رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

تجديد الخطاب الثقافى.. رهان تاريخى

د.محمد حسين أبو العلا

تلقت صفحة «ثقافة» هذا التعليق على تحقيق «تجديد الخطاب الثقافى» المنشور الأحد 15 مارس الماضي، ويسعدنا دائما أن نتلقى ردود قراء الأهرام على ما ينشر) :

<< حين يستقر فى العقل المصرى أن قضية «تجديد الخطاب الثقافى» هى فى الأصل قضية «رهان تاريخى»، إما أن يقفز أو يهوى بالأمم نحو منعطفات متناقضة، وحين يستلهم هذا العقل أن التجديد فى جوهره يمثل آلية انطلاق ووسيلة حيوية لتحرير الوعي، وضرورة حضارية تحول دون الاغتراب والعزلة الخانقة عن العالم بكل ما يطوقه من أفكار ورؤى وتوجهات وآراء ونظريات وأيديولوجيات، من ثم يصبح التجديد حتمية معرفية تستوجب التواجه مع طرفى المعادلة المتبلورة بين معانى الإقلاع والنهوض أو التراجع والانزواء، ولابد بالضرورة المنطقية أن تتجه الرغبة نحو الصعود، لكن من أين نبدأ؟ بالطبع ليس إلا بالعودة إلى الذات بدافعية الثقة بها والإيمان بطاقتها الفاعلة، واستحضار جوانب إبداعها، وكذلك اعتماد «التراث العربى» كمرجعية إذ يعد مكونا محوريا من مكونات الهوية، فضلا عن الاستمساك بكافة معطيات الحضارة المعاصرة أملا فى إحداث نوع من التفاعل الحى والاندماج والمشاركة بإنتاج الكلمة والمعنى والمفهوم والفكرة المنبثقة من ثقافة السؤال تلك التى تعد من أوليات دينامية التغيير. فتجديد الخطاب الثقافى إنما يستوجب وقفة تحليلية مستنيرة ــ فى إطار حيز زمنى قصير ــ ترصد سقطاته وتطرح أهميته وتحدد غاياته وتقدم آلية تقويمه التى لابد أن تتجلى فى استراتيجية تحمل كافة القيم التقدمية وتتبلور أبعادها بين العقلانية والتعددية وقبول الآخر وسيادة الحوار الخلاق الداعم للتواصل والتسامح والترابط مع الثقافات والحضارات. وإذا كانت هذه القضية لما لها من حساسيات قومية بإعتبارها ترتبط بوضعية العقل المصرى تعد مستهدفة تصحيح حركة الواقع والتهيؤ لمواكبة ظرفيات المستقبل فإن ذلك يستدعى تساؤلات كثيرة منها :هل يحول شيوع طابع الفكر الأحادى دون تجديد آليات الخطاب الثقافى؟ وما العلاقة بين تراكم العديد من المشكلات على أصعدة عدة وتراجع هذا الخطاب؟ وأيضا كيف يصبح هذا الخطاب أداة فاعلة فى تفتيت هذه المشكلات وإزاحتها؟ بل كيف يغادر هذا الخطاب تلك الأفكار التقليدية المعوقة لمسارات التنمية؟ وكذلك كيف يمكن لهذا الخطاب أن يرتاد ساحة الدراسات الثقافية ليكون أكثر رصانة وصلابة؟ ومن ذلك ما الرسالة المعرفية التى يجب أن ينتجها ذلك الخطاب داخلا وخارجا؟!.

إن قضية تجديد الخطاب الثقافى لا تعنى فى جوهرها سوى محاولة تجديد الوعى وشحذه وإثرائه وخصوبته وامكانية اشتباكه فى إطار ما يسود الساحة العالمية من حروب الأفكار والتوجهات العولمية وكارثيات العالم الرقمى واحتدام الصراعات بين الكيانات الدولية وما تعكسه من تأزمات تحصدها الكيانات المتقوقعة، فالمعرفة دائما كانت هى الميكانيزم الرابح، لكنها قد صارت أخطر وأمضى سلاح كونى.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق