافآت مالية لهم على جانب تشجيع أفراد مجلس الإدارة والمتطوعين لتقديم الدعم المعنوى والنفسى لمقدمى الرعاية، كما تم الاتفاق على بعض الاجراءات فى حالة إصدار قرار الحظر الكلى منها إصدار تصاريح لمؤسسى ومديرى المؤسسات ومقدمى الرعاية من قبل وزارة التضامن الاجتماعى.
كما توصل الاجتماع إلى بعض الاقتراحات توضحها ياسمين منها تعزيز المسئولية لدى الأطفال من خلال مشاركتهم لبعض مهام المؤسسة أو الدار بما يتناسب مع أعمارهم مما سيسهم بشكل كبير فى اكسابهم مهارات حياتية مهمة، وتمكين الشباب الأكبر سنا فى المؤسسة من تحمل بعض المسئوليات والمهام الخاصة بمقدمى الرعاية وذلك بما يتناسب مع جاهزيتهم ومهاراتهم مع وجود توجيه وإرشاد من قبل المسئولين فى المؤسسة، كما أن بعض شباب الأيتام ممن لا يزالون فى الدار وكذلك ممن تركوه فقدوا وظائفهم مما اضطر بعض الدور إلى رعايتهم ورعاية أسرهم ماديا لذلك تسعى الدور إلى تفعيل فكرة ضم خريجى دور الأيتام المتضررين من الأزمة الحالية ومن هم فى مرحلة الرعاية اللاحقة بشكل عام لبرنامج تكافل وكرامة حيث تمت الإشارة فى اجتماع لجنة الرعاية البديلة إلى أن وزارة التضامن تخطط لذلك، كما أكدوا أهمية وجود غرف عزل فى حالة مرض أى طفل، او التنبيه على دور الأيتام أن تأخذ حذرها فى هذه الفترة خصوصا من لديهم أطفال فى سن صغيرة فيتم تخزين مواد التطهير كالكحول والكلور وغيرها فى أماكن بعيدة عن متناول الأطفال.
رابط دائم: