سارع المثقفون فى مصر والكويت إلى إعلان موقف قوى فى مواجهة محاولات التفرقة والاستعداء بين البلدين، وذلك عبر بيانين منفصلين فى كل من القاهرة والكويت.
اتحدا معا فى التأكيد على عمق العلاقات والروابط المشتركة، وضرورة التصدى للأصوات الداعية للبغضاء والكراهية.
وأكد بيان المثقفين الكويتيين أن الشعب الكويتى يقف ضد الأصوات الداعية للتفرقة والاستعداء بين الكويتيين والأخوة المقيمين على أرض الكويت، وقد خصت فى أغلبها الأخوة المصريين، فى الوقت الذى تتحد وتتكاتف فيه جهود كل شعوب العالم لمواجهة وباء «كورونا» المستجد الذى يجتاح دول العالم.
وأكد مثقفو الكويت فى بيانهم رفضهم التام لكل ما تحمله هذه الرسائل والاتهامات من مضامين تمييز وتفرقة، وما ينال بلدهم الكويت وأهلها - فى الوقت نفسه- من مساس وتشويه لصورتها الناصعة، داعين إلى إيقاف هذه الحملات التى تتداولها وسائل التواصل الاجتماعى المختلفة فوراً، وعدم تداولها فيما بيننا، وناشدوا الجميع توحيد الجهود والطاقات، كلّ على قدر استطاعته لمواجهة هذا الوباء الخطير.
وقد وقع على البيان رموز كويتية بارزة يتقدمهم، خليفة الوقيان، وعبدالعزيز السريع، وسليمان العسكرى، وسليمان الشطى، وسعد بن طفلة، وليلى العثمان وآخرون.
وفى القاهرة، أكد مثقفون مصريون بارزون رفضهم لتلك المشاحنات المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعى والتى بدأت من فردين او ثلاثة لا يمثلون إلا أنفسهم، وأكدوا فى بيانهم أنهم لاحظوا ان عددا كبيرا جدا من الشخصيات الكويتية المحترمة قد استنكرت هذه التصريحات المستفزة وسجلت مقاطع صوتية ومرئية تذكر بقيمة مصر ودورها فى محيطها العربى والإنسانى، وأشادوا ببيان المثقفين الكويتيين الذى وصفوه بالمحترم، وأنه صدر من مجموعة كبيرة من رموز الفن والثقافة والشخصيات العامة الكويتية، ليلفت النظر الى تلك المحاولات للوقيعة بين الشعبين الشقيقين، ويدين تلك المحاولات.
وأكد المثقفون المصريون فى بيانهم أن العلاقة الاستراتيجية بين كل من مصر والكويت هى علاقة أخوة تاريخية ممتدة تم اختبارها على مدى عقود طويلة فى جميع ظروف الشدة والرخاء وقد اثبتت الظروف متانة هذه العلاقة المستندة الى المحبة والقيم الإنسانية الرفيعة والمصالح المشتركة.
وقالوا: إننا كأبناء للشعب المصرى العظيم نحترم الدور الذى تقوم به دولة الكويت الشقيقة فى مجالات عدة وخاصة فى شأن الثقافة والتنوير والمبادرات الإنسانية، ونستنكر هذه المشاحنات أيا كان مصدرها، والرامية الى تفتيت النسيج العربى فى وقت هو الأصعب فى تاريخ الأمة العربية، و نؤكد ضرورة تماسك كافة الدول العربية على أرضية التعاون الإنسانى والمصالح المشتركة فى زمن التكتلات ضد الفوضى القائمة فى المنطقة والتى تضر جميع الدول بلا استثناء.
وتصدر الموقعون على البيان المصرى الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة، والدكتور حسام بدراوى، والدكتورة مؤمنة كامل، ومارجريت عازر، وإلهام شاهين وهالة صدقى، والدكتورة عواطف عبدالرحمن، وعدد كبير من رموز مصر.
وقال الإعلامى الكويتى الدكتور خميس العجمى لـ «الأهرام»: لا يمكن أن ننسى عمق العلاقات مع مصر وأهميتها، لقد أخر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر الغزو العراقى للكويت عشرات السنين، نحن فى الكويت نحترم شعب مصر وجيشها وحكومتها ونجلهم، ومن يتطاولون على مصر وشعبها لا يمثلون أى أهمية.
ومن جانبه، علق رجل الأعمال الكويتى ناصر الهاجرى لـ «الأهرام» إن ما جرى «قصص غبية يسوقها الصغار والسوقة والدهماء، ولا يجب عدم الانجراف لها».
وأضاف:نحن فى الكويت لا ننسى شهداءنا الذين شاركوا فى الدفاع عن مصر، ووالدى رحمه الله شارك فى حربى 1967 و1973.
رابط دائم: