رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فى سويسرا...الجميع سواسية أمام كورونا

رسالة جنيف د.آمال عويضة

لعل البعض يتذكر الجملة الشهيرة للممثل السودانى محمد السنى فى فيلم الإرهاب والكباب الذى يدعى معرفته بما يحدث فى العالم بترديده جملة واحدة للتعليق على أى موقف أو أزمة يواجهها مع الآخرين: «فى أوروبا والدول المتقدمة يحصل كذا وكذا..».

ولكن يبدو أن ما نعيشه جميعا هذه الأيام قد أزال الفوارق بين البشر أيا كانت جنسيتهم ومواقع دولهم. ولظروف وجودى فى مدينة جنيف الدولية منذ بدايات الأزمة والإعلان عن أول إصابة بفيروس كورونا المستجد فى الرابع والعشرين فى فبراير الماضى، لاحظت عددًا من السمات المشتركة بين المحيطين التى وجدتها- لم تختلف كثيرا ما بين مصر وسويسرا:

مع إعلان حالة الطوارئ فى البلاد منذ السابع عشر من مارس المنصرم، وتجاوز عدد المصابين 20 ألف حالة ،من بين نحو 8 ملايين نسمة مع بداية شهر أبريل الجارى، أصبح للإعلام الحكومى من راديو وتليفزيون تأثيره الأقصى وعلى وجه الخصوص لكبار السن ممن لا يجيدون استخدام الإنترنت والهواتف الذكية، الذين يقضون حجرهم الإجبارى أمام شاشة التليفزيون لمتابعة أخبار التليفزيون السويسرى الرئيسية فى تمام السابعة والنصف مساء. فضلًا عن فترات إخبارية إذاعية ومصورة على مدار 24 ساعة لمتابعة ما يحدث فى طول البلاد وعرضها والعالم. وعلى مقربة من مقاعدهم المعتادة أمام التليفزيون، يشاركهم التليفون الأرضى المشهد الاستثنائى حيث يستغل كبار السن خدمة الاتصال عبر الخطوط الأرضية المجانية للاطمئنان على أسرهم وأصدقائهم وجيرانهم بعدما تقطعت بينهم السبل منذ فرض الحظر الإجبارى لمن هم فوق 65 عامًا. كما يتواصلون مع الرقم الحكومى المجانى الذى وفرته المقاطعة إلى جانب الهيئات والمؤسسات المعنية بأحوال المسنين للحصول على خدمة التوصيل المجانى لطلباتهم أو تمضية بعض الوقت على التليفون مع المتطوعين الذين خصصوا جزءًا من وقتهم للدردشة مع المسنين بدون عائلة.

وللأجيال الأصغر سنًا ،توالى ظهور مجموعات العمل والتواصل والأخبار على تطبيقات الواتساب والفايبر والفيسبوك لتجمعات تضم سكان جنيف الدولية حيث تضم المدينة ما لا يقل عن 80 جنسية من العاملين بالهيئات الدولية ومكاتب الأمم المتحدة، وقد سيطرت عليها موضوعات الطهى والأطباق المتنوعة من كافة أنحاء العالم وتبرع مدربون لقيادة حصص لممارسة الصلاة والدعاء والرياضة واليوجا فى المنزل فضلًا عن الهوايات المختلفة ومن بينها طرق تزيين المنزل وتنظيمه، وأفكار للأطفال وألعاب للمراهقين فى شكل مقترحات ونصائح للآباء والأمهات. فضلًا عن عروض للمتابعة الصحية من جانب بعض الأطباء المتبرعين، كما زادت نسب المترددين على مواقع التعارف الإلكترونية المدفوعة الثمن. وتنوعت العروض الترفيهية بين فيديويهات ساخرة للأعضاء الناشطين على شبكات التواصل، وأخرى مدفوعة لصالح بعض الفرق المسرحية ودور العرض وقاعات الأنشطة التى تفاعلت مع الظروف الراهنة بتقديم موادها الفنية فى مقابل تذكرة إلكترونية مخفضة.

وفى إطار الخوف المعتاد من العدوى والرعب من الألم، ومع وصول حالات العدوى إلى 20 دارا للمسنين من بين 54 دارا فى سويسرا، يعانى الجميع كبارا وصغارا ندرة المتاح من المطهرات والكمامات من الصيدليات وعدم توافر بعض المواد الغذائية التى كانت تصل فى أغلبها من الدول المحيطة، ومنها: إيطاليا وفرنسا وألمانيا التى تأتى على قائمة أعلى الدول إصابة وتضررا من انتشار الفيروس .وهو ما دفع سويسرا إلى وضع شروط صارمة لانتقال العمالة اليومية -على وجه الخصوص فى قطاعى النقل والبناء- التى تتحرك بينها وبين تلك البلدان المجاورة ويشكلون نسبة لا يستهان بها من قوة العمل فى سويسرا.

لم ينج سكان مدينة جنيف، وكذلك سكان مقاطعة فوو من كذبة الأول من ابريل التى لم تنفصل هذا العام عن الموضوع الرئيس الذى يشغل العالم، إذ تبادل البعض رسالة تم تزويرها بالاستعانة بتوقيع الأمين العام لإدارة التعليم العام بالدعوة لاستئناف العام الدراسى الذى تم إيقافه ،وتعويض ما مضى من فصول تعليمية فى فترة الأجازة الصيفية ما بين يوليو وأغسطس، وهو ما خرج المسئولون ليكذبوه جملة وتفصيلًا. من جهة اخرى، كشفت دوريات الشرطة المنتشرة على مدار اليوم عن تطبيق عشرات الغرامات (لا تقل عن مائة فرنك سويسري) وعلى وجه الخصوص فى أثناء أجازات نهاية الأسبوع (السبت والأحد) التى كانت من نصيب تجمعات تجاوزت 5 أفراد على ضفاف البحيرات السويسرية أو عدم مراعاة المسافة الآمنة مع الآخرين أو خروج المواطنين فى غير الأوقات المسموح بها.

لا مكان للأعياد أو المهرجانات أو الاحتفالات، وهو ما طبقته سويسرا منذ بداية مارس المنصرم بإغلاق جميع الخدمات من مطاعم ومقاه وأماكن دراسة فضلًا عن إلغاء معرض السيارات الدولى ومسيرة يوم المرأة العالمى وكرنفال بازل وهو ما تلاه إلغاء العديد من الفاعليات. كما حذرت من التجمعات التى تتم فى أسبوع عيد الفصح الغربى الذى مر بدون توزيع البيض المصنوع من الشيكولاتة واحتفالات الحدائق وعروض الأطفال المعتادة، ولم تلتف الأسرة حول وجبة الفصح المكونة من البيض والديك الرومى أو لحم الخروف وغيرها من المنتجات التى يتم تصنيعها خصيصا لفترة الأعياد. وبالتالى توقف العديد من الصناعات المرتبطة بتلك المناسبة، فضلًا عن تأثر السواق بشكل عام إذ دفع انخفاض مبيعات إجمالًا إلى قيام أحد الصحفيين السويسريين بكتابة رسالة إلكترونية موجهة إلى قائمته البريدية لحث الأصدقاء والمعارف على شراء الكتب بعدما فقد ناشره ما يوازى 90% من مبيعاته المعتادة فى فترة ما قبل الأعياد. غنى عن الذكر، توقف أعمال شركات السياحة والطيران عن القيام بمهامها فى تلك الفترة التى تشكل موسم النشاط السنوى الأكبر إلى جانب موسم الكريسماس فى نهاية العام. هذا فى الوقت الذى تزايدت فيه نسب مبيعات الكحوليات والنبيذ حيث خلت أرفف معظم محال السوبر ماركت من الأصناف المعتادة، فضلًا عما يتردد عن زيادة نسب توزيع المخدرات المتنوعة وذلك طبقًا لما تم ضبطه من عبوات معدة للبيع بنظام توصيل الخدمات للمنازل.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق