رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

ما أحلى الرجوع إليها أحاديث رمضان النسائية

منال بيومى

لا شك أن الأحاديث النسائية لها طابع مميز فى كل زمن وخاصة فى ليالى شهر رمضان المعظم وإن اختلفت وسيلة الاتصال فقد كانت قديما تعتمد على المجالس الجماعية للسيدات من أسرة واحدة او الجارات فى بناية أو حى واحد فإنها حديثا تعتمد على وسائل ومواقع التواصل الاجتماعى مثل «واتس آب» «ماسنجر» وغيرهما من تطبيقات «الموبايل».

وفى هذه الايام  نحن النساء لا حديث لنا سوى وباء «كورونا» وحالات الإصابات والتعافى والإحصائيات العالمية والمحلية وكيفية تطهير اليدين والاسطح وحماية الأسرة من العدوى ولا يسلم الأمر من أحاديث ثانوية عن بعض الاكلات والمشروبات لإعدادها على مائدة الإفطار أو السحور فضلا عن كيفية إعداد الأبحاث الدراسية المطلوبة من الابناء فى المراحل الدراسية المختلفة وقد يتطرق الحديث أيضا عن الخلافات الزوجية فى العزل المنزلى.

أما قديما فأحاديث النساء كانت مختلفة تماما كما يقول إبراهيم العنانى عضو اتحاد المؤرخين العرب ان ليالى رمضان كانت فى الجيل الأسبق بمثابة ليالى الأفراح بالنسبة للأسرة ..وكانت التقاليد تجعل سير النساء فى المساء وحدهن أمرا مكروها طوال العام لكن إذا ما أقبل رمضان كان خروج النساء إلى الطريق فى تنقلاتهن بين البيوت و المحال العامة شيئا عاديا، وكان من بركات رمضان على النساء تقليد «يوم المقابلة» الذى كان مقصورا على الأسر الكبيرة ثم انتقل إلى جميع الأسر المتوسطة و ما فوقها وما دونها حيث كانت كل ربة بيت  تحدد لها يوم مقابلة (أسبوعى) لصديقاتها وتوجه الدعوة لهن لقضاء السهرة كاملة فى منزلها .

وفى السهرة كان للأحاديث الرمضانية طعم مختلف عن هذه الايام، واذا كانت الأحاديث النسائية فى باقى العام قديما تدور غالبا حول الموضات والملابس .. فأحاديث رمضان كانت تدور اغلبها حول الموائد وما عليها من القطائف والكنافة والخشاف وكيف تتفنن كل واحدة فى صنع أصنافها،حيث كانت تجرى بين صوت طرقعة كسارة البندق واللوز والجوز وعين الجمل وكلها من المواد التى تسبب البدانة، فالسمنة كانت موضة الجيل الأسبق عند النساء .. لأن نحيفة القوام كانت تتهم بأنها مريضة لا تملأ عين الرجل  الذى كان دائما موضع أحاديث المجتمع النسائى حتى فى سهرات رمضان.

وكانت  البنات يستمعن من خلف الأبواب إلى هذه الأحاديث فهذه فلانة التى يذوب فيها زوجها  عشقا .. بدليل أنها طلبت منه مضاعفة كمية «الياميش» فى هذا العام، فلم يغضب واستدان لكى يلبى طلبها وفلانة التى طلبت مثل هذا الطلب فهددها زوجها بالزواج من عروس أخرى .. الخ ..لكن كان يحدث بين الحين والحين أن تنتبه احداهن بأنهن غالين فى الاغتياب فتقف بينهن واعظة مرددة آية التوبة لكى ترددها الآخريات.

ويختتم عنانى حديثه قائلا إن مؤتمرات رمضان النسائية كانت تتخللها أحاديث تنتهى إلى النسب والزواج، وكانت النساء الاجانب من مختلف الجنسيات التى كانت تقيم فى مصر تشارك المصريات فى السهرات بالمنازل بالطابق الارضى الفسيح الذى كان يطلق عليه «الدهليز».

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق