احتفل الأقباط الأرثوذكس مساء أمس السبت وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد بعيد القيامة المجيد فى منازلهم بعد أن أوصدت جميع الكنائس أبوابها ضمن الإجراءات الاحترازية للوقاية من ڤيروس كورونا، مكتفين بمتابعة قداس العيد أمام شاشة التليفزيون الذى نقل صلاة القداس الذى ترأسه قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بدير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، وشاركه الصلاة عدد من كبار أساقفة الكنيسة.
وفى عظته التى خص بها «الأهرام» قبل إلقائها ضمن قداس عيد القيامة قال البابا إننا نحتفل بالقيامة المجيدة فى ظروف وباء فتاك له ضحايا فى بلاد كثيرة ومن بينها بلدنا الحبيب مصر، وقد أثر على الجميع بصورة لم نشهدها من قبل، وبسبب انتشار العدوى كان الإجراء الحكيم هو الجلوس بالمنازل وعدم «الخلطة» أو التجمع بأى عدد لمحاولة احتواء المرض والعدوى ولحفظ صحة الناس وعدم إصابتهم أو فقدان أحباء منهم، ولنا يقين فى وعد الله لنا على لسان حبقوق النبى «قدامه ذهب الوباء وعند رجليه خرجت الحمى» (حبقوق 3: 5).
وحرص البابا على توجيه كل التقدير والاعتزاز إلى رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ووزيرة الصحة وكل أطقم الأطباء والتمريض والفنيين وجميع مسئولى الدولة على الإجراءات التى تمت لمحاصرة الوباء وتقليل آثاره الاجتماعية والاقتصادية.
وقال البابا: «نشكرهم جميعا، واثقين أن الله سيرفع هذا الألم قريبا ببركة الصلوات المرفوعة والإجراءات الشاملة».
وأضاف البابا: « وإن كنا نحتفل بهذه المناسبات ونحن فى منازلنا وبعيدا عن وجودنا الجماعى فى كنائسنا للأسباب الصحية الطارئة فإننا نعتبرها فرصة نادرة لنا جميعا لاختبار سعادة الوجود العائلى و الأسرى والتمتع بأفراد كل أسرة صغار وكبار، كما أنها فرصة استرخاء من نمط الحياة المتسارعة والتى فقدنا فيها أشياء إنسانية كثيرة، وكذلك فرصة لنفكر فى حياتنا بصورة جديدة وفكر جديد، ونعيد ترتيب الأولويات فى كل ما نصنعه، ليعطيكم الله جميعا الصحة والعافية والسلامة والأمان، مصلين من أجل الجميع وفى كل مكان وكل قيامة وأنتم جميعا بخير وسلام».
فى سياق متصل، قال الأنبا باڤلى أسقف عام ومسئول قطاع المنتزه والشباب بالإسكندرية إن عيد قيامة المسيح من الأموات هو عيد الأعياد وترتل فيه الكنيسة (إخرستوس آنستى - آليسوس آنستي) باللغة القبطية، ومعناها بالعربية (المسيح قام، بالحقيقة قام).
وأضاف الأنبا باڤلى فى تصريحات خاصة لـ»الأهرام» أنه سيتحدث فى عظة الأحد فى تمام العاشرة والنصف صباح اليوم الأحد عن براهين القيامة، ومنها »القبر الفارغ - شهادة حراس القبر بوقوع حدث القيامة أمام أعينهم - وجود الكفن داخل القبر ووجود صورة السيد المسيح مطبوعة عليه - شهادة العهد القديم كما كان يونان فى بطن الحوت ثلاثة أيام، هكذا ابن الانسان يقوم فى اليوم الثالث - هيبة الموت، فالموت ليست له هيبة إذا كنا نعرف إلى أين سنذهب - القيامة برهان على تغيير كثيرين، ومنهم شاول الذى أصبح بولس فيلسوف المسيحية».
رابط دائم: