فى الوقت الذى أصابت فيه جائحة كورونا جميع أنحاء العالم تقريبا ، أجمع العلماء على أن العزل الاجتماعى والنظافة الشخصية هما بوابة الخروج الآمن من تلك الأزمة العاصفة، للوصول إلى بر الأمان، ولعودة الحياة لسيرتها الأولى.
لكن وسط الأبحاث، ومع حرص وسائل الإعلام على رفع وعى المواطنين هنا وهناك بأهمية الامتثال للتعليمات، والالتزام بالقيود التى تفرضها عليهم دولهم ، تبينوا أنهم يرددون فقط ما نادى به الدين الإسلامى قبل 1300 عام، على لسان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وفقد أكدت مجلة « نيوزويك « الأمريكية الشهيرة أن رسولنا الكريم، الذى وصفته بخبير «تقليدى» فيما يتعلق بأمور الأمراض المعدية والأوبئة ، نصح قبل 13 قرنا من الزمان بما يمكنه الآن مكافحة «كوفيد 19» ومنع تفشيه، مشيرة إلىأن بعض أحاديثه حول ضرورة حظر سفر الأفراد إلى البلاد التى يتفشى بها الطاعون، كنموذج للأمراض الفتاكة، بل وعدم مغادرة هؤلاء تلك الأراضى، إذا كانوا هناك بالفعل وقت تفشى العدوى. كما لفتت إلى تشديد الإسلام على ضرورة عزل المصابين بأمراض معدية عن أقرانهم الأصحاء وقت تفشى العدوى لحصار المرض. وتابعت المجلة الأمريكية المرموقة أن نصائح رسولنا الكريم لم تتوقف عند هذا الحد فقط، بل كان يحرص دوما، وفى أكثر من سياق وحديث، على التشديد على أهمية غسل الأيدى ، والعناية بالنظافة الشخصية كقوله « النظافة من الإيمان «، والتأكيد ضرورة غسل الأيدى بعد الاستيقاظ من النوم لأن أحدا لا يعلم ماذا لامست يديه وقت النوم، فضلا عن قوله بأن بركة الطعام لا تحل إلا بغسيل الأيدى قبل وبعد تناوله.
وقالت «نيوزويك» إن أهم ما يميز الدين الإسلامى ودعوته هو موازنته بين العقل والعقيدة ، وتشديده على ضرورة الأخذ بالأسباب أولا قبل التوكل على الله لإتمام الأمر، مشيرة إلى الحديث النبوى الشهير « اعقلها ، وتوكل». وأضافت أن الأمر ذاته ينطبق على الأمراض والأوبئة، منوهة إلى الحديث الشريف الذى يؤكد أن الله خلق لكل داء دواء.
ذلك كله فضلا عن تشديد الإسلام دوما على غسل كل الأعضاء الظاهرة من الجسم خمسة مرات يوميا قبل الصلاة ، بدءا من اليدين وحتى الفم والأنف والوجه والشعر والأذنين وانتهاء بالقدمين ، فيما يعرف بـ«الوضوء». وأثبت العلماء أن تلك العادة التى يواظب عليها المسلمون، لها فوائد صحية وروحية بالغة الأهمية . وأشادت ماريون كاتز الباحثة فى الدراسات الإسلامية باستجابة رجال الدين الإسلامى فى كل أنحاء العالم تقريبا للإجراءات الاستثنائية المتبعة الآن للحد من تفشى فيروس كورونا المستجد ، كحظر الصلاة فى المساجد لمنع التجمعات ، فضلا عن النصائح حول غسل الأيدى بالصابون جيدا لعشرين ثانية على الأقل قبل كل وضوء ، موضحين أن الوضوء وحده لن يتمكن من قتل الفيروس ، بينما عمدت مؤسسات دينية أخرى لوضع كميات أكبر من الصابون والمطهرات فى أماكن الوضوء لمساعدة الأفراد على تأمين سلامتهم الشخصية.
رابط دائم: