في أقدس بقعة علي أرض مصر، حيث جبل التجلي والوادي المقدس في سانت كاترين. إنها في الواقع كما بالإلهام، ففى الحقيقة هما أقرب نقطة للسماء كأعلي قمة لجبل ليس في سيناء فقط، بل علي أرض مصر كلها.
مع شعاع حنون من الشمس بدد ما تبقي من برودة الليل، خرج الطفلان الصديقان موسي وأشرف يلهوان بين صخور الجبال ليمرحا مع قطعان الغنم والماعز.
ورغم وعورة التلال الصخرية وصلابة حجارتها، فإنك تري الأشجار البرية تنبت فيها وتري الماعز تتقافز فوقها برغم انحدارها الشديد، كذلك كان الطفلان يمارسان لهوهما اليومي بتسلق الصخور.
والطفلان الصديقان المنتميان إلي قبيلة الجبالية، يبتسمان لشعاع شمس الربيع الحانية وهما يتسلقان الصخور، وما لهما لا يبتسمان وهما اللذان لم يستنشقا منذ ولادتهما هواءً لوثته عوادم مركبات الجيش الإسرائيلي مع قدومها أو عند رحيلها.
هنا يعم السلام فتقترب السماء من الأرض وتنشق الصخور عن العشب والشجر كما تتدفق المياه العذبة من قلب صخور وادي الأربعين وهنا يدق جرس كنيسة الدير فيجيبه صوت مؤذن المسجد الملحق به، أما ذكريات أيام الاحتلال البغيضة، فإن لم يكن قد أدركها الطفلان، إلا أنها حاضرة بقوة في ذهنيهما في أحاديث الأمسيات، فهنا لا يزال الآباء يقصون علي أولادهم تلك الأيام السوداء حتي تعيها ذاكرتهم وتتناقلها الأجيال علي مر الزمان.
رابط دائم: